حرصت الحكومة المصرية، ممثلة فى وزارة التموين والتجارة الداخلية، على اتخاذ خطوات استباقية للحد من الانبعاثات وتلوث البيئة الناتج عن مخلفات المصانع تماشيًا مع قمة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والجارى بشرم الشيخ، حيث بدأت الوزارة تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية فى وضع خطة منذ أكثر من 3 سنوات لتطوير المصانع الحكومية، وبدأت عمليات التطوير فى مصانع شركة الدلتا للسكر إحدى الشركات التابعة للوزارة، تحت إشراف الدكتور على المصيلحى وزير التموين، والذى افتتح محطة معالجة مخلفات الصرف الصناعى لمصنع الشركة فى منطقة الحامول بمحافظة كفر الشيخ، وتعد أكبر وأول محطة صرف صناعى تعمل بتكنولوجيا المعالجة البيولوجية، حيث تعالج مياه الصرف الصناعى لحماية البيئة من التلوث المتوقع وقوعه نتيجة صرف هذه المياه بما تحتويه من تلوثات، وكذلك الحفاظ على نوعية مياه المصرف التى تصب فيه المياه المعالجة.
ومع رفع طاقة تشغيل مصانع شركة الدلتا للسكر التابعة لوزارة التموين إلى 20 ألف طن بنجر يوميًا، ما يؤدى إلى زيادة المخلفات السائلة الناتجة عن العمليات الصناعية، تم رفع طاقة تشغيل محطة معالجة مخلفات الصرف الصناعى إلى أكثر من 7 آلاف و209 أمتار مكعبة يوميًا، بما يتناسب مع طاقة تشغيل المصنع، وذلك وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية لتطوير منظومة صناعة السكر فى مصر وفق أحدث التقنيات. كما تم ميكنة المصانع والرقمنة لتقليل استخدام الأحبار والورق المطبوع، وكذلك العمل على ترشيد الطاقة أثناء التشغيل مع الاهتمام بالتشجير، وإقامة الأحزمة الخضراء حول المصانع مع الاهتمام بزيادة المساحات الخضراء والاهتمام بمحطات معالجة وإعادة تدوير المياه الناتجة من العمليات الصناعية لإعادة استخدامها مرة أخرى.
أيضًا تبنت شركة الدلتا للسكر برئاسة الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة إحدى الشركات التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، مبادرة لتشجيع المزارعين على استخدام الأسمدة الحيوية والطبيعية خلال زراعة بنجر السكر للحد من الانبعاثات وتلوث البيئة، كذلك مبادرة تنفيذية لتحسين وتطوير زراعة بنجر السكر فى محافظة كفر الشيخ وإجراء تجارب إرشادية بالتعاون مع الشركات المنتجة للتقاوى والجهات التنفيذية الزراعية لنشر زراعة التقاوى الحديثة أحادية الجنين عالية الإنتاجية، الأمر الذى يترتب عليه زيادة المساحات المنزرعة من الأصناف الحديثة عالية الإنتاجية فى إطار خطة الدولة لتطوير منظومة صناعة السكر فى مصر، وزيادة معدلات الإنتاج المحلى. كما يتم الحصول على عينات من البنجر المورد بالرقم السرى وإرسال البيانات إلى غرف التحكم الآلى وتخصيص غرف التشغيل والتحكم الآلى، والربط الإلكترونى وشاشة عرض البيانات الفورية بين الموازين والمعامل وعنابر التشغيل/ الطبخ/ النافضات، كذلك التحديث بالبرمجيات الآلية لتقليل الخطأ البشرى أثناء التصنيع وضبط أى حيود بالعمليات الصناعية مع الاهتمام بالرقابة الصناعية وترشيد الطاقة الأمر الذى يحد من تلوث البيئة، وكذلك الحصول شهادات الجودة من «عضوية هيئة الغذاء والدواء الأمريكية F D A واعتماد الأيزو».
مصنع شركة الدلتا للسكر التابع لوزارة التموين فى منطقة الحامول بمحافظة كفر الشيخ، يعتبر إحدى أكبر قلاع صناعة السكر فى مصر والشرق الأوسط، حيث افتتحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1980، ووجهت القيادة السياسية بتطويره ويعمل من خلال ورديات صباحية ومسائية خلال موسم توريد البنجر، من أجل استمرار إنتاج السكر المحلى وتوفيره للمواطنين بالأسواق، حيث حققت مصر لأول مرة اكتفاء ذاتيًا من السكر المحلى يتراوح بين 87 و90% بعدما كان لا يتجاوز 50 و55%، وذلك نتيجة حرص القيادة السياسية على تطوير المصانع الخاصة بالسلع الاستراتيجية، لا سيما مصانع إنتاج السكر المحلى، وتم تطوير وتحديث ورفع القدرات الاستيعابية والتصنيعية لبنجر السكر ليصبح المصنع قادرًا على استيعاب 2.5 مليون طن محصول بنجر/ سنويا لينتج من 300 ألف إلى 350 ألف طن سكر علاوة على إنتاج خام المولاس بمعدل 130 ألف طن، وكذلك تفل بنجر بما يقرب من 140 ألف طن/ سنويا.
ويتم استلام محصول بنجر السكر من المزارعين خلال موسم الحصاد بجداول منتظمة يوميًا لمنع التكدس من خلال الموازين، ثم معمل استقبال وتحليل العينات ثم التفريخ الجاف أو المائى وغسل البنجر حتى كل المراحل لإنتاج السكر الأبيض المحلى، كما تم تطوير آليات موازين البنجر وآليات المراقبة بالكاميرات وشاشات العرض مع الربط الإلكترونى والعمل بالباركود خلال استلام محصول البنجر من المزارعين لضمان الشفافية وسرعة الأداء، بالإضافة إلى تطوير وميكنة معامل الاستقبال والتحاليل لعينات البنجر الموردة، حيث يتم الحصول على العينات من البنجر المورد بنظام الباركود، ويتم إرسال البيانات إلى غرف التحكم الآلى، وكذلك غرفة التشغيل والتحكم الآلى مع الضبط الآلى للتشغيل والربط الإلكترونى للبيانات الفورية بين الموازين والمعامل وعنابر التشغيل، وتحديث البرمجيات الآلية لتقليل الخطأ البشرى، وكذلك الحد من استخدام الدفاتر الورقية أثناء التصنيع التى كانت مع مرور الوقت تتعرض للتلف، وبالتالى تسبب تلوثا للبيئة كما يتم ترشيد الطاقة أثناء التصنيع.
وبالتوازى مع حرص وزارة التموين والتجارة الداخلية على تشجيع المزارعين على التوسع فى زراعة بنجر السكر بنظام الزراعة التعاقدية للعمل على زيادة معدلات الإنتاج من السكر المحلى وسد فجوة الاستيراد من الخارج، تقوم الوزارة ممثلة فى شركة الدلتا للسكر التابعة للوزارة بحث المزارعين على استخدام الأسمدة الحيوية والطبيعية للحد من التلوث. كما يتم صرف حوافز إضافية للمزارعين، فى إطار حرص الدولة على تشجيع المزارعين والتوسع فى زراعة المنتجات الخاصة بالسلع الاستراتيجية، منها إعفاء مزارعى العروة المبكرة لبنجر السكر من ثمن التقاوى بشرط التوريد فى الوقت المحدد، وعلاوة التبكير، كذلك صرف حافز عن كل طن بنجر مورد تزيد درجة الحلاوة عن 16%، كذلك تحمل تكاليف الزراعة الآلية لتوفير نفقات الزراعة وصرف حافز نظافة البنجر بجانب العديد من الحوافز الأخرى.
إن إنتاج السكر فى مصر ينقسم إلى 900 ألف طن سكر من قصب السكر و1.7 مليون طن سكر من «بنجر السكر» كذلك إنتاج 250 ألف طن سكر من محليات صناعية «جلوكوز، وهاى فركتوز» من الذرة ليشكل مجمل الإنتاج المحلى 2.850 مليون طن من إجمالى استهلاك محلى «3.2» مليون طن سكر سنويًا، فبعد أن كانت الفجوة فى استهلاك السكر تتعدى المليون طن أصبحت الآن الفجوة لا تتعدى 350 ألف طن. وقد تحققت هذه الحقائق نتيجة توجيه القيادة السياسية نحو الاهتمام بتقليص الفجوة الغذائية وتطوير المصانع المنتجة للسكر سواء الخاصة بقصب السكر والتى يحدث بها الآن دراسة شاملة للتطوير والتحديث سواء لزراعات القصب أو المصانع القائمة عليها والمتمثلة فى شركة السكر والصناعات التكاملية، وذلك من خلال التحديث ورفع كفاءة التشغيل مع الاستغلال الأمثل للمنتجات الثانوية، وفقًا لأحدث الانظمة وبعيدًا عن أى تلوث يضر البيئة.