أبرزت حادثة قطاري سوهاج التي وقعت بالأمس، حالة الشهامة والرجولة المعروفة عن أهل الصعيد حيث تسابق الشباب القريب من موقع الحادث لمساعدة المصابين وتسهيل حركة دخول وخروج سيارات الاسعاف، فيما سارع اخرون الي المستشفيات القريبة للتبرع بالدم، فيما اعلن اخرون فتح بيوتهم للمغتربين القادمين للأطمئنان علي اقاربهم المصابين في الحادث.
البداية كانت من مواقع التواصل الاجتماعي حيث اهتم احد الشباب ويدعي “محمد الشهاوي” الذي نشر رسالة على جروب شهير بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” يوضح فيه تطوعه الكامل لاستقبال أيا من المصابين أو المتضررين من الحادث بالإقامة في منزله مجانا، وأوضح في أحد التعليقات أنه يمتلك منزل للعائلة وبه شقة مجهزة فارغة لاستقبال الضيوف.
ومن المعروف في قرى صعيد مصر وجود ما يعرف بـ “بيت العائلة” أو “البيت المفتوح” لاستقبال الزوار، وهو ما تعمد محمد استغلاله في هذا الوقت، ويقول: “عرفت قرايبي وأصحابي اللي يعرف حد عاوز يبات يدله عليا، ونشرت كمان على الفيسبوك عشان هو أسرع دلوقتي“.
تاكسي لنقل المتبرعين بالدم
“هذا التاكسي لنقل المتبرعين بالدم مجانًا في حادث القطارين” .. جملة تدعم مساندة جميع المواطنين لبعضهم البعض في مواجهة تطورات الحادث الأليم حيث قام سائق تاكسى بتخصيص سيارته لنقل المتبرعين بالدم بالمجان في حادث تصادم قطاري سوهاج بعدما شهدت عددًا من المستشفيات بالمحافظة تزاحمًا من المواطنين للتبرع بالدم.
ولاقت هذه اللفتة الإنسانية إعجاب وتفاعل الكثيريين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من أبرزها: ” بالرغم من كل ده لسا فيه حاجة حلوة، ناس بسيطه نقدر نشوف بيها الدنيا أفضل”، “بلدنا جميلة يا ناس تتحب من ناسها”، “ربنا يباركله ويوسع رزقه”، “محتاجين زيه كتير“.
وجبات مجانية للمغتربين
واستكمالًا لمشاهد الإنسانية وجه عدد من ملاك المطاعم بالمحافظة بتقديم وجبات من مطاعمهم ومشروبات بشكل مجاني إلى متضرري الحادث وذويهم، وكان على رأس هذه القائمة كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مطعم مشويات للحاج صبري النحاس.
وتضمنت التعليقات الداعمة والموضحة لمبادرة صاحب المطعم : “جزا الله الحاج صبري صاحب أحد المطاعم، كل الخير، فقد تبرع بما يزيد عن ١٢٠ وجبة، ومياه وعصائر للمصابين في الحادث”، “جعل الأولوية لهم على حساب زبائنه”، ” دي أرقام مطعم الحج صابر؛ اللي محتاج يتواصل ضروري”، ” هم دول الصعايدة وقت الجد تلاقي جدعنهم سابقهم”.
علي الطرف الاخر، يقول الدكتور محمد فوزي استاذ علم الاجتماع : معدن المصريين يظهر وقت الأزمات والدليل الملحمة التي ظهرت بالأمس عقب حادث القطار حيث تسابق الجميع مواطنين ومسئولين لتقديم المساعدة، الي جانب تبرع المواطنين بما لديهم من طعام وسكن وملابس للمصابين واهل المصابين وهذا هو المعروف عن الشعب المصري الأصيل فهو مجتمع من اكثر المجتمعات تلاحمًا، ولا يمكن بث أي نوع من الفتن بين طبقاته.