تصاعد الصراع في إثيوبيا بعد أن حذرت الحكومة من أنها قد تنشر كامل قدرتها الدفاعية ضد منطقة تيجراي المضطربة بعد تقدم المتمردين في المناطق المجاورة.
ووفقا لصحيفة “ذي جارديان”، فبعد أن رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي دعوات اللانسحاب من إقليم عفر وإقليم أمهرة المجاورتين، قالت الحكومة في أديس أبابا إن المتمردين يختبرون صبرهم ويهددون بوقف إطلاق النار الذي دعا إليه في يونيو.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن توغل قوات تيجراي في أمهرة وعفر يدفع الحكومة “لتغيير قرارها الدفاعي الذي تم اتخاذه من أجل وقف إطلاق النار الإنساني من جانب واحد”. وأضافت أن عمليات التوغل أدت إلى نزوح نحو 300 ألف شخص.
وقال البيان إن إثيوبيا يمكن أن “تنشر القدرة الدفاعية الكاملة للدولة” إذا لم يتم الرد بالمثل على مبادرات الحل السلمي للصراع.
وجاء تصعيد آخر عندما قال مسؤول إقليمي في أمهرة إنه سيشن هجومًا يوم السبت بعد أن دخلت قوات تيجراي المنطقة وسيطرت على بلدة تستضيف موقعًا للتراث العالمي لليونسكو.
وردا على ذلك، قال المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراي جيتاتشو رضا، لوكالة أسوشيتيد برس، إن تيجراي “سترحب ترحيبا حارا“.
قال جيتاتشو إنه لا ينبغي أن يكون لدى المدنيين في أمهرة ما يخشونه من قوات تيجراي.
وقال جيتاتشو: “علينا أن نتعامل مع أي شخص لا يزال يطلق النار. وإذا تطلب الأمر السير إلى أديس أبابا لإسكات المدافع، فسنقوم بذلك. لكن آمل ألا نضطر إلى ذلك “.
وأضاف، “نحن لا نسعي للسيطرة علي أراضي أمهرة أو شعب أمهرة..طالما أنهم لا يطلقون النار على شعبنا ، فليس لدينا مشكلة“
وقال جيتاتشو إن قوات تيجراي عبرت الحدود إلى أمهرة وعفر في محاولة لكسر الحصار الذي فرضته الحكومة الإثيوبية على تيجراي.
وقال إن على أبي أحمد التخلي عن منصبة، كواحد من عدة شروط مسبقة للمحادثات.
ويهدد الصراع بزعزعة استقرار ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان حيث قتل بالفعل آلاف الأشخاص في الحرب التي استمرت تسعة أشهر.
وأعلنت إثيوبيا وقف إطلاق النار في أواخر يونيو مع انسحاب جيشها من تيجراي وجبهة تحرير شعب تيجراي، التي استعادت نشاطها في البلدات الرئيسية ودخلت العاصمة الإقليمية ميكيلي للتعبير عن فرحتهم.
واندلع الصراع في تيجراي في نوفمبر بعد خلاف بين رئيس الوزراء أبي أحمد وحزب تيجراي الحاكم الذي هيمن على الحكومة الإثيوبية لما يقرب من ثلاثة عقود.
ومنذ ذلك الحين، قُتل الآلاف من الناس ويواجه مئات الآلاف من الأشخاص المجاعة. وأرسلت الأمم المتحدة والولايات المتحدة مسؤولين رفيعي المستوى إلى إثيوبيا لحث المزيد من وصول المساعدات.
وبينما تدق الأمم المتحدة والولايات المتحدة ناقوس الخطر بشأن استمرار الحكومة الإثيوبية في الحصار شبه الكامل لمنطقة تيجراي وسكانها البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، وتعهدت قوات تيجراي بتأمين المنطقة وملاحقة ‘أعدائها.