في افتتاحية صادمة لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية، اعتبرت الصحيفة، أن الضجيج المثار حول قمة جلاسكو للمناخ هو الهراء المعتاد المبالغ فيه، والذي يجسده جون كيري، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن الخاص للمناخ، واصفًا إياها بـ “آخر أفضل أمل للعالم لتوحيد جهوده”، في الواقع بحسب رأي الصحيفة إنه مسيرة للحماقة.
تغير المناخ أمر حقيقي ولكنه ليس “التهديد الوجودي للبشرية” الذي يدعيه بايدن وكثيرون آخرون.
وتوضح الأرقام الواردة في تقارير الأمم المتحدة ذلك، كما يلاحظ الخبير الاقتصادي بيورن لومبورج: إن النمو الاقتصادي العالمي خلال عام 2100 سيجعل الشخص العادي أغنى ب 450 في المائة مما هو عليه اليوم؛ أما تغير المناخ (إذا لم نفعل شيئًا) يقلل من ذلك بنسبة 434 في المائة.
وبحسب الصحيفة فإن الصين هي “الشرير” رقم 1 عندما يتعلق الأمر بـ انبعاثات الكربون المتزايدة، والسبب الرئيسي لتغير المناخ وصراع الأسهم.
ولم يعد الطقس المتطرف هو المسألة الأكثر تهديدا، والعالم الأكثر ثراءً يتعامل معه بشكل أفضل، حيث تسببت الكوارث الطبيعية من جميع الأنواع في مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص سنويًا قبل قرن من الزمان ؛ هذا العام لم تقتل الكوارث إلا حوالي 6000.
وتقول الصحيفة، إن حياة الإنسان هي أغلى الأشياء لكن الأرقام توضح حجم الضحايا بين الماضي والحاضر، مؤكدة أن «تغير المناخ كارثة لكنه ليس الأول في ذهن بعض قادة العالم».
الصين ومؤتمر جلاسكو
وفي الوقت نفسه، أودى فيروس كورونا بحياة ما يقرب من 5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، وبحسب الصحيفة فسيكون بذل جهد دولي لتطعيم العالم كله طريقة أفضل بكثير لإنفاق الأموال التي ستذهب بدلاً من ذلك إلى سياسات المناخ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهود المبذولة لتحديد كيفية بدء الفيروس ، وبالتالي المساعدة في منع الأوبئة في المستقبل، قد توقفت.
وهذه مجرد واحدة من قضايا العالم التي تستحق الاهتمام الأول عن المناخ، لأن الحد من الانبعاثات الكربونية أمر يحتاج لسنوات أما الأوبئة فتحصد الأرواح بلا هوادة.
تغير المناخ ليس مصدر القلق الوحيد الذي يتمحور حول الصين ، التي قد يؤدي عدوانها على تايوان إلى نشوب حرب عالمية جديدة، في حين أن انهيار فقاعة العقارات فيها يمكن أن يزعزع استقرار الاقتصاد العالمي.
وقالت نيويورك بوست، أن انبعاثات الكربون المتزايدة، هي المحرك المحتمل لتغير المناخ، لكن مؤتمر جلاسكو لن يدفع الصين (ولا الهند) لتغيير طرقهما بشكل كبير لأن محطات الفحم الجديدة فيها ضرورية لنموها الاقتصادي المستمر.
ما هو إذن المتوقع؟
إلى حد كبير سـ تشبه جلاسكو اجتماع باريس لعام 2015، الذي انتهى بـ”الاتفاقات”، حيث حددت البلدان طواعية أهدافًا لخفض الكربون، التي استخدمتها الحكومات الغربية بعد ذلك لتبرير إنفاق المليارات لدعم مصادر الطاقة المتجددة واتخاذ إجراءات صارمة بشأن استخدامهم للوقود الأحفوري.
لم يذكر محاربو المناخ أبدًا كيف يدفع الفقراء ثمن ذلك بشكل غير متناسب، من خلال فواتير الخدمات العامة المرتفعة وفرص العمل الضائعة.