ينتظر المسلمون يوم عاشوراء من كل عام لصيامه احتسابًا لوجه الله عز وجل، ويعد يوم عاشوراء من أفضل الأيام التي يغفر فيها الذنوب وبدء صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى، فالصيام والعبادة وترديد أدعية يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي سبقتها، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)، ويقام في هذا اليوم الاحتفالات والموائد المختلفة.
ويوم عاشوراء هو اسم إسلامي، حيث تعني كلمة عاشوراء العاشر في اللغة العربية، ومن هنا تأتي التسمية، وإذا ما تمت ترجمة الكلمة حرفيا فهي تعني في اليوم العاشر، أي اليوم الواقع في العاشر من الشهر المحرم، وعلى الرغم من أن بعض علماء المسلمين لديهم عرض مختلف لسبب تسمية هذا اليوم بعاشوراء إلا أنهم يتفقون حول أهمية هذا اليوم.
اختار الله تعالى من السنة الهجرية أشهرا حرما، فقال سبحانه وتعالى بسورة التوبة: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم».
ومن هذه الأربعة، شهر الله المحرم أول شهر في السنة الهجرية، وكان شهرا محرما بعد شهر الحج، ليأمن الحجاج في سفرهم إلى بلادهم، وسمى محرما تأكيدا لتحريمه، لأن العرب كانت تتقلب فيه فتحله عاما وتحرّمه عاما، وله مزايا عن غيره من الشهور، وهي أفضلية الصيام فيه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان، شهر الله الذي تدعونه المحرم».
يعود أصل يوم عاشوراء إلى عهد سيدنا موسى عليه السلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون ومَلَئه، وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجي الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فرض رمضان قال: «من شاء صامه ومن شاء تركه» رواه البخاري ومسلم.
وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر» رواه البخاري ومسلم.
وليوم عاشوراء فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وصومه كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام، ومنهم نوح وموسى اللذان صاماه، وصيامه يكفّر ذنوب السنة التي قبله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل صيام يوم عاشوراء: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله».
أدعية يوم عاشوراء
هناك بعض الأدعية التي يفضل ترديدها في يوم عاشوراء، ومن هذه الأدعية: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار».
ومن هذه الأدعية أيضا «يا رحمن الدنيا والآخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحييني حياة طيبة وتوفّني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم».
«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»، «اللهم طهرني من الذنوب والخطايا.. اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس»، «اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد»، «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، «اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار».