تتمثل مساحة المناطق العشوائية الخطرة وغير الآمنة في مصر 1% من حجم العمران، وفي عام 2020 تم الانتهاء من 90% من المناطق العشوائية بالمحافظات، والتي لم تكن خارج الاهتمام، كما كان يحدث سابقا، ولكن هناك خطة وضعت لكامل محافظات الجمهورية، وفي إطار الجهود الحكومية في ملف العشوائيات تم إعلان محافظات بورسعيد والبحر الأحمر والسويس محافظات خالية من العشوائيات وقريبا الإسماعيلية، ليتم الانتهاء من بعض المشروعات المتبقية من خطة تطوير العشوائيات والمناطق الخطرة وغير الآمنة في مصر.
حصاد التطوير
يبلغ حجم العشوائيات الغير مخططة على مستوى الجمهورية 227×417 ألف فدان منها 160 ألف فدان غير مخطط “الحضر والمدن” وفاتورتها 318 مليار جنيه، بحسب تصريحات لمسئولين وتم الانتهاء من 53 منطقة بمساحة 4600 فدان تخدم ما يقرب من مليون ونصف مواطن، كما أنه جار العمل على 79 منطقة بمساحة 6900 فدان وتخدم في حدود 2.5 مليون مواطن.
ومن المناطق التى تم تطويرها وتسكين سكان العشوائيات بها ” حى الأسمرات وأهالينا وروضة السيدة ومعا والمحروسة ومنطقة سور مجرى العيون ومثلث ماسبيرو وبحيرة عين الصيرة” كل هذه المشروعات هدفها توفير حياة كريمة للمواطنين من سكان العشوائيات بالإضافة و سيتم الانتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة والبالغ عددها 60 منطقة نهاية العام الجارى، وهناك مشروعات جاهزة للافتتاح تم الانتهاء من 95% منها مشروعات بشاير الخير 5 بإجمالي 15 ألفا و 600 وحدة، بالإضافة إلى مشروعات أرض الإنتاج الحربي “مدينة السلام” بإجمالي 4800 وحدة، ومشروع معا مدينة السلام بإجمالي 4400 وحدة، ومنطقة الخيالة بإجمالي 2500 وحدة، وحلايب وشلاتين بإجمالي 2000 وحدة، ومشروع حدائق أكتوبر بإجمالي 2500 وحدة، بتكلفة 40 مليار جنيه، وتم إنفاق 32 مليار حتى الآن.
حيث تم عملية إزالة منطقة بطن البقرة العشوائية، استهدفت تغيير حياة 2000 أسرة إلى الأفضل، حيث أن جميع الوحدات السكنية الجديدة التى نقل إليها المواطنون مؤثثة ومزودة بكافة الخدمات اللازمة لتوفير حياة كريمة وسكن ملائم لهم.
و تسكين 13524 وحدة سكنية بالكامل فى مشروعات الأسمرات 1 و2، وأهالينا 1، وروضة السيدة 1 ، وبدر، كما تم تسكين 9897 وحدة سكنية أخرى فى مشروعات الأسمرات 3، والمحروسة 1 و2 ، وأهالينا 2، ويجرى تسكين الوحدات المتبقية تباعاً فى هذه المشروعات و جاري الانتهاء من عدد من مشروعات الإسكان هذا العام لنقل باقى سكان العشوائيات إليها وتشمل أرض الخيالة و “معاً ” مرحلة أولى و مرحلة ثانية و مصنع 18 الحربي، والمنيل القديم، بإجمالى 13912 وحدة سكنية، بالإضافة إلى المشروعات الجارى البدء فى تنفيذها خلال العام المالى الحالى، وتضم روضة السيدة 2 ، وأهالينا 3، وشمال الحرفيين، وأرض المسبك، وأرض العمدة بإجمالى 7800 وحدة سكنية.
و بدأت أجهزة محافظة القاهرة، نقل سكان منطقة عزبة أبو قرن بمصر القديمة ،وبلغ عدد الأسر التى حصرها بعزبة أبوقرن بمصر القديمة، 5000 أسرة، سيتم نقلهم إلى
وحدات سكنية بمدينة “معاً ” لتطوير العشوائيات بالسلام، ضمن خطة تطوير المناطق العشوائية، وتوفير سكن ملائم لسكان تلك المناطق.
و من جانبه، أشاد الدكتور محمود ربيع، أستاذ الإدارة المحلية، بدور الحكومة المصرية في إدارة هذا الملف و حل مشكلة العشوائيات بعد اهمال هذا الملف لسنوات طويلة ، لافتاً أن مصر كان بها نحو 364 منطقة عشوائية خطرة يسكنها مواطنون أعلى سفوح الجبال و بجوار السكك الحديدية ، وكانوا معرضين لخطر الكوارث و المرض و الموت و اليوم يعيشون حياة آدمية في مساكن مجهزة بعد تطويرها و إزالة العشوائية و الخطر عنها، أو ينتقلون إلى مساكن مخصصة لهم.
و اشار استاذ الإدارة المحلية: إلى أنه من 2014 حتى الآن أنفقت مصر 32 مليار جنيه على العشوائيات الخطرة فقط بخلاف الآمنة، متابعاً : أن الحكومة أنهت 315 منطقة عشوائية خطرة فى مجمل المحافظات أى بنسبة 88% من العشوائيات.
وأضاف، أنه يجب النظر إلى جانب آخر في ملف القضاء على العشوائيات، وهو أزمة سكان المقابر المتمركزين في محافظتي القاهرة و الجيزة ، و لابد من إجلائهم من تلك المقابر و توفير مساكن بديلة و تحقيق حياة كريمة لهم .
وفي سياق متصل، اوضح الدكتور محمد الشيخ استاذ التخطيط العمراني : مصر قد حققت طفرة كبيرة بـ”ملف العشوائيات”، حيث إن هذا الملف ظل مهملا لفترات طويلة، ترتب عليها حجم العشوائيات التي نواجهها الآن، حتى محاولات التعامل معه في السابق لم تكن على محمل الجد، بمعنى أنها لم تكن على قدر وأهمية هذا الملف وضخامته، حيث إن “ملف العشوائيات” يعد من قبيل الأمن القومي، مؤكدًا أن القفزة التي حدثت في السنوات القليلة الماضية تدل على إدارة سياسية لتحقيق هذه الإرادة في هذا الوقت الراهن وكانت الأمور تنحصر في رؤيا معينة، وكانت من أهم مبادئ هذه الرؤيا هي القضاء على المناطق العشوائية، من خلال توجه سياسي قوي، حيث وضعت الدولة نصب أعيناها، وعندما توفرت الإرادة تعاملت مع هذا الملف بجدية خلال الفترة الماضية وحتى الآن ونجد هذا ملموسا في الواقع، وتوفرت الرؤيا والإرادة للتحقيق والقضاء على ملف العشوائيات في مصر.