من الجميل أن يصل الإنسان إلى مستوى عالٍ من الوعي الكامل والحقيقي الذي يجعله قادر علي فهم حقيقة قضايا المجتمع، فزيادة الوعي سوف يساهم في دفع عجلة المجتمع للصعود السريع دون عوائق مادية او بشرية، والمتابع للمشهد سوف يلاحظ نداء النظام السياسي والحكومة بضرورة تبني المجتمع النقابي المهني والعمالي بضرورة الحديث الي القاعدة الجماهيرية من المنتمين للنقابات، فجاءت الاستجابة من النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية برئاسة النائب خالد عيش عضو مجلس الشيوخ، سريعة لتفعيل افكار الجمهورية الجديدة علي ارض الواقع لتذليل العقبات امام العمال من خلال تبسيط المفاهيم المرتبطة بأعمالهم وشرح القوانين ذات الصلة الوثيقة بالمنشأة واصحاب الاعمال والعمال ومنها قوانين العمل الجديدة والتأمينات، وهو ما يسد الطريق مستقبلاً امام الشائعات، وأمام القيل والقال.
أهتمت النقابة العامة وعلي مدار السنوات التالية والسابقة لثورة 30 يونيو بتثقيف وتدريب العمال علي مهارات العمل النقابي لخلق جيل من الكوادر العمالية الفاهمة لقضايا الوطن وتحديات المرحلة الراهنة وكيف يكون العامل فرد ناجح داخل بيئة العمل وتعريفة بالأدوات اللازمة لتقديم الحلول بدلاً من تصدير المشكلات، وذلك من خلال جلسات حوارية ودورات تدريبية نظمتها داخل الجامعة العمالية ويحاضرها كبار المتخصصين في شتي المجالات، ولعل الدورة الاخيرة التي نظمتها النقابة في اعتقادي واحدة من اهم الدورات والسبب هو التوقيت، فالعالم الان يعيش علي صفيح ساخن، وكيف لا ونحن علي اعتاب حرب نووية بين روسيا من جانب واوروبا ومن وراءهم الولايات المتحدة علي الجانب الاخر نتيجة اشتعال صراع السيادة الذي تبحث عنه روسيا، اضف الي ذلك تداعيات ازمة وباء كورونا وازمة التغيرات المناخية، ومن ثم كان الحديث الي القاعدة الجماهيرية من العمال من خلال اللجان النقابية التابعة للصناعات الغذائية واحدة من افضل الوسائل المتاحة لتعريف العامل بتحديات المرحلة الراهنة وكيف نعبر منها بسلام؟.
دور النقابة في تثقيف وتدريب العمال لم يتوقف عند تنظيم الدورات التدريبية فقط، بل امتد الي تبني رئيس النقابة النائب خالد عيش والذي يشغل ايضًا منصب النائب الاول لرئيس اتحاد عمال مصر فكرة “اكاديمية التثقيف النقابي” وهي الاكاديمية التي تهدف الي تدريب وتثقيف وتعريف العامل الذي لديه الرغبة في الالتحاق بالعمل النقابي التطوعي بما عليه من حقوق وما له من واجبات وكيف يؤدي دورة بمنتهي الاحترافية وحتى تكون اوراق الالتحاق بالاكاديميه واحدة من مصوغات دخول الانتخابات، وهي فكرة اتمني خروجها للنور في القريب العاجل.
ختامًا، الشائعات هي اخطر عدو يواجه مصر الان، لكونها عدوًا خطرًا للاستقرار والنجاح وتكمن خطورة الشائعات في سرعة انتشارها وتفاعلها وصعوبة نسفها والتخلص منها، وكثيرًا ما وقفت الشائعات وراء حسم حروب طاحنة، حروب اقتصادية وحروب عسكرية وحروب سياسية وغيرها، وبقدر ما عمل أطراف هذه الحروب على مكافحة الشائعات عملوا أيضًا على إدراك كيفية خلق الشائعة والاستفادة منها.