تعتبر ليلة الإسراء والمعراج من الأحداث الكبيرة والعظيمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، بعد البعثة المحمدية وجاء قبل الهجرة، حيث حدثت وجرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة، وذلك منذ أن أعلن النبي محمد أن الله قد أرسل إليه جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية جمعاء، وأن رسالته متممة وخاتمة للرسالات السماوية السابقة.
وخلال أيام يحتفل المسلمين في بقاع العالم بهذا اليوم المجيد، وقد سادت حالة من الجدل حول حكم صيام الإسراء والمعراج؟ وفي هذا السياق أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وقال عثمان فى إجابته على السؤال: “هذا فضل الله سبحانه وتعالى أعطاه لنبيه ولا مانع من الصيام، وإن لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن عندما يحدث الله لنبينا فضيلة لك أن تحتفل بهذه الفضيلة كما شئت سواء بصدقة أو إحيائها فى المساجد، أو أخذ المواقف التربوية والوعظية مما حدث بأن تصوم“.
وتابع عثمان: “للإنسان أن يصم صبيحة الإسراء والمعراج ابتهاجا واحتفاء بما ورد وحدث للنبى صلى الله عليه وسلم من كرامات ومعجزات ومواقف انتفعت بها الأمة كالتخفيف فى فرضية الصلاة وما رأى من مشاهد بها مواعظ وتربية للإنسان“.
هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج
وأجابت دار الإفتاء فى وقت سابق على سؤال نصه: “هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج في شهر رجب؟، قائلة:”على الرغم من الخلاف الذي وقع بين العلماء في تحديد وقت الإسراء والمعراج -حتى إن الحافظ ابن حجر حكى فيه ما يزيد على عشرة أقوال ذكرها في “الفتح”- فإن الاحتفال بهذه الذكرى فى شهر رجب جائزٌ شرعًا ولا شيء فيه ما دام لم يشتمل على محرمٍ، بل على قرآن وذكر وتذكير؛ وذلك لعدم ورود النهي، مضيفة:” فإن قيل: إن هذا أمر مُحدَثٌ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» رواه مسلم، قلنا: نعم، ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ، بل هو حسن مقبول؛ فهذا سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه وأرضاه لم يتوضأ وضوءًا إلا وصلَّى بعده ركعتين، وهذا صحابي جليل يقول بعد الرفع من الركوع: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعلِم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك وسمعه؛ فبشَّرهما، بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك“.
واختتمت دار الإفتاء المصرية: “وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى من الدين، وإيقاع هذه الأمور في أيِّ وقت من الأوقات ليس هناك ما يمنعه، فالأمر في ذلك على السعة، كما أن الاحتفال بهذه الذكرى فيه تذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزة من معجزاته، وقد قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]… والله سبحانه وتعالى أعلم”.