العاشر من رمضان 1393 هجري، السادس من أكتوبر 1973، هذا التاريخ المميز ضمن تواريخ مصر العديدة، والذي يعرفه كل بيت وكل رجل بالغ وطفل صغير، يوم توقفت عقارب الساعة لتسجل مصر أمام العالم، يوم الكرامة والنصر .
تمكنت القوات المُسلحة المصرية من عبور قناة السويس واقتحام خط برليف وهزيمة العدو الإسرائيلي الذي كان يعتقد بأنه الجيش الذي لا يقهر في 10 رمضان، حيث نجح المصريون غسل عار هزيمة يونيو ٦٧ لتسترد مصر كرامتها وعزتها أمام العالم كله، كما يروي المخرج طاهر أباظة بالقناة الفضائية المصرية والباحث في التاريخ لبوابة الوفد عن هذا اليوم السعيد بالتأكيد لكل مصري ولكل عربي عن هذا اليوم بالأرقام.
بدأت الضربة الجوية الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرًا بقوة ٢٢٠ طائرة أصابت أهدافها بنسبة ٩٥٪، شهدت حرب أكتوبر أول وأضخم حشد نيراني بالمدفعية بلغ أكثر من ٢٠٠٠ قطعة مدفعية غير المئات من مدفعية الرمي المباشر لمدة ٥٣ دقيقة وصل معدل ضرب المدفعية حوالي ١٠٥٠٠دانة في الدقيقة بمعدل ١٧٥ دانة في الثانية الواحدة.
تمكن الجيش المصري في الساعة ٢.٠٥ دقيقة في الموجة الاولي من عبور قناة السويس بقوة ٨٠٠٠ مقاتل من خلال ١٦٠٠ قارب مطاطي في سباق رهيب مع الزمن، وقامت القوات المسلحة المصرية بعد بدء العبور مباشرة بما لا يزيد على ٣٠ دقيقة بصد الهجمات المضادة للعدو.
أول علم مصري يرفع على الساتر الترابي لخط برليف كان في الساعة ٢.٣٧ دقيقة على الضفة الشرقية للقناة جنوب معبر الشط، وبدأت ملحمة إنشاء المعديات والكباري على قناة السويس بفتح ٨١ فتحة في الساتر الترابي بمضخات المياه، حيث أنها أزالت ٣ مليون متر مكعب من الرمال وتمت الفتحة الأولى في الساتر الترابي في تمام الساعة ٥.١٥ دقيقة من بعد الظهر.
وتم إنشاء أول معبر معديات في الساعة ٦.٣٠ مساء، وأول كوبري تمت إقامته على القناة في الساعة ٨.٣٠ مساء، وفي اليوم الأول للقتال دمرت القوات المسلحة المصرية أكثر من ٢٠٠ دبابة إسرائيلية وأسرت وقتلت وحاصرت أكثر
ولأول مرة في تاريخ الحروب الحديثة يتم تدمير أكثر من ١٥٠ دبابة في مدة لا تزيد عن ٢٠ دقيقة مع أسر معظم أطقمها من الإسرائيليين في يوم الاثنين ٨ أكتوبر، وأكبر عدد من الأسري يتم أسرهم من الجيش الأسرائيلي من نقطة حصينة واحدة كانت حصن بور توفيق وبلغ عددهم ٣٧ أسير إسرائيلي.
بلغت خسائر العدو ٢٥٢٢قتيلا غير الأسري والجرحى والمفقودين وهو رقم ضخم بالنسبة لتعداد إسرائيل، حرب العاشر من رمضان هي أول حرب إلكترونية في التاريخ خط بالريف كان أول وأقوي خط دفاعي في تاريخ الحروب الحديثة، حيث أنه كان يعتمد في إنشائه على مانع مائي، وهو قناة السويس وتتخلله حصون وقلاع والساتر الترابي الذي بلغ ارتفاعه ٢٢.٢٠متر، وقال عنه أكبر الخبراء العسكريين أنه لا يدمر إلا بقنبلة ذرية، إلا أن إستطاع المصريون تدميره والاستيلاء عليه بقوة سواعدهم.
وكما أذاعت وكالة الأنباء في أرجاء العالم كله أن المصريين اقتحموا خط بالريف مثل السكين في الزبد، أقامت القوات المسلحة المصرية أول وأضخم حائط صواريخ دفاع جوي لم تشهد الحروب السابقة مثله أسقط في اليوم الأول من حرب رمضان، ٣٨ طائرة إسرائيلية وبسبب ذلك أصدر قائد القوات الجوية أوامره في يوم ٨ أكتوبر بعدم اقتراب الطائرات الإسرائيلية لمسافة ١٥ كم من شرق القناة.