“لقد عبرنا بمصر وسيناء إلى مرحلة جديدة في تاريخ مصر، وتحولت الحياة من ظلام إلى نور ومن جحيم إلى جنة، وبدأت تشهد مدن العريش ورفح والشيخ زويد وكافة القطاعات، التعمير والتنمية والزراعة من جديد”.. بهذه الكلمات وصف أهالي شمالي سيناء الوضع الحالي، بعد 8 سنوات من جهود للقوات المسلحة والشرطة المدنية لدحر الإرهاب راح ضحيته المئات من الشهداء.
ووصف شيوخ وعواقل أبناء محافظة شمال سيناء عودة الحياة الطبيعية والتنمية والاهتمام بالمشروعات التنموية الاقتصادية الصناعية والزراعية والسياحية داخل أرض الفيروز بالمحافظة، بمثابة الفخر الكبير لمصر قيادة وحكومة وشعبا بانتصار الدولة بكافة مؤسساتها وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المدنية على التكفيريين وقوى الشر والظلام والإرهاب.
جاء ذلك في لقاءات لممثلي مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية العالمية ووكالة أنباء الشرق الأوسط إلى شمال سيناء، خلال زيارتهم التفقدية لمختلف مدن وقرى المحافظة، والتي نظمتها إدارة الشئون المعنوية، بعدما نجحت جهود قوات مكافحة الإرهاب من القوات المسلحة والشرطة المدنية في دحره.
وقام ممثلو وسائل الإعلام، بالتنقل والتحرك من خلال مجموعتين كبيرتين، داخل مختلف قرى ومدن وتجمعات شمال سيناء ومن العريش وحتى منطقة رفح، مرورًا بمدن الشيخ زويد وبئر العبد وعلى الشريط الساحلي، رصدوا خلالها استئناف حياة المواطنين “شمالي سيناء” لكل أنشطتهم سواء التعليمية أو التجارية وممارسة أعمالهم من دون أية قيود عانوا منها على مدى 8 سنوات من العمليات الإرهابية من جانب العناصر التكفيرية، حيث أجبرت تلك العناصر، المواطنين هناك، على ترك منازلهم وأعمالهم، حتى توقفت حياتهم.
وشاهد ممثلو وسائل الإعلام على أرض الواقع وعلى مدى يومين، مظاهر الحياة الطبيعية بالشوارع والأسواق والمدارس والجامعة مرورا بأشغالهم ولاسيما داخل الأسواق التي باتت نشطة، وخاصة مع دخول شهر رمضان المبارك.
وأكد أهالي شمال سيناء أن ما تشهده مدن وقرى المحافظة من تحركات نحو التنمية من كافة أجهزة الدولة بغرض عودة الحياة لطبيعتها، بتوفير خدمات عاجلة وحصر الاحتياجات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، يؤكد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة العامه للقوات المسلحة لتحقيق التنمية الشاملة والحقيقية داخل شمال سيناء.
“من قلب مدينة العريش“
وكانت بداية الجولة من قلب مدينة العريش، والتي تم الوصول إليها من دون أية عوائق، بعد عبور نفق “تحيا مصر” أسفل قناتي السويس القديمة والجديدة بمدينة الإسماعيلية واللذين ربطا الدلتا وأرض الفيروز “سيناء” بتكلفة بلغت نحو 5ر11 مليار جنيه.
وبدت الصورة الواقعية بمدينة العريش، والتي سجلها القلم ووثقتها عدسة الكاميرا، مختلفة تمامًا بعد 3 زيارات سابقة خلال نحو 3 سنوات، وتجسدت في حركة الأسواق، ولاسيما معرض “أهلًا رمضان” الذي شهد كافة السلع التي يحتاجها البيت وبأسعار لا تصدق، حتى بلغ سعر كيلو اللحوم البلدية 90 جنيهًا، وسط أصوات الأناشيد والأغاني الوطنية وغيره.
وأكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء في هذا الصدد، على التوجيهات الدائمة بالاهتمام بأبناء سيناء وخاصة محافظة شمال سيناء وتلبية الاحتياجات الأساسية لهم.
وقال المحافظ -في هذا الصدد- إنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات لضبط الأسعار في مختلف الأسواق، وتفعيل الرقابة التموينية بالتنسيق بين مديرية التموين والتجارة الداخلية ومباحث التموين، واصفًا غلاء الأسعار بغير المبرر.
وأشار إلى أن افتتاح معرض “أهلا رمضان” بمدينة العريش، لتوفير السلع التموينية ومستلزمات شهر رمضان الكريم بأسعار مناسبة، وذلك بالتعاون مع رجال التموين والغرفة التجارية لجهودهم في هذا الشأن، ومع التجار الذين فضلوا النظر إلى مصر بدلًا من النظرة الشخصية، وأنه تم النزول بالأسعار.
وقالت مدير عام مديرية التموين بالمحافظة أماني رسلان إنه تم الاتفاق مع التجار على نسبة ربح بسيطة، مشيدة بدور التجار في العمل على التخفيف عن كاهل المواطنين.
“مستشفى العريش“
رصد ممثلو وسائل الإعلام، حالة حركة الدخول والخروج بالمستشفى، والتي باتت تضم أجهزة حديثة لم تكن موجودة من قبل مثل أجهزة الرنين المغناطيسي والقسطرة الطبية وقسم العلاج الكيماوي لرفع العناء عن المواطنين للسفر إلى الإسماعيلية أو القاهرة.
وباتت مستشفى العريش “جامعية”، بعدما تقرر إنشاء كلية طب العريش، ومن المقرر أن تبدأ الدراسة بها اعتبارًا من العام الدراسي الجديد.
وقال وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء الدكتور طارق شوكة إن القطاع الصحي بالمحافظة شهد طفرة غير مسبوقة، سواء في العريش أو مستشفى بئر العبد.
وعبر الأهالي عن شكرهم للرئيس السيسي، لما لمسوه من تغيير كبير في القطاع الصحي بالعريش، مشيرين إلى أن المواطن يحصل الآن على كافة أوجه الرعاية الصحية بقيمة جنيه واحد هي ثمن تذكرة العيادات الخارجية.
وقد شهد مستشفى العريس عن تطوير مؤخرا بقيمة 134 مليون جنيه، حيث تم استحداث قسم القسطرة القلبية والرنين بالتنسيق والتعاون مع معهد القلب القومي بالقاهرة، وقسمي الاستقبال والطوارئ، وقسم النساء والولادة وجراحات اليوم الواحد، والعلاج الكيماوي كمرحلة أولي، وجار إنشاء مبني الغسيل الكلوي داخل المستشفي بقيمة 128 مليون جنيه، لخدمة نحو 700 مريض يتكبدون مشقة السفر للعلاج في محافظة القاهرة والمحافظات الأخرى، والتي أنشئت بالجهود الذاتية لأهل الخير وبدعم من وزارة الصحة المصرية، وتقدم مستشفى العريش الخدمة الصحية للمواطنين بجانب مستشفي العريش العسكري.
“أطفال مدرسة الشهيد الزملوط يدعمون الجيش“
وفى زيارة لمدرسة الشهيد الرائد محمد الزملوط للغات، شارك الوفد الإعلامي أطفال وشباب المدرسة وعددهم 859 طالبًا وطالبة طابور الصباح مع المعلمات وسط الأناشيد الوطنية رافعين أعلام مصر.
ورصد الوفد حب الأطفال لكل من يرتدى البزة العسكرية ، ملوحين بعلامة النصر لهم، في إشارة إلى حبهم وتقديرهم لرجال القوات المسلحة ودورهم في عودة حياتهم واستئناف دراستهم بشكل يومي وكامل.
“إحلال وتجديد“
كما شهدت مدينة العريش عملية إحلال وتجديد لمحطات المياه والكهرباء والتي باتت مهمة لحياة المواطنين بعد طول فترة عناء وقاسية، بجانب إحلال وتجديد لوحدات سكنية لعدد 105 عمارات ضمن مشروع إسكان التعاونيات بتكلفة 450 مليون جنيه، والتي تعرضت للتآكل بسبب قربها من البحر وتأثرها بعوامل التعرية ما أدى إلى تآكل الأعمدة.
وقال رئيس جهاز التعمير بشمال سيناء المهندس ناجى إبراهيم محمد إن هناك توجيهات من القيادة السياسية بالعمل على رفع مستوى معيشة المواطن السيناوي، بعد سنوات من المعاناة بسبب عمليات مواجهة التكفيريين.
“الحياة تدب من جديد بقرى ومدينة الشيخ زويد“
كما رصد ممثلو رجال الإعلام من صحافة وتليفزيون، عودة الحياة إلى كامل طبيعتها بقرى مدينة الشيخ زويد، بعدما كانت أرضًا للأشباح، حتى بلغ الأمر لأن باتت أرض المدينة مصدر نماء وزراعة وعون لأهالي العريش والقرى والمدن الأخرى بالمنتجات الزراعية من خضار “طماطم وبطاطس وخيار” وفاكهة، وقت موجة الغلاء “الوهمية” في أعقاب الحرب الروسية – الأوكرانية.
وتسعى محافظة شمال سيناء لجعل “أرض الفيروز” سلة الغذاء في مصر، وذلك من خلال زيادة رقعة الأراضي الزراعية وتحقيق التنمية كهدف استراتيجي، وقد تم بدء المشروع القومي لتنمية سيناء عام 1994 وتوصيل مياه النيل إلى سيناء عبر ترعة السلام التي تضيف مساحة 400 ألف فدان إلى الرقعة الزراعية منها 125 ألف فدان بالمحافظات المجاورة و275 ألف فدان داخل شمال سيناء، كما تم الاستفادة من محطة معالجة مياه بحر البقر التي تضيف مساحة 600 ألف فدان جديدة إلى زمام الأراضي الزراعية بالمحافظة، وسيتم البدء فورًا في تنفيذ المرحلة الأولى لاستصلاح وزراعة مساحة 460 ألف فدان يجرى إنشاء البنية الأساسية لها وتجهيزها للزراعة.
وقال الشيخ موسى أبو العراج أحد وجهاء قرية “أبو العراج” إن أسماء قرى شهدت على مدى نحو 8 سنوات من مواجهات للقوات المسلحة والشرطة المدنية للتكفيريين، باتت مجرد ذكرى للجميع.
بدوره، أوضح الشيخ إبراهيم أبو عليان بقرية “الظهير” أن الأمن والأمان قد عادا إلى أراضينا، مؤكدًا أن مخطط تقسيم مصر قد فشل على أرض سيناء.
ومن جانبه، وجه الشيخ محمد حسن مسعود “من مشايخ السواركة” رسالة إلى الشباب، مطالبًا إياهم بألا يترك نفسه للفكر الضال، لأنه السبب الرئيسي لأي تدمير وتخريب وهدم.
فيما أشاد الشيخ عبدالرحمن يوسف “أبو عيطة” بإرداة وعزيمة الرئيس السيسي حتى تم القضاء على “العذاب والإرهاب”، وقال “انتصرنا على العذاب والإرهاب بعد ترك منازلنا حتى عدنا إليها“.
“الطريق من العريش إلى رفح“
ووصل الوفد الإعلامي على مدينة رفح عبر طريق العريش – رفح، وهو الطريق الذي كان مفخخًا بمعدل كل متر، وذهب ضحيته على أيدي “التكفيريين” مئات الشهداء، حتى تم تغيير حركة تنقل أفراد الجيش والشرطة، عبر البحر بواسطة لنشات بحرية، والنزول منها في رفح، ثم العودة بحرا إلى العريش.
وفي مدينة رفح والتي تضم 11 قرية، باتت جميعها آمنة، أكد رئيس المدينة المهندس مصطفى محمد مصطفى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالمدينة السكنية الجديدة بتمويل من وزارة الإسكان، وتنفيذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى ضمت 41 عمارة بإجمالي 656 وحدة عبارة عن دور أرضي و3 أدوار متكررة، وتبلغ مساحة الدور 480 مترًا، وتبلغ مساحة الشقة الواحدة 120 مترًا، بخلاف 400 بيت بدوي، مساحة البيت 300 متر، يتم البناء على مساحة 140 مترًا.
وأشار محافظ شمال سيناء إلى عودة المواطنين إلى قرى الشيخ زويد الذين تركوها، مؤكدًا أنه أعطى توجيهاته للجهاز التنفيذي بتقديم كافة الخدمات للمواطنين، والتيسير عليهم، معلنًا عن دعم المزارعين بشتلات الزيتون والمعدات الزراعية بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
كما أكد استمرار صرف التعويضات الخاصة بالمواطنين سواء للمباني أو المزروعات بعد زيارة نسبة التعويض 50%.
وقد انتهت جولة الوفد الصحفي والإعلامي من مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، وسط انبهار بالتغيير الذي حدث شمالي سيناء، وكيف أمكن عودة حالة الهدوء والاستقرار لمواطنين أبرياء عانوا جراء فكر تكفيري، ليتبدل الحال، بعدما نجحت جهود القوات المسلحة والشرطة المدنية في دحره، وعاد عدد كبير منهم مؤخرًا، تاركًا وراءه أفكاره التكفيرية، بحسب تصريحات لمسئولين موثوق فيهم شمالي سيناء.
وأنهى الوفد رحلته عائدًا إلى القاهرة بعد يومين، ولم ينته دور رجال مصر من الجيش في دعم عمليات البناء والتنمية بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتعود شبه جزيرة سيناء إلى حضن مصر، وبما يؤكد على فشل مخطط تقسيم سيناء.