قال اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي، والشئون الأفريقية، إن منطقة القرن الأفريقي شهدت حروب ونزاعات كبيرة منذ القرن الماضي، من الحرب العالمية الثانية، وحتى الآن، ولعل آخر الحروب القريبة كان في عام 2006، عندما دخل الجيش الإثيوبي العاصمة مقديشو في الصومال للقضاء على المحاكم الإسلامية، وكان في ذلك الوقت حليفا للجيش الأمريكي، ومن أكبر شركائه للقضاء على الإرهاب في القرن الأفريقي.
وأكد عبد الواحد، أن منطقة القرن الأفريقي مشتعلة وتتأثر كلها ببعضها، وبالتالي فإن سقوط أديس أبابا له العديد من السلبيات على المستوى الخارجي والداخلي، موضحا أنه خارجيا، ستنتقل حالة عدم الاستقرار والفوضى إلى المنطقة بالكامل خاصة لأن هناك عمليات احتقان على الحدود بين إثيوبيا والسودان في منطقة الفشقة، وأيضا حالة من الاحتقان بين قوات إقليم تيجراي و أريتريا، بسبب مساعدة الجيش الأريترتي للجيش الإثيوبي في الجرائم في إقليم تيجراي نوفمبر 2020.
وأوضح أنه بسبب تلك النزاعات، وفي حال سقوط أديس أبابا، فإن حالة الفوضى ستعم المنطقة، وستنتشر النزاعات والحروب العسكرية في المنطقة بالكامل.
أما بالنسبة لـ مصير سد النهضة في وسط كل تلك الصراعات، فإن السد عليه حراسات شديدة، مكونة من فرقتين عسكريتين من الجيش الإثيوبي، ومنظومة صواريخ، لأن هذا المشروع بالنسبة للإثيوبيين هو مشروع قومي، وحالوا تصويره أنه تنموي، ولكنه لن يساعد إثيوبيا في التنمية لأن إثيوبيا لا تحتاج المياه والكهرباء بهذه الشدة، وإنما هو مشروع سياسي بالدرجة الأولى، يهدف إلى السيطرة على شرق أفريقيا، والمياه بالمنطقة.
وأوضح أن سد النهضة مأمن تماما من القوات الإثيوبية، وفي حال سقطت أديس أبابا في يد تيجراي، فإنهم سيحرصون على المشروع أيضا، لأن تيجراي هو من أسس سد النهضة، ويهدفون إلى مشروع تيجراي الكبير، وهو مشروع توسعي يهدف إلى الوصول إلى الامبراطورية الإثيوبية القديمة.
واختتم قائلا: “سيكون هناك حماية لسد النهضة سواء من الجيش أو قوات تيجراي، إلا في حالة انتشار الصراعات والحروب الأهلية، فلن تتمكن أي حكومة من تكاليف البناء والذي وصل لـ 80%، ويحتاج 20 من التعلية للوصول للمراحل النهائية في بناء السد والتشغيل الكامل”.