أجرى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، استطلاعاً للرأي على عينة من الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى أقل من 30 سنة، وذلك خلال الفترة من 30 سبتمبر إلى 13 أكتوبر، بهدف التعرف على معدلات وزمن استخدامهم للإنترنت في اليوم.
وأشارت النتائج إلى أن 60.9% من الشباب في الفئة العمرية السابق ذكرها يستخدمون الإنترنت يوميًا، وجاء ربعهم تقريبًا 24.5% يستخدمونه فوق الست ساعات خلال اليوم، فيما كان 27.7% منهم يستخدمونه لفترة تتراوح من 3 إلى 6 ساعات يومياً، وجاء 25.7% ضمن المستخدمين لأقل من ثلاث ساعات، في حين لم تحدد النسبة الباقية وهي 22.1% رأيها.
أولويات الشباب من استخدام الإنترنت
من ناحية أخرى، قام المركز بسؤال الشباب – في الفئة العمرية نفسها- عن أبرز أولوياتهم خلال الفترة القادمة، حيث أوضح 33.6% منهم أن إنشاء مشروع خاص هو من أهم أولوياتهم في الوقت الحالي، فيما أشار 27.8% منهم إلى استكمال دراستهم، و20.7% أشاروا إلى تكوين أسرة (الزواج ورعاية الأطفال)، بينما أوضح 2.7% منهم أن الحصول على وظيفة أو التطلع لوظيفة أخرى أفضل هي أبرز أولوياتهم.
وأكدت دراسة تمت بالشراكة بين جامعة ويسترن في سيدني وجامعة هارفارد والكلية الملكية في لندن وجامعة أوكسفورد وجامعة مانشستر، تم نشرها في النسخة الإنجليزية لمجلة “الطب النفسي العالمي”، أن الاستخدام المكثف للإنترنت يغير من طريقة عمل دماغنا، بحيث تصبح الذاكرة ضعيفة والتركيز قليلا.
تصميم الإنترنت يغير بنية الدماغ
لإجراء هذه الدراسة، طُلب من مئات المشاركين القيام باختبارات مختلفة للذاكرة، بالإضافة إلى تمارين إدراكية، كما تم أيضا إجراء فحوصات على أدمغة المشاركين، ليخلص الباحثون بعدها، إلى أن تصميم الإنترنت يغير بنية وقدرات العقل البشري، لذلك الإنترنت يمكنه أن يسبب تغيرات مزمنة وحادة في مجالات معينة من الإدراك وينعكس على تركيزنا وذاكرتنا وتفاعلنا الاجتماعي.
وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن الاستخدام الكثير للإنترنت يؤثر فعليا على العديد من وظائف الدماغ، فعلى سبيل المثال فإن التدفق الكبير للدعوات والإشعارات الصادرة عن الإنترنت تجعل اهتماماتنا مشتتة باستمرار، ويضعف قدرتنا على التركيز على أمر واحد.
علاوة على ذلك، يوفر لنا الإنترنت بواسطة نقرة واحدة فقط، كماً هائلاً من المعلومات وفي أي وقت، وهو ما يغير طريقة تخزيننا وتقديرنا للمعلومات.
خطورة الإنترنت على الأطفال
ضرر الإنترنت لا يقتصر على البالغين فقط، بل يشمل الأطفال أيضا، لذلك حذرت الدراسة من إهمال الأطفال للأنشطة الضرورية لنموهم، مثل العلاقات الاجتماعية والحركة، وانشغالهم معظم الوقت بالأجهزة الذكية.
واليوم هناك مجموعة من التطبيقات والبرامج المتاحة التي يمكن للآباء استخدامها لتساعدهم على التحكم في الوقت الذي يقضيه أطفالهم مع الإنترنت أو هواتفهم الذكية.
علاوة على ذلك، ينصح الخبراء الآباء بالتحدث باستمرار مع أطفالهم حول تأثير العالم الافتراضي عليهم لتفادي الأضرار التي قد تحدث لهم لاحقا، مثل الإدمان أو التنمر الإلكتروني.
وللتقليل من الأضرار الناجمة عن الاستخدام المكثف للإنترنت، ينصح الخبراء بضرورة تنمية الوعي الذاتي وتقليل الأنشطة على الإنترنت، خاصة في المساء.