أمام مستشفى اليوم الواحد بمدينة اشمون التابعة لمحافظة المنوفية، لاحظ المارة وقوف سيارة ملاكي ماركة “فيات شاهين” ومثبت علي سقف السيارة اسطوانة اكسجين يتدلى منها خرطوم التنفس والماسك حيث قام احد الاشخاص داخلها بوضعة علي أنفه حيث يساعده علي استنشاق الهواء بعدما اصيب بفيروس كورونا، بينما يرتدي صاحب السيارة بدلة عزل واقية كالتي يرتديها الاطقم الطبية داخل مستشفيات العزل، وهو في انتظار نقل المريض من داخل السيارة الي المستشفى والانطلاق مرة اخري لنقل مريض اخر.
“تصرف نبيل” كلمات عبر بها الواقفين امام المستشفى والمتابعين للموقف، تصرف الرجل صاحب السيارة الملاكي، مؤكدين انها ليست المرة الاولي التي يقوم فيها بهذا التصرف وربما لاحظة افراد الامن بالمستشفى اكثر من مرة وهو ينقل حالات غير قادرة من المنزل الي المستشفى والعكس.
تواصلنا مع صاحب السيارة والذي فضل عدم الافصاح عن اسمه – فهي تجارة مع الله – بحسب كلامة، مضيفًا : منذ انطلاق الموجه الثانية من جائحة كورونا تابعنا عدد من المشاهد التي أدمت القلوب ولم يكن لنا ان نقف مكتوفي الايد والحكومة تقدم اقصي ما لديها والاطقم الطبية تنهار بسبب الضغط الكبير عليها الي جانب الاصابات التي يتعرضوا لها يوميًا واستشهاد اكثر من 300 طبيب، ومن ثم خطرت لي فكرة تحويل سيارتي الملاكي الي سيارات اسعاف اساعد بها في نقل المرضي علي امل ان يكون ذلك وسيلة لتخفيف الضغط علي هيئة الاسعاف والتي بذلت اقصي مجهودها.
وتابع، اتمني ان تنتقل الفكرة الي ربوع الجمهورية فلن نمر من الازمة الراهنة إلا بالتعاون والاجتهاد في فعل الخير، فعلي سبيل المثال تبرع بعض الاشخاص بتغسيل موتي كورونا واخريين تبرعوا بالمال لتوفير الاكسجين والكمامات وبدلات العزل واخريين تبرعوا بسياراتهم الملاكي وقد شكلت ومعي مجموعة من الاصدقاء فريق اغاثة وقمنا بتخصيص ارقام هواتف لسهولة التواصل معنا، ونسعي للتنسيق مع شباب من خارج محافظة المنوفية لنقل الفكرة اليهم.
واستطرد، في البداية قمت بشراء شبكة ووضعتها علي سقف السيارة لأحمل فوقها اسطوانه الاكسجين بما يترك مساحة داخل السيارة للمريض ومن يرافقه، وقد تدبرت قيمة الاسطوانة علي نفقتي الخاصة وتبرعت بخمسة ساعات من يومي لله حيث خصصت رقم اقوم باستقبال المكالمات عليه من الساعة الخامسة مساءًا ولمدة خمس ساعات حيث استعين بشقيقي لنقل المرضي من المنزل الي المستشفى سواء للحجز او توقيع الكشف الطبي واعادتهم مرة اخري او تركهم بعد خضوعهم للحجر الطبي.