سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
وضع عبدالمطلب ابنه عبدالله امام الكعبة ليذبحه.. وحولة رجال قريش حول الكعبة يتسامرون فلما رأوه علي هذا الحال قاموا مسرعين اليه وامسكوا بعبدالله وابعدوه وصاحوا في وجه عبدالمطلب.. لا واللات والعزي لا ندعك تذبحه حتى تعذر فيه “اي حتى نجد حلاً لهذا النذر الذي نذرته” ثم قالوا له يا عبدالمطلب انت سيد قومك وكبيرهم وقدوتهم إن ذبحت ولدك صارت سنه “عادة” في قومك كل رجل نذر سيذبح ابنه عند الكعبة فقال عبدالمطلب يا قوم لعل الله ابتلاني في ولدي كما ابتلي جدنا ابراهيم في ولده اسماعيل، قالوا والله لا ندعك تذبحه – قال وما الحل إذن، قال احدهم فلنحتكم الي الكهان – وقال اخر فلنذهب الي عراف يثرب. فأجمعوا أمرهم وانطلقوا الي سحاج كاهنة يثرب نسألها ان تجد لنا مخرجًا فوافق عبدالمطلب وانطلق الجميع الي يثرب فرحين مسرورين حتى نساء مكة، ارتفعت اصواتهن بالفرح والسرور فكل فتيات وبنات مكة كن يتمنين ان تتزوج احداهن من عبدالله لما يجدن فيه من الجمال والهيبة والنور “نور نبيكم” الذي يحمله عبدالله فالكل رجال ونساء ينظرن اليه والي صبره في هذا الموقف وما ان وصل رجال قريش الي يثرب دخلوا علي سحاج كاهنة يثرب وقص عبدالمطلب عليها الخبر حتى قالت امهلوني الي الغد فلما رجعوا اليها في الغد قالت لهم كم ديه الرجل عندكم اذا قتل – قالوا نعطية عشرة من الابل قالت اطرحوا القدح علي صاحبكم “تقصد عبدالله” واكتبوا علي القدح الاول اسم “عبدالله” والقدح الثاني “عشرة من الابل” فأن خرج القدح عبدالله فزيدوا عشرة اخري من الابل ففعلوا وكل مرة تخرج القدح “عبدالله” وفي المرة الحادية عشر خرج القدح “عشرة من الابل” وهذا معناه ان الله رضي بالفداء “مائة من الابل” ونجا عبدالله من الذبح وعم الفرح ارجاء مكة وقام عبدالمطلب عند عودته الي مكة بذبح مائة ناقة فأكل الجميع حتى الحيوانات والوحوش – ثم اخذ عبدالمطلب بيد ولده عبدالله متوجها الي الكعبة.