تناولت وسائل الإعلام قصة السيدة “روحية” التي تعيش بين ثلاث ابناء يعانوا من ادمغة مبتسرة غير مكتملة النمو، جعلت قدرتهم على التواصل والكلام بشكل طبيعي شبه مستحيلة، كذلك اكتسابهم مهارات تؤهلهم للاعتماد على أنفسهم بتقدُمهم في العُمر والكف عن الاحتياج لروحية وعنايتها اللصيقة، حتى الذاكرة كذلك يشوبها الخلل، فلا يستطيعون تمييز من يلاقون ترحابهم المتواصل ووجوههم البشوشة دائمًا بجفاء وخشونة من الجيرة والأغراب، فيعيدون الكرة بغير أن يشعروا بالأذى، بينما تستاء روحيّة بدلاً منهم.
وقد لاقت قصة السيدة “روحية” ابنة مركز «الشهداء» بمحافظة المنوفية، ذات الواحد وستين عاما تعاطف من الجميع، وقد وقع عليها الاختيار من جانب وزارة التضامن الاجتماعي كي تكون الام المثالية لهذا العام.
وفي سياق متصل، اكدت نيفين القباج خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى د. عمرو الليثى ببرنامج واحد من الناس على شاشة الحياة، أن منزل «الحاجة روحية» سيتم تعميره وفرشه كاملا بالتعاون مع «صناع الخير» وأضافت أن هناك مشكلة خاصة بملكية المنزل وبناء على توجيهات الرئيس سيتم إنهاء المشكلة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، قائلة: «أن أبناءك في عنينا وخدمتك لأبنائك مثال وشرف كبير وابنك الكبير يعاونك ومثال على التربية الصالحة»، وعقب عمرو الليثى أنها رفضت أي مساعدة وتقوم بتربية طيور وأشياء من قبيل ذلك لتربية أبنائها، كما قدمت الوزارة مبلغ 2000 جنيه ضمن مبادرة تكافل وكرامة.
قصة الست “روحية” مثال حي علي تضحيات الام، فبعد ان غادرها زوجها قبل 25 عام لم تيأس وظلت بين ابناءها الاربعة، ترعاهم ولم تطلب يومًا من ابنها الوحيد المعافي مساعدتها بل قامت يوم تخرجه من كلية الفنون التطبيقية ببيع قرطها، ووفقًا لحديث سابق لها مع وسائل الاعلام تقول الام المثالثة “ بعدما يزيد عن الأربعين عامًا، اشعر بتمام الرضا عما اختار لي ربي، وتقول «مش زعلانة إن ربنا مديهوملي كدة، أنا خلاص اتعودت عليهم كدة، غلابة وطبيبين ومش عارفين حاجة، حياتي أحسن بيهم ومش عاوزة حاجة من الدنيا»، وعندما يأتي الأمر للتمني، ترتبط أمنيتها الوحيدة بتوفير سقف نظيف وآمن لهم، وان يتوفاهم الله قبلها لعدم وجود احد يرعاهم غيرها.