كتب : مصطفي زكريا
حينما يرحل الانسان يرحل معه كل شيء إلا السيرة العطرة والاثر الصالح. هكذا هو الحال مع النقابي المُخلص لأبناء جيلة والاجيال التي جاءت من بعده “الحاج عبداللطيف عيش” الذي أسس لمدرسة تمكين الشباب في النقابات ولا يزال تلاميذه يتذكروه بكل عمل طيب ونصيحة صادقة. ولو عاش في زمن “السوشيال ميديا” لتصدرت إنجازاته عناوين الصحف والمواقع.
الحاج عبداللطيف محمد مصطفي عيش، كان نصيبة من أخلاق الفرسان كبير، أخذ منهم الشجاعة والأمانة والصدق، وكان علي قدر كبير من المروءة، فكان رحمه الله عليه وفيًا مخلصًا، ومن يقرأ سيرته عبر المقربين سيجده شخص محبوب من الجميع شارك في نهضة حقيقية للعمل النقابي والتي لايزال أثرها ممتد حتى الان.
ولد في قرية السعادات التابعة لمركز بلبيس في محاظة الشرقية سنه 1936، وحصل علي وسام العمل من الطبقة الاولي من الرئيس الاسبق حسني مبارك تقديرًا لجهودة العظيمة واللي استلم التكريم أسرتة، كان صاحب فضل كبير في تنفيذ أشهر اتفاقية عمل في تاريخ عمال الصناعات الغذائية مع الشركة القابضة لما قدر يخلي العلاوة 5% بدلاً من العلاوات الواردة في القانون رقم 48 واللي كان ليها الفضل في تحسين إجور العمال وقتها، وهو النقابي اللي استقبلة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومنحة تكريم يليق بعمال مصر، وكمان سلمه “صورة نادرة” للمسجد الاقصي كنوع من التقدير لجهودة في دعم القضية الفلسطينية.
الحاج عبداللطيف عيش، شارك في تأسيس النقابة العامة للصناعات الغذائية مع الوزير سعد محمد أحمد والذي كان يعتمد علي “عيش” ويثق به بحسب شهادة ابناء الجيل القديم وقد اتفقوا علي حجم “الذكاء والأمانة” الذي كان يميزه عن كثير في ذلك الوقت، وكان من اوائل النقابيين المهتمين بتصعيد جيل الشباب ويفتح لهم المجال للوصول للمناصب القيادية.
تاريخه حافل بالمواقف، فقد شارك في تأسيس الاتحاد العربي لعمال الصناعات الغذائية ثم مسؤول للعلاقات العامة لمؤتمر الاتحاد العربي لعمال الصناعات الغذائية.
وعن تاريخه النقابي، كان رئيسًا للنقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية لدورتين الأولي من سنه 1991 – 1996 والدورة الثانية من 1996 – 2001.
حياته النقابية ونضاله العمالي بدأ مع الوزير سعد محمد أحمد واللي هو أشهر وزير نقابي علي مر التاريخ، وكان لذلك أثر كبير في تكوين شخصية قائد نقابي جديد مثل الحاج عبداللطيف عيش، وقد رحل عن الدنيا تاركًا وراءة تركة كبيرة من حب العمال، والذين يتذكروه بمواقفة الشجاعة التي دافع فيها عن حقوق ومصالح العمال واللي كان منها مثلاً أنه يروح للعامل لمصنعة يسمع شكوته ويحلها فورًا طالما المطلب مشروع.
في سنه 1962 بدأت المسيرة الخالدة للحاج عبداللطيف عيش، وكان وقتها سكرتير اللجنة النقابية بمصانع الزيوت البلدية والطحينة والحلويات بمصنع “عرفة حسنين”.
سنه 1963 أصبح رئيس اللجنة النقابية وعضو مجلس إدارة النقابة العامة للحلويات، واللي لازم نعرفة هنا أن النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية كانت عبارة عن نقابات فرعية كتير كل نقابة بتمثل قطاعها، مثلاً نقابة الحلويات ونقابة السكر .. الخ.
وهنا ظهر الوزير النقابي سعد محمد أحمد وقرر هو ومجموعة من الشباب النقابيين أنهم يأسسوا أول نقابة عامة للعاملين بالصناعات الغذائية واللي هتضم كل النقابات الفرعية في نقابة واحدة بعد كدا.
في سنه 1964 أصبح الحاج عبداللطيف عيش عضو بالجمعية التأسيسية للنقابة العامة لعمال الصناعات الغذائية.
في سنه 1965 أصبح متفرغ للعمل النقابي للنقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية.
سنه 1966 اصبح معاونًا للسكرتير العام للنقابة العامة للصناعات الغذائية.
سنه 1968 معاون لنائب رئيس النقابة العامة في أعمال علاقات العمل والإجور ومسؤول للقطاع الخاص.
سنه 1969 مشاركًا في أعمال لجان تأسيس الاتحاد العربي لعمال الصناعات الغذائية ثم مسؤول للعلاقات العامة لمؤتمر الاتحاد العربي لعمال الصناعات الغذائية.
سنه 1972 أوفد بترشيح من النقابة العامة ممثلاً للاتحاد العام لنقابات عمال مصر في أعياد مايو لجمهورية بولاندا.
خلال الدورة النقابية من سنه 73 الي 76 تم تفرغة مسؤولاً للقطاع الخاص علي مستوي النقابة العامة عضوًا لمجلس إدارتها.
الدورة النقابية 76 – 79 انتخب سكرتير عام للنقابة العامة للتأمينات الإجتماعية.
الدورة النقابية 79 – 83 انتخب أمين عام مساعد للنقابة العامة ومسؤولاً لسكرتارية العضوية والتنظيم.
الدورة النقابية 83 – 87 اعيد انتخابة امين عام مساعد للنقابة العامة.
الدورة النقابية 87 – 91 انتخب امين عام للنقابة العامة ثم رئيسًا للنقابة العامة في 1 اكتوبر 1989.
الدورة النقابية 91 – 96 انتخب رئيس للنقابة العامة وممثلاً في مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر.
الدورة النقابية 96 – 2001 اعيد انتخابة رئيسًا للنقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية.
ومن المواقف التاريخية التي لا ينساها عمال مصر وعمال الصناعات الغذائية للنقابي العظيم عبداللطيف عيش، اتفاقية العمل الجماعي التي ابرمها بين النقابة وبين الشركة القابضة للصناعات الغذائية ورئيسها المهندس عادل الشهاوي لتصبح العلاوة 5% بدلاً من العلاوات الواردة في القانون 48 وكانت النقابة الوحيدة في مصر التي ابرمت تلك الاتفاقية وكانت نقلة كبيرة لعمال الصناعات الغذائية وقتها، ومن بعدها سعت النقابات الاخري لتنفيذ نفس الامر.