ما حدث في ليبيا في يونيو 2020 وإعلان الخط الأحمر عند سرت والجفرة كان بعد الاستعداد التام والجاهزية للتنفيذ في أي لحظة، وبعدها أعلن الرئيس عن الخط الأحمر، وذلك في اشارة واضحة للقوات الأجنبية والميليشيات المسلحة التي حاولت السيطرة علي تلك المناطق وقد تحققت إرادة مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الوصول الي المشهد الذي عليه ليبيا اليوم وايجاد حلول سلمية بأيادي الشعب الليبي بل ومحاولة تركيا اللاحقة التودد الي مصر وعلاج الاثار السلبية التي ترتبت علي موقف تركيا الداعم لتنظيم الاخوان.
في يونيو الماضي حين إعلن الرئيس الخط الأحمر، أدركت الدول المعنية حجم وخطورة التدخل العسكري لمصر في ليبيا وما يمكن أن ينتج عنه، ولما كانت الحسابات في صالح القاهرة حينها أعيد المشهد للمسار السياسي بضغط المجتمع الدولي وجرت الأمور سريعا للوصول للمشهد الحالي.
اليوم وعلي هامش المؤتمر الصحفي الذي حضرة الرئيس بعد تعويم السفينة الجانحة “إيفر جريفين” وتحقيق مصر انتصار جديد تجسد في تحريك السفينة بأياد مصرية خالصة، أرسل الرئيس برسائل غاية الاهمية وفي اعتقادي بأن مصر باتت مستعدة بشكل تام لاستخدام السيناريو الذي أشار إليه الرئيس، والحديث الآن يؤكد ذلك، وربما حديث الرئيس اليوم عن عدم مساس مصر في قطرة مياه واحدة ومن يريد ان يجرب فليجرب سيؤدي مع الايام القادمة لمزيد من الضغط علي الجانب الإثيوبي لعدم حدوث أي صدام عسكري، وهو ما سيؤثر علي المنطقة بالكامل في ظل توجه دول عظمي نحو الاستثمار في افريقيا.
اشعر بالطمأنينة حينما يرسم الرئيس الخطوط الحمراء ويرسل بكلمات واضحة لا تقبل إلا معني واحد.
في النهاية أي عمل عسكري له أثاره السلبية على الجميع، لكنه يبقى الخيار الأخير حال فشل الخيارات السياسية، واتمنى ألا نصل له بالطبع، لكن الحفاظ على مياه النيل يتطلب اتخاذ ما يلزم.