قال تسنج جوانج، كبير علماء الأوبئة في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض، إن الولايات المتحدة يجب أن تكون الآن محور الجهود العالمية لتعقب الفيروس.
وكان دبلوماسيون ووسائل إعلام حكومية في الصين قد استبعدوا أن يكون سوق البحريات في ووهان مصدر الوباء، ودعموا نظريات ترى أن للوباء مصدر آخر.
وأشارت بكين إلى أن الوباء ربما بدأ خارج الصين، ووصل إليها مع بضائع مستوردة، حسبما نقلت بي بي سي.
قالت (سي إن إن) إن توجيه المسؤولون الصينيون الاتهامات إلى الولايات المتحدة فيما يتعلق بأصول الفيروس الذي اكتشف لأول مرة في ووهان الصينية كان مُحيرًا في بداية الأمر.
لكن الصين تقدم العديد من نظريات المؤامرة حول كيفية ظهور فيروس كورونا لأول مرة، وذكرت (سي إن إن) أن تلك النظريات تهدف إلى حماية المسؤولين في ووهان من أي اتهامات أو لوم إزاء تقاعسهم في التعامل مع الفيروس واستجابتهم البطيئة للمرض في عام ٢٠١٩ والتي تسببت في تحوله إلى وباء عالمي.
“نظرية مبكرة“
ظهرت إحدى النظريات في وقت مبكر عقب تفشي الفيروس، ولكنها أصبحت أكثر جاذبية في الأسابيع الأخيرة، إذا جدد تحقيق الصحة العالمية والتفشي الجديد للفيروس في الصين الاهتمام داخليًا وخارجيًا بالاخفاقات المزعومة للحكومة.
تروج هذه النظرية لانتشار الفيروس-إما عن قصد أو عن طريق الخطأ- داخل مختبر في ووهان الذي يعمل على الكشف عن مسببات الأمراض القاتلة.
غير أن محققي الصحة العالمية أكدوا في أحد البيانات المحدودة التي أصدروها، عقب زيارتهم للمدينة الشهر الماضي، أن ذلك لم يحدث.
قال بيتر بن مبارك، رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية للصين، إن هذه الفرضية ليست مدرجة ضمن الفرضيات التي سيتم اقتراحها لإجراء مزيد من الدراسات.
هل تسرب كورونا من مختبر أمريكي؟
في الوقت نفسه، طرح تسنج، كبير علماء الأوبئة في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض، نفس الفرضية ولكن ليس حول مختبر ووهان ولكن مختبر فورت ديتريك، مختبر الأبحاث الطبي الحيوي التابع للجيش الأمريكي في ماريلاند.
قالت شبكة إعلامية صينية في تقرير صدر في مايو العام الماضي، “بعد انتشار فيروس كورونا المستجد بدأ الناس في جميع أنحاء العالم يدركون الإمكانيات التدميرية الهائلة التي تتمتع بها الميكروبات الصغيرة على صحة الإنسان والمجتمع، وقد أعاد انتشار الوباء الذكريات حول مخاطر التجارب البيولوجية، ولذلك أثار المختبر العسكري الأمريكي في ولاية ميريلاند مؤخرا جدلا حادا بين الناس“.
وأفادت الشبكة الصينية بأن الحكومة الأمريكية أنشأت مختبر “فورت ديتريك” خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وهو كان منشأة لإجراء الأبحاث السرية للحرب البيولوجية.
وتضمن محتوى البحث في فورت ديتريك بكتيريا الجمرة الخبيثة، وهو عامل معدي قاتل، وقد استخدم في هجمات إرهابية.
قالت (سي إن إن) إنه لا يوجد دليل يدعم هذه النظرية.
“أسلحة بيولوجية أمريكية“
قال تسنج -لموقع إخباري في شنجهاي- إن الولايات المتحدة لديها مختبرات بيولوجية في جميع أنحاء العالم لإجراء البحوث التي أجرتها الوحدة ٧٣١ سيئة السمعة في الجيش الإمبراطوري الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.
وتابع متسائلاً: “لماذا تملك الولايات المتحدة هذا العدد الكبير من المختبرات؟ ما الغرض من وراء ذلك؟”. ثم أضاف: “تطالب الولايات المتحدة الآخرين بأن يكونوا شفافين ومنفتحين، واتضح في نهاية الأمر أنها أكثر غموضًا“.
غير أن الصين التي طالما أكدت على شفافيتها في التعامل مع منظمة الصحة العالمية رفضت إمداد فريق التحقيق ببيانات تتعلق بأصل الوباء. إذ قال خبير الكائنات الدقيقة دومينيك دواير لوسائل إعلام إن الفريق طلب بيانات مرضى أصيبوا بالمرض في مراحل مبكرة، في ما وصفه بـ “إجراء روتيني”. موضحًا أن الفريق حصل على “ملخص” فقط.
“نظرية ليست جديدة“
فكرة تفشي فيروس كورونا بعد تسربه من مختبر ليست جديدة، فمنذ انتشار الوباء الذي أصاب العالم بشلل، رجح البعض أنه قد يكون من صنع الإنسان، ولم تسلم الصين من هذه الاتهامات.
ولفتت سي إن إن إلى أن العديد من المسؤولين والمتآمرين الأمريكيين روجوا إلى فكرة أن المختبر الصيني ربما يكون مسؤولاً، بينما افترض آخرون أن يكون صنيعة صانعي أسلحة بيولوجية.
ووجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل ٢٠٢٠ أن حوالي ٣٠ ٪ من الأمريكيين يعتقدون أن الفيروس نشأ في المختبر، وادعت الأغلبية العظمى أنه تم إنشاؤه عن قصد.