أقترن العام الجديد 2021 بعدد من المشروعات المؤجلة من العام الماضي والذي تسبب فيه وباء كورونا بتأخير الانتهاء منها، ويأتي مشروع تشغيل المخابز البلدي بالغاز الطبيعي واحدة من بين تلك المشروعات والتي اوصت لجنة الطاقة بالبرلمان الحالي بتشغيل كافة المخابز منذ شهور بالغاز الطبيعي ليكون متسق مع الاكتشافات التي حققتها الدولة السنوات الماضية في البحر المتوسط من حقول غاز تكفي لسنوات قادمة، وعلي ضوء ذلك قامت وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع البترول والتموين بوضع خطة شاملة كل المخابز البلدي علي مستوي الجمهورية وتنفيذها علي مرحلتين، الاولي تشغيل المخابز الواقعة في محيط المناطق المشتركة بشبكات الغاز الطبيعي، الثانية إدخال الغاز بالمناطق الجديدة مثل الريف والنجوع وهو المشروع الذي تقوم به حاليًا وزارة البترول ليتم الحاق تلك المخابز بتلك الشبكات الجديدة.
يصل عدد المخابز المقرر تشغيلها بالغاز الطبيعي علي مستوي الجمهورية 20 الف مخبز، فيما يعمل 5625 مخبز بالغاز الطبيعي لوجودهم ضمن مناطق قريبة من شبكة الغاز الطبيعي، وتأتي تلك الخطة ترشيدًا للنفقات حيث لا تزال تدعم الحكومة السولار بنسبه بسيطة فيما يجعل التكلفة مرتفعة لصاحب المخبز والدولة علي حد سواء فيما تسعي الحكومة لاستغلال مورد طبيعي تم اكتشافه ويكفي لعقود، وذلك بحسب المهندس سالم العزباوي “الخبير بالتنمية المحلية”، قائلاً : تشغيل المخابز البلدي بالسولار يستنزف ميزانية صاحب المخبز ويدفعه في بعض الحالات لسرقة الدقيق المدعم من اجل توفير اجور العاملين وصافي ربح يدفعه الي الاستمرار، لكن عن طريق عملية التشغيل بالغاز الطبيعي سوف تقل التكلفة بعد ادخال تعديلات بسيطة تتراوح من 5 الي 10 الاف جنيه، وتلك الاليه الجديدة تستهدف معها الدولة توفير ما يوازي قيمته علاج جزء من عجز ميزانية الدولة العامة سنويًا والتي وصلت لمعدلات خطيرة، وفيما يتعلق بجودة المخابز العاملة بالغاز الطبيعي فقد اثبتت التجربة بالنسبة لمخابز المرحلة الاولي أن عملية التشغيل موفرة بدرجة كبيرة وتعطي انتاج افضل من نظيرتها التي تعمل بالسولار، لكن اصحاب المخابز ترددوا في تفعيل التجربة الجديدة بسبب تكلفة عملية التحويل.
واضاف، الحكومة في طريقها لتبني مشروعات التشغيل بالغاز الطبيعي بداية من السيارات الملاكي المملوكة للدولة والوزارات وسيارات النقل العام وصولاً الي المخابز البلدي وتوصيل الغاز للقري والنجوع بالأرياف والصعيد علي حد سواء.
وحول التوقيت المتوقع الانتهاء منه تحويل كافة المخابز البلدي للعمل بالغاز الطبيعي، يؤكد مصدر حكومي : 15 الف مخبز بلدي مقرر له الانتهاء من عملية التحويل للعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من السولار علي ان يتم الانتهاء من المشروع بموجب دخول المناطق كاملة علي شبكة الغاز الطبيعي ومتوقع لذلك العام الجاري شرط استمرار العمل دون توقف بسبب وباء كورونا، وقد تشكلت لجنة وزارية لمتابعة تحويل المخابز البلدي علي ان تتعاون تلك اللجنة مع اصحاب المخابز لتذليل كافة العقبات.
واستطرد، متوقع ان يتم تقديم قروض صغيرة ومتناهية الصغر لإصحاب المخابز من اجل عمليات التحويل من السولار الي الغاز كما هو الامر مع اصحاب السيارات الملاكي حال عدم قدرة الشخص توفير تلك الاموال.
علي الطرف الاخر، رحب عدد من اصحاب المخابز بتحويل العمل من السولار الي الغاز الطبيعي، حيث اوضح “هشام جمعة” صاحب مخبز بمحافظة المنوفية : السولار غالي وتدبير كميات منه يوميًا مسألة شاقة علي صاحب المخبز ويتطلب نقل وهذا امر مكلف، لكن ان يتم توصيل الغاز الطبيعي عبر شبكة تقوم بتغذية موقد النار وبنهاية الشهر اقوم بتسديد فاتورة الاستهلاك مثل فاتورة الكهرباء والمياه، وهو أمر يمثل مشقة كبيرة لصاحب المخبز يوميًا وكنا نعاني وقت ازمة اختفاء السولار وباستمرار مهددين برفع سعره طبقًا لسياسة العرض والطلب.