بفضل الانفتاح الذي وفرته مواقع التواصل الاجتماعي والأفكار الجديدة في مجال الاستثمار، قرر مجموعة من الشباب في مصر التوجه نحو تربية العقارب وبالتحديد فصيلة “لوريس” والتي تشتهر بها منطقة “الوادي الجديد” من أجل استخراج السموم والتي تعد من أغني السموم لاحتوائها علي كمية عالية من البروتينات جعلت تلك الفصيلة الأعلى سعراً في العالم، والتي تتمتع سمومها بخصائص فريدة وتدخل في الأدوية، لتعالج الكثير من الأمراض المختلفة وتحمي أيضا من الإصابة بالأمراض المزمنة.
مجموعة من الشباب قرروا الانطلاق في هذا المشروع، نظرًا لحجم الارباح الكبير الذي يتحقق من وراءه، علمًا بأن الجرام المستخلص من سم العقارب بـ12 ألف جنيه، ويصدر إنتاجه إلى خمس دول حول العالم: أمريكا وبلجيكا واليابان وفرنسا المستورد الأكبر، والصين، وسبق وأن قام شاب مصري بأبرام تعاقد مع جامعة ووهان الصينية لتصدير 12 جراماً “ستدخل في تجارب معملية للقاحات ضد كورونا لقدرة السم على رفع مستوى مناعة الجسم بشكل فائق أكدتها دراسات عديدة”.
محمد بوشتا -خريج كلية الآثار- واحد ممن دخلوا هذا الاستثمار الجديد، ويعتبر مشروعه هو الأعلى ربحا مع وجود فجوة كبيرة في السوق وارتفاع السعر وتوفر العقرب في مصر بكميات ضخمة.
ويمكن استخلاص واحد جرام سم شهريا من 1000 عقرب، ويبدأ ثمنها في فصل الصيف من 7 آلاف جنيه تقريبا.
يعتز بوشتا بعقاربه يقول “كلها منفعة.. السم اللي بيطلع ببيعه والنافق من العقارب برضه ببيعه يتعمل إكسسوار”، تعلم كيف يستفيد من كل شيء في مشروعه الذي بدأه قبل سبع سنوات تقريبا وبالملاحظة والاطلاع على الأبحاث العلمية حوّل مشروعه من الهواية للاحتراف.
يحاول بوشتا قدر الإمكان محاكاة الطبيعة الصحراوية التي يعيش فيها العقرب، للحفاظ على حياة العقرب، حيث يجلب للعقارب نفس نوعية الرمال من نفس المكان الذي صيد منه العقرب، ويوفر دفايات في الشتاء للحفاظ على درجة الحرارة داخل الغرفة “رغم كل ده ما أقدرش أحاكي الطبيعة بأكثر من 70%” وهي نسبة مقبولة تضمن بقاء العقرب سنتين.
“العقارب اللي بتتولد برجعها الصحراء.. لما تكبر اصطادها تاني”، يقول إنه يحاول الحفاظ على التوازن البيئي ونشر التوعية بين الصيادين بعدم الصيد الجائر ولا يشتري أبدا العقارب الصغيرة.
“احمد شوقي” شاب ثلاثيني، دخل سوق الاستثمار في سم العقارب مؤخرا يروي تجربته : العقارب موجودة في مصر منذ 400 مليون سنه وهي من الحيوانات المرتبطة ببيئة الصحراء ويتم اصطيادها من محافظة الوادي الجديد وتربيتها داخل معامل ويتم استخلاص السم من العقرب باستخدام الكهرباء منخل الغدة الموجود في نهاية الذيل، وهو مزيج بيولوجي وقد ثبت علميًا أن سم العقارب يحمي خلايا الكبد من الإصابة بفيروس سي، بفضل أحد الببتيدات التي تسمى Smp76. كما أنه يقضي على فيروس حمى الضنك.
وتابع، قمت في البداية بشراء الف عقرب بـ 10 الاف جنيه وكمية من دود “ميل وورم” والغنية بالبروتين والمفضلة للعقارب علي وجه الاطلاق، وفي الشهر الاول قمت باستخلاص جرام من سم العقرب بـ 12 الف جنيه وهو ما يعد اسرع تغطية لرأس مال المشروع في الشهر الاول، ولضمان نجاح المشروع يجب توفير بيئة مناسبة تحاكي البيئة الاصلية للعقرب ومن ثم يجب توفير دفايات ورملة فهو لا يقدر علي العيش في درجات الحرارة المنخفضة.