لم يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسيلة لتثبيت اركان حكمة إلا وقام بها، بداية من التحرشات السياسية التي يمارسها ضد اقرب المقربين اليه وانقلبوا عليه وصولاً الي السيطرة علي مفاصل الدولة بالكامل بقبضة أمنية ونشر جواسيس في كل المؤسسات الحكومية والضلوع في عمليات تصفية جسدية خارج اطار القانون بحق بعض الشخصيات والسجن لأخريين وانتهاكات حقوق الانسان التي اصبحت عرض مستمر، وفي النهاية لم يجد الرئيس التركي وسيلة اقل انحطاطًا مما يقوم به سوي استغلال بيوت الله “المساجد” المنتشرة في اوروبا من اجل التجسس علي معارضيه بالتنسيق مع بعض مسئولي الجمعيات الاسلامية المسئولة عن تلك المساجد والتعرف علي ما يدور من احاديث جانبية لمعارضين في المانيا وبريطانيا والولايات المتحدة فرو من تركيا خوفًا من الملاحقات الامنية التي يقوم بها رجال الرئيس التركي.
وفي هذا السياق، يقول “محمد جابر” الباحث في الشئون العربية : يستغل أردوغان ونظامه، الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا، المعروف اختصارا بـ”ديتيب”، الذي يضم تحت مظلته مئات المساجد في المساجد والمراكز الإسلامية في البلاد، بتكليف مباشر من الاستخبارات التركية، للتجسس على معارضيه، وتعد “ديتيب”، أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، وتدير أكثر من 900 مسجد تقع في 16 ولاية ألمانية، ويعتبر أئمتها والعاملون فيها من أشد المؤيدين للرئيس التركي، ويتعاملون بشكل مباشر مع الاستخبارات التركية للإيقاع بمعارضي أردوغان.
وتابع، عن طريق القنصليات التركية الموجودة في ربوع اوروبا يُطلب من ائمة المساجد التجسس علي المصليين الاتراك ومعرفة ما يدور بينهم من احاديث قد تهدد سلطة اردوغان ويتم ارسال تلك التقارير الي المستشار العسكري الموجودة داخل السفارة الذي يرسلها بدورة الي المخابرات التركية.
ويتفق معه “محمد الورداني” باحث بشئون جماعات الاسلام السياسي : محاولات اردوغان لتثبيت اركان حكمة قد تدفعه لتركيب اجهزة تنصت داخل المساجد في اسطنبول والمدن التركية للتجسس علي الشعب وما يدور في جلسات الحوار والنقاش بعد اداء الفرائض، ومعارضي نظام حكمة في اوروبا أكثر ما يقلقة بالوقت الراهن بعد وصول الرئيس الامريكي الجديد “جو بايدن” والذي يدعم الديمقراطية حول العالم ومن ثم علي الرئيس التركي ان يراجع سياساته في ظل رغبته اللحوحة في الالتحاق بالاتحاد الاوروبي.
وتابع، انتهاك حرمة بيت الله بالتجسس علي المصلين عمل خسيس لا يصدر إلا من شخص جبان وعمليات التجسس داخل وخارج المساجد ولا تقتصر علي المساجد فقط خاصة وان عدد من دول اوروبا اعلنوا قبضهم علي شبكات تركية تقوم بالتجسس لصالح النظام التركي، وكل تلك المحاولات البائسة من اجل اخماد اي شرارة قد تمثل تهديد مباشر لحكم الرئيس التركي مستقبلاً في ظل اوضاع داخلية مفككة ومحاولة لترتيب المنزل من الداخل بعد فضيحة زوج ابنته وزير المالية الذي هرب الي الخارج.