تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال تلقاه من شخص يقول: ما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ وما فضل ذلك؟ ومتى وقتها؟
في إجابته، أوضح عاشور الرأي الشرعي وآراء الفقهاء في تلك المسألة، قائلًا:
أولًا : ذهب جماهير الفقهاء إلى استحباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؛ لِمَا وَرَدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضى الله عنه قَالَ : ” مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَدْرَكَ الدَّجَّالَ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ ” أَوْ قَالَ : ” لَمْ يَضُرُّهُ ، وَمَنْ قَرَأَ خَاتِمَةَ سُورَةِ الْكَهْفِ أَضَاءَ لَهُ نُورًا مِنْ حَيْثُ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ “. (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان/2776). والحديث له حُكْمُ الرَّفْعِ – أي : هو عن النبي صلى الله عليه وسلم – ؛ إذ ليس مثله مما يُقال بالرَّأْيِ.
ثانيًا : أمَّا فضلها فقد سبق أنها تعصم قارئها من فتنة الدجال ، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أنها تُنِيرُ لقارئها الأسبوع كله وذلك عند محافظته عليها ، فقد روى الحاكم ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» (المستدرك على الصحيحين للحاكم/3392).
ثالثًا : يجوز قراءتها لية الجمعة ويومه . واختلف الفقهاء في أفضل وقتٍ لقراءتها ، فذهب الشافعية إلى أن أفضل وقتها قبل طلوع شمس يوم الجمعة . وقيل : بعد العصر . وقال بعض المتأخرين منهم : عند الخروج من المسجد . ونص الإمام الشافعي رضي الله عنه على استحباب الإكثار من قراءتها ليلا ونهارا من غير ضبط بعدد ، أما إذا اقتصر على قراءتها مرة فالنهار أولى من الليل.
وفي خلاصة فتواه، أكد عاشور أن قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها مستحب باتفاق جماهير الفقهاء .
وأنَّ من فضلها أنها تنير لقارئها ما بين الجمعتين ، وتعصمه من فتنة الدجال .
ووقتها ليلة الجمعة ويومها ، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس ، وينتهي بغروب شمس يوم الجمعة ، وقراءتها بعد الصبح وقبل الذهاب لصلاة الجمعة أفضل من قراءتها بقية النهار ، مسارعة للخير ما أمكن، وأَمْنًا من الإهمال .
والله أعلم