أهلت علينا ثالث الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان مع مغرب الامس الخميس، والتي في إحداها تكون ليلة القدر، وقد أخفاها الله تعالى ليجتهد المسلم في طلبها ونيل عظيم ثوابها، وهي التي قال الله تعالى فيها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
فإذا كنا في هذه الليالي الوترية من العشر الأواخر فإن أفضل الأفعال فيها هو قيام الليل؛ لما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
عد العلماء لليلة القدر علامات ودلائل يدركها المؤمنون والعارفون والأتقياء والصالحون، وقد وردت في بيان علاماتها أحاديث شريفة، تعرفوا عليها:
1ـ تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها:
قال صلى الله عليه وسلم (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) مسلم. وقيل لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها.
2ـ يطلع القمر فيها مثل “شق جفنة“
عن ابي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ” تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ”.. مسلم
3ـ تكون الليلة معتدلة لا حارة ولا باردة:
قال صلى الله عليه وسلم (ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ) رواه ابن خزيمة وصححه الألبان.
4ـ لا يرمى فيها بنجم:
والدليل ما ثبت عند الطبراني بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم} أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين.