شهد جيل الألفية “مواليد ما بين 1981 – 1996″، العديد من الأزمات، مثل انتشار فيروس كورونا، وتدهور اقتصاد بعض الدول، وكل ذلك كان له تأثير سلبي على مئات الشباب حول العالم.
وقال مايكل هوت، أستاذ علم الاجتماع في جامعة نيويورك، إن جيل الأليفة مر بأوقات عصبية خلال سنوات حياته الماضية، أبرزها فترة الركود الاقتصادي التي جعلت من الصعب حصول جميع الشباب على وظائف جيدة ومستوى معيشي مرتفع.
وأوضح أن هذا الجيل واجه صعوبة أخرى، وهي أسعار المساكن التي أصبحت أزمة حاليًا عند المئات من أبناء الأليفة، وأيضًا نفقات التعليم أصبحت مرتفعة في معظم دول العالم، وهذا دفع العديد منهم للبحث عن أكثر من مصدر للربح للتمكن من الزواج والتعلم، وفقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وبحسب دراسة أصدرها “مكتب محاسبة الحكومة” الأمريكي عام 2019، فإن جيل الألفية تقل نسب امتلاكه لمنازل في عمر 25 و34 عامًا، مقارنة بنسبة امتلاك الجيل الذي سبقه، وسبب ذلك هو تراكم الديون على بعضهم وارتفاع أسعار المنازل.
وأوضحت ريبيكا روبينز، الباحثة في قسم صحة السكان بجامعة نيويورك، أن هناك دراسات عديدة سلطت الضوء على تأثير المشاكل التي مر بها جيل الأليفة، منها دراسة صدرت حديثًا عن جمعية علم النفس الأمريكية، وأكدت أن هذا الجيل هو الأكثر توترًا مقارنة بالأجيال الأخرى، وأبرز أسباب هذا التوتر، القلق وفقدان النوم.
وأكدت أن جيل الأليفة لديه شعور مستمر بالإرهاق الجسدي والعقلي؛ نتيجة العمل الكثير والسعي الدائم للعيش في مستوى اجتماعي جيد، وهذا ما يجعل دماغ هذا الجيل تكافح دائمًا لمواكبة متطلبات حياتهم المستمرة.
وقالت ديبورا ويذرسبون، الأستاذ بكلية التمريض جامعة “تينيسي” في الولايات المتحدة، إن هناك أشياء أخرى تسببت في شعور الجيل بالإرهاق، منها انتشار التكنولوجيا.
وأضافت أنه بحسب دراسة سابقة أجراها مركز بيو الأمريكي للأبحاث، فإن 8 من كل 10 أفراد بالجيل ينامون بجانب هاتف خلوي يصدر رنين وإضاءة بسبب الرسائل والأخبار، كما أن الاستيقاظ يتم بواسطة الهاتف أيضًا، مما يجعل جودة النوم أقل وهذا يزيد من الإجهاد، وفقًا لموقع “هيلث لاين نيتوركس” الأمريكي الذي يقدم معلومات صحية.
وأكدت أن التفكير الكثير في العمل يتسبب في شعور أغلب أبناء الجيل بالإرهاق، لأنهم يشعرون أن أجورهم منخفضة مقارنة بمجهودهم في العمل، وهذا مع التقدم بالعمر يدفعهم إلى اللجوء لأنظمة الأقساط عند شراء أي شيء؛ مما يتسبب في تفكيرهم المتواصل بالضغوط المادية التي تحاوطهم.
وأوضحت ماريسا ميشولام، أخصائية التغذية الأمريكية، أن عادات الغذاء التي شهدها جيل الألفية، أثرت كثيرًا على صحته، حيث إن الوجبات الجاهزة والكافيين والمخبوزات تحاوطهم بشكل مستمر، وهذا تسبب في إصابة أبناء الجيل بأمراض خطيرة، مثل السكري وأمراض القلب، إضافة إلى مشاكل صحية أخرى، كالإجهاد المستمر والتوتر وعدم القدرة على التركيز.