أهتمت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية بملف “التثقيف العمالي”، وذلك لتعريف العامل بالقوانين ذات الصلة بالعمل والتأمينات وحقوق وواجبات العامل، وهي الاستراتيجية التي تبناها مجلس إدارة النقابة العامة برئاسة النائب خالد عيش عضو مجلس الشيوخ والنائب الاول لرئيس اتحاد عمال مصر، ومن أجل تحقيق هذا الغرض تم تنظيم سلسلة من الدورات التدريبية التثقيفية لعمال الصناعات الغذائية من اعضاء اللجان النقابية من مختلف الشركات والمصانع التابعة للنقابة العامة.
تأتي الاستراتيجية الخاصة بالتثقيف العمالي والتي تبنتها النقابة بالتزامن مع انطلاق جلسات الحوار الوطني، والذي دعا اليه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حفل افطار الاسرة المصرية، وقد انطلقت جلساته علي الهواء مباشرة بمشاركة عدد ضخم من رجالات ومسؤولين الدولة وممثلين عن احزاب سياسية، وكان العمال حاضرون بقوة قبل انطلاق الحوار واثناءه، حيث احتفلت الدولة هذا العام وبمشاركة الرئيس احتفالات عيد العمال من داخل مدينة الصالحية الجديدة بالشرقية، ومن داخل احدي شركات السكر.
الدورات التدريبية التثقيفية والحوار الوطني
يأتي تبني النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية لاستراتيجية الدورات التدريبية التثقيفية كوسيلة لتعريف العمال بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، متممًا لأهداف العمل النقابي في الدفاع عن حقوق وواجبات العمال، ومكملاً لأطراف العمل الثلاثة، وجاءت الدورات تحت عنوان “دور العمال في الجمهورية الجديدة”
وخلال الدورة النقابية الحالية، انجزت النقابة 95% من المستهدف للدورات التثقيفية بمشاركة لفيف من الكوادر النقابية.
ركزت الدورات علي قوانين العمل الجديد والمزايا التي يمنحها القانون للعامل والمرأة العاملة، وكيف يستفيد العامل من تطبيق المواد الجديدة داخل بيئة العمل؟ وكذلك تنظيم العلاقة بين اطراف العملية الانتاجية، حيث استهدفت النقابة تثقيف وتدريب 70% من اللجان النقابية ومستمرة في عملية التثقيف.
هذا الي جانب قانون التأمينات والمعاشات الجديد، والرد علي تساؤلات الكوادر العمالية الحاضرة بالدورات التدريبية، وعلي ضوء ذلك وحتي تكون الدورات التدريبية فعالة، شكلت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية وحدة خاصة بالتدريب العمالي ودعمها بالعناصر البشرية.
دور التثقيف العمالي في زيادة الإنتاج
بحسب الارقام المعلنة، يبلغ عدد الاعضاء المنتمين الي النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية 120 الف عامل وعاملة موزعين علي اكثر من 100 شركة، حيث تهتم النقابة بكل ما يشرب ويأكل ويدخن، ومن ثم فهي مسئولة عن أهم قطاع حيوي داخل الدولة في الوقت الحالي وفي اوقات قادمة، فالغذاء في مقدمة اولويات الامن القومي للبلدان.
وفي تصريحات صحفية، قال النائب خالد عيش ممثل العمال داخل مجلس الشيوخ ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية : خدمة العمال والعمل علي تسليحهم بالمعرفة لتحقيق معدلات إنتاج أعلي وتثقيفهم بالقوانين واللوائح الخاصة بهم كان هدفي منذ تولي المسئولية، والعمل علي تحقيق هذا الهدف يتم علي محورين، الاول تنظيم الدورات التدريبية التثقيفية ودعوة اللجان النقابية بالشركات والمصانع علي مستوي الجمهورية، المحور الثاني نقل تلك المعرفة الي القواعد العمالية داخل الشركات بمعرفة تلك اللجان التي ننسق معها طوال العام لتذليل اي عقبة قد تؤثر علي عملية الإنتاج أو مصلحة العامل، فقطاع الصناعات الغذائية هو من القطاعات الحيوية وبفضل عمالنا لم تتوقف عملية الإنتاج لحظة واحدة وقت وباء كورونا، بما انعكس وقتها علي توافر السلع الغذائية داخل السوق.
واضاف، أطلقنا استراتيجية خاصة بالنقابة العامة تستهدف خلق جيل نقابي واعي وعلي قدر كبير من المسئولية تجاه وطنه والمجتمع، فنحن نقابة تعمل في كل ما يؤكل ويشرب وتسليح العامل بالمعرفة يساهم في القضاء علي اي فرصة لوقف عملية الإنتاج، التي نعاهد المجتمع والقيادة السياسية علي الاستمرار في بذل المزيد من الجهد للوصول الي حالة الاكتفاء الذاتي التي ننشدها جميعًا.
وعن دور التثقيف العمالي في زيادة الإنتاج، يقول الدكتور وائل سلامة “خبير اقتصادي” : المعرفة واحدة من سبل زيادة الإنتاج وبفضلها يمكن زيادة افق العامل بالمعلومات التي تحميه من الانسياق وراء الشائعات، ولعل الاخيرة هي الوسيلة التي لجأت اليها جماعات الظلام لهدم الامن والاستقرار داخل الدول، وتثقيف العمال والدورات التدريبية التي قامت بها النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية في وقت سابق، بمثابة سلاح ثقافي جديد في معركة بناء الوعي لدي جمهور العمال، وهي نفس الاستراتيجية التي لجأت اليها المنظمات النقابية في الاتحاد الاوروبي وفرنسا وبريطانيا في زمن الثورة الصناعية، والغرض كان الحصول علي معدلات انتاج اعلي بفضل التثقيف العمالي.
واضاف الخبير الاقتصادي: التواصل المستمر بين النقابات العامة وقواعدها العمالية يثقل خبرات العمال ويزيل اي ازمات محتملة بين اطراف عملية الانتاج.
وعن تعظيم النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية عملية التثقيف العمالي وشمولها الكوادر العمالية لنقل وتبادل الخبرات، يقول الدكتور محمد زكي “خبير اقتصادي” : عمال مصر هم سواعدها في معركة التنمية والبناء بشكل عام، وبشكل خاص عمال الصناعات الغذائية لهم دور بالغ الحيوية بالوقت الحالي، ولا يمكن تجاهل هذه الحقيقة خاصة مع مساعي الشركات التابعة للدولة تحقيق اكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي للسلع الاستراتيجية ومنها قطاع السكر علي سبيل المثال.
وتابع، التثقيف العمالي بالوقت الحالي مهم للعمال، وانعكاسه علي زيادة الإنتاج يظهر علي المدي القريب فهي عملية تستهدف بالأساس تلبية احتياجات العامل الفكرية والثقافية وتنمي علاقته ببيئة العمل وتزيل كل المعوقات، وكم اتمني ان تسير النقابات العامة الاخرى علي نفس نهج النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية.
تكريم النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية
وفي عيد العمال، منح السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي وسام العمل من الطبقة الاولي للنقابية / شيماء عبدالمنعم محمود ابراهيم امين صندوق اللجنة النقابية بشركة قها، وذلك تقديرًا للمجهود الذي تبذله في التواصل مع العمال والتعرف علي مشكلاتهم والمساهمة في حلها.
وفي تصريحات صحفية، قالت السيدة / شيماء عبدالمنعم : النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية ورئيسها النائب خالد عيش والذي له فضل كبير في دعم العناصر النسائية داخل العمل النقابي علي مستوي الشركات والمصانع وتذليل كافة العقبات، وكان لدعم النائب خالد عيش دور كبير في التكريم الذي حصلت عليه اليوم من جانب السيد رئيس الجمهورية، مشيرة الي اهمية الدورات التدريبية التثقيفية التي قامت بها النقابة تحت رعاية النائب خالد عيش الفترة الماضية وكانت سبب اساسي في تكوين خلفية عن القوانين ذات الصلة بالعمال، وكانت سبب في فتح افاق وتبادل خبرات بين النقابين وبين الكوادر النقابية ممن حضروا الدورات.
وتابعت، فهم القوانين وتطبيقها مهم جدًا وهو ما كنت حريصة عليه اثناء حضوري الدورات التدريبية، وكانت المناقشة سبيلي للمعرفة.
واختتمت “شيماء” حديثها: أهدي الي عمال مصر الشرفاء هذا التكريم، وكلمتي لهم “ان الله لا يضيع اجر من احسن عملاً” و “قل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
التثقيف العمالي والحوار الوطني
هذا وقد تبنت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية، نسخة مصغرة من الحوار الوطني يأتي علي اثره الاستماع لوجهات نظر العمال فيما يتعلق بالمسائل الخاصة بتذليل العقبات للمساهمة في زيادة الإنتاج، ونشر ثقافة الحوار البناء في صفوف العمال، وذلك بحسب ما قالة بعض المشاركين بالدورات التدريبية السابقة، وذلك اثناء التحضير لجلسات الحوار الوطني.
وفي هذا السياق، تقول بعض المشاركات بالدورات التدريبية للنقابة العامة : جري الاستماع الي وجهات النظر، ودارت مناقشات حول قوانين متعلقة بالعمال وكيف نخلق بيئة عمل صحية وأمنه للعمال، ووسائل التفاوض المشروعة للحصول علي مزيد من المكتسبات للعامل، هذا الي جانب ضرورة المشاركة الفاعلة والايجابية.