لليوم الثاني علي التوالي يواصل مؤتمر منظمة الوحدة النقابية الإفريقية، فعاليات دورته الثالثة والأربعين، والتي تقام برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة رؤساء الإتحادات ووفود نقابية من 53 دولة إفريقية، إلى جانب ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.
كما يشارك في المؤتمر ما يقرب من 100 شخصية نقابية عمالية من القارة السمراء، وممثلون عن منظمة العمل الدولية،ومنظمة العمل العربية واتحاد النقابات العالمي.
وشهد اليوم الأول من المؤتمر عدد من الكلمات خلال الجلسة الافتتاحية، بحضور حسن شحاتة وزير القوي العاملة، ومحمد جبران رئيس اتحاد نقابات عمال مصر، والدكتور فرنسيس أتولي رئيس منظمة الوحدة النقابية الأفريقية، وأرزقني مزهود الأمين العام للمنظمة، ومحمد ماماز ينجو مدير برامج الانشطة العمالية بمركز تورينو التابع لمنظمة العمل الدولية، والنائب خالد عيش عضو مجلس الشيوخ والنائب الاول لرئيس اتحاد عمال مصر ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية.
وجري خلال الاجتماعات عرض سياسة منظمة العمل الدولية حول الحماية الاجتماعية نحو التعافي من أزمة كوفيد 19، ومناقشة وضع الحماية الاجتماعية في أفريقيا في ظل وباء كوفيد 19 والدروس المستفادة الأساسية من الاتحاد الأفريقي، و منظمة العمل الدولية، ودراسة السعة المالية لتوسيع تغطية الحماية الاجتماعية للاقتصاد غير الرسمي.
ويتضمن جدول أعمال اليوم الثاني من المؤتمر ورش عمل عن قضايا العمل والتنمية والسلام الاجتماعي بدول القارة من خلال تقارير حول تطوير آليات التوظيف وتوفير العمل اللائق والاستثمار الأمثل للموارد والثروات الطبيعية للمساهمة في الحد من الفقر والبطالة.
وأكد فرنسيس اتولي رئيس منظمة الوحدة النقابية الافريقية، ان الحماية الاجتماعية هي أداة من اجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وتظل مكونا رئيسيا لحقوق الإنسان علي النحو المنصوص عليه في العديد من القوانين الدولية والإقليمية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الخاصة بمنظمة العمل الدولية، والتي تلعب دورًا أساسيًا في خلق مسارات تنمية شاملة ومستدامة من خلال الحد من خوف الناس من الفقر والمصاعب عن طريق مساعدتهم على كسر حلقة الفقر المتوارثة بين الأجيال.
واضاف ان الحماية الاجتماعية تظل استثمارًا أساسيًا يسهم في النمو الاقتصادي ويجعل النمو لصالح الفقراء مع الحد من الفقر بشكل مباشر، ومع ذلك ، فمن المؤسف أن أفريقيا هي القارة التي لديها أدنى معدل تغطية للضمان الاجتماعي في العالم. قد يكون بسبب طبيعتنا الاجتماعية.
وأشار إلي أنه استنادًا إلى بياناتنا الخاصة وكذلك من منظمة العمل الدولية ،من المتوقع ان التغطية الفعالة في أفريقيا منخفضة تصل إلى 17 في المائة من إجمالي السكان ومع تزايد الطابع غير الرسمي ، قد تنخفض التغطية بسبب ان أكثر من 80% من العمالة في صحران.
وحث جميع الحكومات الأفريقية على تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية لتغطية جميع العاملين في الوظائف الرسمية وغير الرسمية من أجل التخفيف من الآثار الهائلة لأزمة COVID-19 وما بعدها.
وقال رئيس منظمة الوحدة النقابية الافريقية، في الوقت نفسه ، تعتبر الحماية الاجتماعية الشاملة ضرورية لبناء مجتمعات ديناميكية وشاملة والنمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي والمرونة الاجتماعية والاقتصادية بما يتماشى مع أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف 1.3 بشأن أنظمة الحماية الاجتماعية للجميع بما في ذلك الطوابق.
وأكد ان الإستراتيجية الإقليمية تهدف بالفعل إلى دعم مبادرات الجهات المكونة نحو الحماية الاجتماعية الشاملة على المستويات الوطنية، وستقطع هذه المبادرة شوطا طويلا تماشيا مع تنفيذ إعلان أبيدجان لمنظمة العمل الدولية: وضع تدابير شاملة للتوسع التدريجي لتغطية الحماية الاجتماعية المستدامة في أفريقيا.
ودعا رئيس منطقة الوحدة النقابية الافريقية، جميع النقابات العمالية إلى المشاركة بفعالية في الترويج لتوطين هذه الاستراتيجية في بلداننا، على مستوى منظمة العمل الدولية.
وطالب بالاستمرار في تعزيز قدرات وكفاءات العمال للمشاركة في تصميم وإدارة وتنفيذ الحماية الاجتماعية الشاملة والمستدامة للجميع.
في نفس السياق أكد ايمانويل نزود سكرتير منظمة الوحدة النقابية الافريقية، ان الحماية الاجتماعية هي قضية حاسمة للنقابات العمالية، وأنه عنصر أساسي للعمل اللائق، وأداة رئيسية للحد من الفقر وعدم المساواة وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحسين الاقتصاد واستقراره من خلال الطلب الكلي.
واضاف ان النقابات العمالية تلعب دورًا حاسمًا في مجال الحماية الاجتماعية بعدة طرق مثل إتاحة فرص عمل، مؤكدا أن أعمال المناصرة ، والتفاوض بشأن شروط الحماية الاجتماعية في سياق الحوارات الثنائية والثلاثية الأطراف ، ورصد التقدم المحرز فيها.
وأوضح أن التأثير السلبي لأزمة COVID-19 على الحياة المعيشية قد قدم فرصة لتكثيف وتسريع الحملة لتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية للجميع.
وأشار ايمانويل إلى ان المؤتمر سيساهم في تعزيز قدرات قادة النقابات العمالية للمشاركة في مناقشات مستنيرة حول قضايا الحماية الاجتماعية.