كان العمل لمدة 40 ساعة في الأسبوع – أو 8 ساعات في اليوم – مفهومًا يُنسب غالبًا إلى الناشط العمالي الويلزي «روبرت أوينز» الذي دافع عن عبارة “8 ساعات عمل، و8 ساعات ترفيه، و8 ساعات راحة“.
ثم اشتهر المفهوم لاحقًا في عشرينيات القرن الماضي من قبل شركة صناعة السيارات الأمريكية هنري فورد، التي طالبت بـ 40 ساعة عمل لمدة 5 أيام في الأسبوع لجميع موظفيها، وأصبح هذا معيار العمل الذي اعتاد الكثير منا عليه بعد قرن من الزمان.
لكن هل العمل لمدة 8 ساعات فعالًا؟
يتفق العديد من الخبراء على أن العمل لساعات طويلة ليس مفيدًا للإنتاجية، ويمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة في صحتك العقلية والجسدية.
في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن العمل لساعات طويلة تسبب في زيادة الاكتئاب والتوتر والأفكار الانتحارية لدى الموظفين، بينما اكتشفت دراسة أخرى أن العمل 55 ساعة أو أكثر في الأسبوع مرتبط بمخاطر صحية كبيرة – بما في ذلك خطر الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 35٪ و زيادة خطر الوفاة بنسبة 17٪ بسبب أمراض القلب الإقفارية – مقارنة بمن يعملون لساعات أقل.
بينما تخطط العديد من الشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة البريطانية لتجربة أسبوع عمل مدته 4 أيام هذا الصيف، يقترح البعض الآخر أن العمل لساعات أقل كل يوم مهم أيضًا – خاصة بعد دراسة خلصت إلى أن غالبية العمال منتجين لمدة يومين فقط و 53 دقيقة في اليوم.
ما هو الطول الأمثل ليوم العمل؟، وفقًا لكتاب Alex Soojung-Kim Pang، الراحة: “لماذا تنجز أكثر عندما تعمل أقل“.
اكتشف بانج أن معظم الناس يزدهرون أثناء العمل 4 ساعات في اليوم، سواء كنا ننظر إلى العلماء، الكُتاب أو الطلاب، لأن الراحة كانت ضرورية للأداء مثلها مثل الممارسة.
كلما طالت مدة عملنا، حسب نظرية بانج، كلما انخفضت إنتاجيتنا، فبدلاً من العمل 8 ساعات أو أكثر بقدرة مخفضة، يجب أن نعمل لساعات أقصر تسمح لنا بتركيز جهودنا على العمل.