قالت دار الإفتاء، إن زكاة الفطر هي الزكاة التي سببها الفطر من رمضان، وقد فرضت في السنة الثانية للهجرة، وهي زكاة أبدان لا زكاة مال، كما أن زكاة الفطر فريضة واجبة؛ لما روى ابن عمر رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس: صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حر وعبد، ذكر وأنثى من المسلمين» رواه مسلم.
وأضافت أنها «تجب عن كل مسلم عبد أو حر، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، ويخرجها الإنسان عن نفسه وعمن يعول، وتخرجها الزوجة عن نفسها أو يخرجها عنها زوجها”.
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الفقهاء اتفقوا على أنه يستحب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، ولا مانع شرعًا عند بعض الفقهاء من إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، أو تعجيلها من أول دخول رمضان، ويكره تأخيرها لما بعد صلاة العيد، فإن تأخر لا تسقط ويجب إخراجها.
قيمة الزكاة
وحدَّد مفتي الجمهورية قيمةَ زكاة الفطر لهذا العام 1442 هجريًّا بـ 15 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد.
وأوضح مفتي الجمهورية أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام لتكون عند مستوى 15 جنيهًا، جاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
وأضاف علام أن قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر.
وناشد مفتي الجمهورية المسلمين تعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين خاصة من العمالة غير المنتظمة الذين خسروا أعمالهم، نتيجة التداعيات الناجمة عن الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، حيث تعيش الأمة الإسلاميَّة – بل الإنسانية جميعًا – ظروفًا استثنائية غيَّرت بصورة غير مسبوقة سمات الحياة العامة المعتادة في شهر رمضان بسبب هذه الإجراءات الوقائية.
لصوص الزكاة
وقال الشيخ عبد الهادي سعيد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن أول لص من لصوص الزكاة هو الرياء، حيث يحب الإنسان الشهرة وأن ينتشر اسمه ويتردد بين جميع الناس، ولكن ينسى أن الله تبارك وتعالى حذرنا من ذلك.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى “لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ “، بل وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة رجل يتصدق فيؤتى به يوم القيامة فيعرفه تبارك وتعالى نعمه فيعرفها، فيقول الله له ماذا عملت فيها، فيقول يارب أنفقت المال ابتغاء مرضاتك، فيقول الله له كذبت بل أنفقت ليقال أنك جواد وأنك كريم وقد قيل، فيأمر الله الملائكة فيسحب هذا على وجهه فيلقى فى النار، فالله تبارك وتعالى يجعل أعمالهم هباءً منثورا بسبب الرياء والفخر، قال تعالى وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا“.
وأوضح أنه مهما يقدم الشخص فهل يغلب ذلك حاتم الطائي الذى انتشر صيته بين الأولين والآخرين وفاقهم بكرمه وجوده، ولكن ابنه عدي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله إن أبى كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا، فهل ينفعه ذلك يوم القيامة، فيقول له النبي إن أباك أراد الثناء والمدح وقد حصل على ما يريد، فلا شيء له عند الله“.
وأكد أن هناك لصا آخر للزكاة ألا وهو المن، بأن يظن الإنسان في نفسه أنه صاحب المال والعطاء والكرم، وينسى أن الله سبحانه وتعالى صاحب النعم التى لا تعد ولا تحصى لا يمن على عباده، وأنه تبارك وتعالى حذر من ذلك وقال “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ” فليس الكريم بمن أعطى بمن.