على مدار عدة سنوات طويلة عجاف، تم فيها إهمال الشباب فى مصر وإقصاء دورهم وصوتهم وأفكارهم تحت شعار انعدام الخبرة وأهلها ليأتي الرئيس بفكرة منتدي شباب العالم وهو منصّة فعّالة أسّسها مجموعة من الشباب الواعد، ليرسل رسالة سلام وازدهار ووئام، ويقدّمها إلى العالم أجمع، حيث يشارك شباب من جميع أنحاء العالم فى محفَل دولى ثرى وشاب، للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، فى حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
ويعد منتدى شباب العالم هو فرصة للتواصل مع كبار صانعى القرار والمُفكّرين حول العالم، كما أنه فرصة لتتعرّف على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات حول العالم، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى فى عالم اليوم وعالم الغد.
كانت البداية فى 25 أبريل 2017، عندما عرض مجموعة من الشباب المصرى، خلال المؤتمر الوطنى للشباب بالإسماعيلية، مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم، وعلى الفور استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأعلن دعوته لجميع الشباب من مُختلَف دول العالم، ليعبّروا عن آرائهم وعن رؤيتهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع.
أهداف المنتدى
ركز المنتدى على عدد من القضايا الجديدة والملحة على الأجندة الدولية بهد إيجاد حلول لها، كالأمن الغذائى، وقضية المناخ، وموضوعات نقاشية متكاملة تتعلق بكل من الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعى، ولا تخلو أجندة المنتدى من بعض القضايا الحاضرة على لائحة اهتمامات المجتمع العالمى، خاصة المرأة ودورها فى المجتمع فى عصر التكنولوجيا الرقمية، وتحديات الإبداع والفن والسينما فى عصر الثورة الصناعية الرابعة.
أولي فاعليات المنتدي
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى، منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ نوفمبر 2017، حيث تم عقد المنتدى لمدة ثلاث سنوات متتالية، كان آخرها فى عام 2019، إلا أنه توقف بسبب جائحة فيروس كورونا.
حضر الإصدار الأخير نحو 7000 مشارك تم قبولهم من بين 300 ألف متقدم، حيث عقدت على هامش الفعاليات ورش عمل موازية للمشاركين لتبادل وجهات النظر حول الموضوعات التى تمت مناقشتها لاحقًا من قبل أعضاء اللجنة، وفى النهاية يصدر المنتدى عدة توصيات لكى تنفذ على أرض الواقع من قبل الحكومات، من بينها إطلاق مبادرات إفريقية لتعزيز التحول الرقمى ومكافحة القرصنة الرقمية وإطلاق منصة رقمية عربية إفريقية، لنشر دراسات المرأة وتمويل المبادرات النسائية وغيرها الكثير من المبادرات التنموية والاجتماعية والتى تحظى باهتمام ومتابعة شخصية من القيادة السياسية.
وناقش المنتدى خلال الفعاليات التى استمرت عدة أيام قضايا الإرهاب ودور الشباب فى مواجهتها ومشكلة التغير المناخى والهجرة غير الشرعية واللاجئين، ومساهمة الشباب فى بناء وحفظ السلام فى مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية.
كما تطرق المنتدى إلى رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم، وعرض تجارب شبابية مبتكرة فى مجال ريادة الأعمال، مع مناقشة تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب، كما شهد أيضًا تنظيم نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
توصيات النسخة الاخيرة
كانت توصيات النسخة الثالثة والأخيرة قبل توقفه بسبب فيروس كورونا، محط اهتمام وأنظار العالم لما تحتويه من بنود مهم تساعد الحكومات على التخطيط الجيد فى المستقبل، حيث أوصى المنتدى بالتالى:-
إطلاق مبادرة إفريقية للتحول الرقمى والتميز الحكومى بالتعاون مع الاتحاد الافريقى ومعمل الأمم المتحدة الافريقى لرعاية الإبداع التكنولوجى.
الدعوة لإطلاق مبادرة إفريقية لمكافحة القرصنة الرقمية لتأمين المعلومات شديدة الحساسية، لتكون حائط صد ضد محاولات الاختراق الرقمى.
إنشاء منصة إلكترونية عربية افريقية للمرأة، تتضمن مكتبة رقمية لكل الدراسات والأوراق البحثية والتقارير الخاصة بالمرأة، وإبراز المبادرات النسائية الناجحة وتعميمها ودعم سبل تمويلها.
الدعوة لإنشاء اللجنة الأورومتوسطية لمكافحة الكراهية على الفضاء السيبراني، لتعمل على دراسة مقترحات لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتنمر على مواقع التواصل الاجتماعى بما يتوافق مع المعايير الدولية، ودعوة الأمم المتحدة لتبنى بروتوكول دولى لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتنمر عبر وسائل الشبكة الدولية ووسائل التواصل الاجتماعى
قيام الأكاديمية الوطنية للتدريب فى مصر بوضع الآليات التنفيذية لإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب شباب الأورومتوسطى على القيادة.
الدعوة لتنفيذ مبادرة الاتحاد الإفريقى 2021 لخلق مليون وظيفة.
إطلاق مبادرة بحثية للجامعات الإفريقية للتركيز على مختلف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ودراسة سبل الاستفادة منها لحل مشكلات القارة.
قبل المنتدي
وفى هذه السنوات قبل المنتدي ترعرع فى مصر نوعين من الشباب، النوع الأول: وهو الفئة المثقفة المحبطة فاقدة الأمل والأحلام، هذا النوع كان يتمتع بطاقة عظيمة مقتولة بيد سنوات من الإهمال والإقصاء، حتى إن هذا الشباب كان يقوم بوأد أحلامه بنفسه؛ لأنه كان يعلم جيدا أن لا مكان ولا مكانة له ولأحلامه، فباتت أفكاره حبيسة الأدراج واستسلم إلى الحالة العامة، التى كانت عليها مصر من تردى فى جميع المجالات، وانتابته حالة من الثبات العميق ناتجة عن يقينه باستحالة التغير أو الاستماع له حتى ظننا جميعا أن هذا الوطن لا يمكنه إفراز كوادر شبابية قادرة على أى عمل فى أى مجال أو قيادة حتى جعل الله من أمره شيئا فتغيرت مجريات الأمور، وأنارت شمس الضمير هذا الوطن لتتولى قيادة جديدة حكيمة زمام الأمور فنظرت إلى الشباب بالإيمان الصادق.
فى البدء كانت الأكاديمية الوطنية والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، فكرة عظيمة لاحتواء الشباب الذى عاش لسنوات رافضا وغاضبا مقاطعا لكل قيادة فاقدا للقدوة، وجاءت الفكرة وجاء معها السلام، السلام النفسى للشباب والسلام الوطنى باحتواء طاقة هذا الوطن، لتعقد أول جلسة لمنتدى شباب العالم لأول مرة فى مصر من خلال شباب البرنامج الرئاسى، فكرة مصرية عبقرية باتت محط أنظار العالم، ومنبر يعبر من خلاله شباب هذا الوطن عن وجوده بمنتهى الشفافية والصدق والحرية.
نال هذا المنتدى الكثير من الانتقادات من أصحاب الطاقة السلبية وطيور الظلام، ومحاولات عديدة للنيل من الحدث والقائمين عليه ومبتكرى فكرته، إلا أن هذا الحدث كان قادرا بقوة على احتواء الشباب واحتواء غضبهم لسنوات.
منتدى شباب العالم تجربة عمرها ثلاث سنوات، خطفت أنظار العالم أجمع إلى مدن مصر، لم تتوقف فقط داخل مصر بل جابت القارات لتحمل مئات الشباب من مختلف الدول والثقافات والأعراق والألوان، ليستقر منتدى شباب العالم مرة أخرى على أرض مصر.
ومؤخرا تم اعتماده منصة دولية، حيث اعتمدت الأمم المتحدة، “منتدى شباب العالم” منصة دولية، وذلك تقديرًا لإسهامات النسخ الثلاث من المنتدى فى مناقشة القضايا المعاصرة، الخاصة بالشباب ودورهم فى تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030، بعد أن فرضت التجربة نفسها وأثمرت بنجاحها وطرح افكارها فى شتى المجالات وجمعت بين جميع أطياف وفئات الشباب بتبادل الأفكار والخبرات.