قالت وكالة رويترز إن الحكومة الصينية طلبت من العائلات الاحتفاظ بمخزون من الاحتياجات اليومية الأساسية تحسبا لحالة الطوارئ، وذلك بعدما أدى تفشى وباء كورونا والأمطار الشديدة غير المعتادة إلى ارتفاع فى أسعار الخضروات بشكل أثار مخاوف بشأن نقص الإمدادات.
وفي هذا السياق قال الدكتور علي الوعري، أستاذ أمراض الصدر ببكين، إن مطالبة الصين المواطنين بتخزين الطعام خبر حقيقي؛ لكنه موجه لمناطق ومقاطعات شمال الصين؛ بعد انتشار الإصابات الأخيرة التي تخطت 500 إصابة في عموم الصين.
وأضاف الوعري، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة صدى البلد، أن هناك تخوفًا من موجة وباء قادمة في الصين بفصل الشتاء؛ بسبب برودة الطقس وتجمع الناس بالمنازل، مطالبًا المواطنين بالتباعد الاجتماعي.
وأشار إلى أن وزارة التجارة الصينية أوضحت أن هذا التصريح صدر لتخفيف الضغط على اللجان المغلقة لتستطيع تقديم خدمات أفضل، مؤكدًا أنه لو أصبح هناك إغلاقات فستكون في الأماكن التي من الممكن أن يكون بها حالة تفش لفيروس كورونا.
وأوضح أن أسعار المواد الغذائية لم ترتفع بشكل كبير، لافتًا إلى أن الطعام متوفر ولا يوجد هناك أزمة نقص به، لافتًا إلى وجود ارتفاع في أسعار البترول.
وأكد أن الصين تصدر هذا الإعلان (الخاص بتخزين الطعام) سنويًا للمقاطعات؛ بسبب برودة فصل الشتاء؛ مما يتسبب في تعثر توصيل المواد الغذائية لبعض المناطق.
فيما قال الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي، وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، إن التغير المناخي أكبر تحد يواجه الكرة الأرضية منذ معرفة البشرية بالمناخ، لافتًا إلى حدوث خلل نتيجة التدخل البشري، مؤكدًا أن الزيادة السكانية يصاحبها حرق الوقود الأحفوري والغابات؛ الذي يتسبب في التلوث البيئي على مستوى العالم.
وأضاف، أن تاريخ التلوث بدأ منذ أن عرف العالم الثورة الصناعية؛ حتى أفقد التدخل البشري الهواء والمياه والغذاء قيمته؛ وهو الأمر الذي أضر بالإنسان في نهاية الأمر.
وتابع أنه لأول مرة يمكن أن نعتبر أن تغير المناخ بدأ في الـ 15 سنة الأخيرة، مشيرًا إلى أن إنبعاثات القارة الإفريقية من التلوث 4% فقط، وأمريكا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي يتسببوا في 80% من الانبعاثات حول العالم، ولا يمكن اعتبار أن تتسبب مصر بما يعادل عُشر هذه الدول من الانبعاثات.
وأوضح أن قطع حوض نهر الأمازون في البرازيل والتي كانت تعتبر مخزون صناعة الأكسجين تسببت في عدم القدرة على تعويض هذه الغابات الكثيفة، والتي تكونت على مدار ملايين السنين، كما أن الجليد الذي ذاب في القطب الشمالي تسبب في تملح الأرض وجعلها غير منتجة؛ بعد ارتفاع منسوب المياه عن سطح البحر.
ولفت إلى أن روسيا وأكثر من دولة قامت في الشتاء بتسيير سفن في القطب الشمالي وهو أمر لم يحدث من قبل، مؤكدًا أن التغيرات المناخية على مستوى العالم ستنعكس على المحاصيل الغذائية؛ مما يتسبب في ارتفاع الأسعار على مستوى العالم بعد تسبب ذلك الأمر في تقليل المساحات المزروعة.
وأشار إلى حدوث مشكلة في الإنتاج الغذائي على مستوى العالم، موضحًا أن العام الجاري (2021) شهد أعلى سعر للحبوب والمواد الغذائية بسبب التغيرات المناخية، والمضاربات على العناصر الغذائية الرئيسية.
وقبل اسبوعين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن هناك كل الأسباب للاعتقاد، بأن أزمة الغذاء في العالم ستزداد سوءً.
وأضاف بوتين في ختام أعمال منتدى فالداي الدولي، “في عدد من الدول وحتى في مناطق بأكملها، تظهر أزمة غذائية بشكل دوري، ولكن هناك كل الأسباب للاعتقاد، بأن هذه الأزمة ستزداد سوءا في المستقبل القريب“.
وأوضح بوتين، أن التشوهات المناخية واضحة لدرجة، أنه حتى الناس العاديين غير قادرين على التخلص منها، قائلا “إن التشوهات المناخية والتدهور البيئي واضحان لدرجة، أنه حتى أكثر الناس العاديين إهمالا غير قادرين على تجاهلها“.
وبشأن منظمة الأمم المتحدة، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنها قيمة يجب الحفاظ عليها.
وأضاف “منظمة الأمم المتحدة هي أهم مؤسسة دولية، وتظل قيمة دائمة للجميع، على الأقل في الوقت الراهن. أعتقد أن الأمم المتحدة في العالم المضطرب الحالي هي التي تحمل النزعة المحافظة على العلاقات الدولية، وهو أمر ضروري للغاية لتطبيع الوضع“.
ووفقا لبوتين، فإن الأمم المتحدة تتعرض لانتقادات كثيرة، ويقولون إنها لا تستطيع التكيف بسرعة مع التغيرات السريعة – “هذا أمر عادل جزئيا، بالطبع“.
وأوضح بوتين: “قد لا يكون هذا خطأ المنظمة نفسها فحسب، بل هو في المقام الأول خطأ أعضائها”، مشيرا إلى أنه “واجبنا هو الحفاظ على هذا الصرح، بالطبع من خلال إصلاح المنظمة“.
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الـ31 من مارس الماضي، أن الرأسمالية الجامحة، أمر غير مقبول من شأنه أن يؤدي إلى تدمير المجتمع والدولة والأعمال.