على الرغم من أن تارك الصلاة يرتكب معصية كبيرة، إلا أنه قد يكون تاركًا للصلاة ويصوم في الوقت ذاته، وهو ما يثير الحيرة حول موقف صيامه، هل هو صحيح أم لا، وهو ما دفع أحد السائلين إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ليسأله حول حكم صيام من لا يصلي، ليجيب في أحد مجالسه العلمية قائلًا: “صيامه صحيح لكنه غير مقبول“.
وأوضح جمعة أن كلمة صيامه صحيح تعني أنه لا يحاسب عليه يوم القيامة، فلا يأتي ويقال له يوم القيامة لقد افطرت رمضان عامدًا متعمدًا، لأنه سيقول صمت يا رب، لكن هل هذا الصيام يقبل عند الله وهو يسرق أو يرتشي أو يرتكب المعاصي؟ يقول جمعة: “الصيام صحيح لكن الذي لا يصلي يرتكب جريمة عظمى وبلية كبرى سيحاسب عنها تمنع قبول أعماله”.
كل عمل ابن آدم له وجهان، وجه تسقط به الفريضة، ووجه يثاب به عليها، يقول جمعة مؤكدًا أن تارك الصلاة لا يثاب على صيامه، “ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”، وضرب جمعة مثلًا لذلك بشخص سرق زجاجة ماء وتوضأ بها حتى يصلي، فوضوؤه صحيح وصلاته صحيحة إلا أنه مطالب بأن يرد قيمة أو مثل ما سرقه مع الاستغفار، فإذا لم يفعل فهو آثم وظالم وصلاته غير مقبولة، فهي سقطت عنه لكنها غير مقبولة، ولكن لا يعيدها، “هناك فارق بين القبول والثواب وبين الصحة، فالوضوء بالماء المغصوب أو الصلاة في الأرض المغصوبة، كل ذلك يسقط لكنه لا يثاب عليه ويؤاخذ به يوم القيامة ويطالب به في الدنيا أن يرد إلى كل ذي حق حقه”.