فى الوقت الذى لا يزال فيه رعب «كورونا» وتحوراته الجديدة والمتنوعة يسيطر على العالم، لا سيما أن منظمة الصحة العالمية أكدت مؤخرًا أن الفيروس سيظل متواجدًا لفترة ليست بالقصيرة، مع احتكار عدد من الدول لإنتاج اللقاحات المضادة، حيث تعطى أولوية لشعوبها وشعوب الدول الصديقة.
سيطرة عدد قليل من الدول على إنتاج لقاحات كورونا أظهرت حالة من النقص الشديد فى اللقاحات، خاصة فى الدول النامية، ما دعا منظمة الصحة العالمية لاتهام هذه الدول باحتكار اللقاحات، مؤكدة أن هذا الفيروس لن ينتهى إلّا بتكاتف العالم معًا، لكن فى ظل هذه الأجواء المعتمة والضبابية حول مصير «كورونا» وظهور تحورات جديدة له، بعضها أكثر شراسة وأسرع انتشارًا، يظهر شعاع أمل، وذلك من خلال توصّل علماء مصريين إلى إنتاج أول لقاح مصرى، يضاهى معظم اللقاحات العالمية الحالية، حيث أعلنت مصر مؤخرًا انتهاء التجارب المعملية وحيوانات التجارب وبدء المرحلة الأولى للتجارب السريرية على لقاح «كوفى فاكس»، بعد موافقة هيئة الدواء المصرية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أسامة عزمى، رئيس فريق التجارب السريرية للقاح «كوفى فاكس» بالمركز القومى للبحوث، في حوار مع المصري اليوم، أن المؤشرات الأولى للتجارب السريرية التي يتم إجراؤها على 3 مراحل، لم ترصد أي مشكلة تتعلق بالأعراض الجانبية على المتطوعين، لافتًا إلى أن اللقاح الجديد سيكون متواجدًا بمراكز التطعيم خلال من 6 لـ 9 أشهر بحد أقصى.
وقال «عزمى»: «نعلم حجم التحديات والمخاطر التي قد نتعرض لها، لكننا نعمل لهدف أسمى لمصر والدول العربية والإفريقية لإنتاج أول لقاح بعيدًا عن استحواذ الدول الكبرى على هذه الصناعة، خاصة أن حجم استثمارات اللقاحات تقدر بمئات المليارات من الدولارات، ولن يتم السماح لأحد بالاقتراب منها، مؤكدًا أن العالم دخل مرحلة «حروب الجيل السادس أو حروب الفيروسات» والتى لن تنتهى قبل عقدين من الزمان، وبالتالى فإن الدول التي لن تستطيع امتلاك القدرة على إنتاج اللقاحات ستظل «متسوّلة لها».
خلال شهرين سيتم الانتهاء من التجارب السريرية للمرحلة الأولى، والحمد لله وصلنا للعدد المطلوب، وبعد أسبوعين ستتم كتابة التجربة والتحليل الإحصائى ونشر النتائج دوليًا، وكذلك إعطاء هيئة الدواء تقريرًا مفصلًا عن اللقاح الجديد من أجل الدخول في المرحلة الثانية وهى التجربة الإكلينيكية على الإنسان، حيث لا يتم البدء فيها إلّا بعد إثبات أمان وفاعلية اللقاح في جميع التجارب السابقة، وبإجراءات شديدة الدقة والتعقيد.
وتابع، الفيروس عبارة عن بروتين طول ما هو خارج الجسم لا يزيد ولا يكبر، لكن بمجرد دخوله الجسم يتحول إلى «سوفت وير» للخلية وينتج بروتينات مشابهة والـ«كوفى فاكس» يتوجّه إلى الخلية لإنتاج أجسام مضادة، التي تتفاعل بدورها مع البروتين، وهناك 4 طرق، وهى «الفيروس المعطل» لكنه لا يسيطر على الخلية وينتج الأجسام المضادة التي تواجه الفيروس وهى التقنية الخاصة باللقاح المصرى، وهناك «فيروس الشوكة» الذي يجعل الخلية تنتج هذه الشوكة، فلا يستطيع الفيروس التثبت من الخلية، والطريقة الثالثة باستخدام جزء من الفيروس والتحميل على فيروس آخر، أمّا التقنية الرابعة «آر إن إيه» وهو عبارة عن الرسول الذي يرسل للخلية «الشفرة»، ثم يخرج جسم الإنسان إشارة لإنتاج الأجسام المضادة أتوماتيكيًا، لكن هذه الطريقة تحتاج تكنولوجيا عالية جدًا.
وأكد، قادر على إعطاء الحماية من جميع متحورات كورونا وبأمان وفاعلية كبيرة جدًا، وآخرها «متحور دلتا»، وحتى إن ظهرت أي متحورات أخرى، فهو يمتلك المرونة في التعديل مستقبلًا لأى متحورات.