جاء الرئيس السيسي ليكتب عهدا جديدا لمصر بعد أن عاشت ثلاث سنوات عجاف بداية من أحداث 25 يناير 2011 مرورا بحكم جماعة الإخوان 2012 – 2013، والذي معه تراجعت مصر للخلف كثيرا، من حيث الاستقرار والدور الإقليمي والدولي وحتى في مجالات عدة.
كما عهده المصريون شجاعا ومحبا لوطنه استطاع الرئيس السيسي خلال فترة 8 سنوات أن ينقل مصر إلى مرحلة أكثر تطورا وأكثر استقرارا وتوجدا على كافة المستويات الدولية بجانب تحقيق مجموعة من الإنجازات لم تكن لولا الصبر والإيمان بقيمه الوطن أن تتحقق.
وشهدت السنوات الثماني من حكم الرئيس السيسي وفي إطار جهود التنمية الشاملة في كافة محافظات الجمهورية تغيير نظرة الدولة للصعيد، فقد عاش صعيد مصر، سنوات طوال من التجاهل والإهمال وغابت عنه عين الدولة ولم تتاح له أي فرص للتنمية بما يكفل لأهله حياة كريمة ويساهم في الارتقاء بأحوالهم المعيشية ويعينهم على متطلبات حياتهم ويكون عامل مساعد في وقف الزحف من الريف إلى الحضر واستغلال ما ينعم به الصعيد من ثروات تكمن في البشر.
وجه جديد مشرق وسنوات من العمل الذي لا يتوقف ليل نهار بدأت مع قدوم الرئيس السيسي إلى سدة الحكم في مصر “يونيو 2014″، من أجل انتشال الصعيد من أزماته والارتقاء به وبأوضاع أهله الذين عانوا لسنوات طوال من الإهمال وغابت عنهم أية فرص للحياة.
وقرر الرئيس وخلال زيارة إلى قلب الجنوب، حيث منبع الخير والنماء وأول شاهد على جريان شريان النيل رفع المعاناة عن أهل الصعيد وإظهار الوجه المشرق لـ محافظاته واستغلال ما بها من طاقات بشرية وثروات طبيعية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية وكفل بهذه المهمة لكافة أجهزة الدولة ومن بينها هيئة تنمية الصعيد.
وتم رصد مليارات الجنيهات لتغيير واقع الصعيد وزيادة الفرص التنموية والاستثمارية به، فمصر وفي عهد السيسي بذلت جهودا كبيرة واقامت مشروعات عملاقة، لتغيير وجه الصعيد بشكل غير مسبوق، وتعزيز البنية التحتية وبناء مجتمعات عمرانية جديدة، وشبكة طرق إقليمية عملاقة.
طفرة تنموية فريدة بالصعيد
ولأول مرة شهد صعيد مصر نهاية 2021، أسبوعا كاملا من الافتتاحات المتتالية للمشروعات التنموية العملاقة في كافة القطاعات والتي من شأنها أن تحسن كثيرا مستوى معيشة المواطنين في الجنوب ووضعهم في بؤرة اهتمام الدولة.
وتعكس هذه الافتتاحات رؤية الرئيس السيسي في العمل بوتيرة متسارعة وفي كافة القطاعات على التوازي لتحقيق طفرة تنموية كبيرة تضع الصعيد ومصر بكاملها في المكانة التي تستحقها، وتحقق للمواطنين في جميع ربوع الجمهورية دون استثناء الحياة اللائقة بهم دون ترك أحد خلف الركب وتعويض ما فات.
إن ما يميز الفترة الراهنة التي نعيشها، هو إيمان القيادة السياسية بقدرات المصريين وسعيها لتوفير البيئة المناسبة لهم ليحققوا انطلاقة كبيرة للحاق بركب العصر، وكذلك اقتناع القيادة المصرية بأهمية العلم وضرورة تبني أحدث التكنولوجيات وتعظيم القيمة المضافة، وعدم الاكتفاء بالحد الأدنى من الإنجازات، بل السعي لمنافسة أكثر الدول تقدما في كل قطاع من القطاعات.
وبدأت سلسلة افتتاحات المشروعات التنموية الكبرى في الصعيد والتي تضخ فيها الدولة 1ر1 تريليون جنيه سنويا منذ عام 2014 من مدينة أسيوط، حيث شهد افتتاح مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول بمحافظة أسيوط، وهو أكبر مجمع بترولي في الوجه القبلي، ويهدف لتأمين إمدادات البنزين لأهالي محافظات الصعيد، وتوفير تكلفة نقله من معامل التكرير القائمة بالقاهرة والإسكندرية والسويس لمناطق الصعيد المختلفة.
كما افتتح السيسي، عددا من المشروعات التنموية شملت محطة مياه أبو قرقاص بالمنيا، ومحطة صرف صحي أبو شنب بالفيوم، وتوسعات محطة مياه دشنا، بالإضافة إلى مستشفى الأطفال التخصصي بالأقصر، ومستشفى سمالوط التخصصي، ومستشفى الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنيا، وتوسعات مستشفى طب أسنان بجامعة أسيوط.
ومن قنا، افتتح الرئيس السيسي، المجمع الصناعي بمدينة البغدادي بمحافظة الأقصر، والمجمع الصناعي بمدينة بياض العرب بمحافظة بني سويف، والمجمع الصناعي بالمطاهرة بمحافظة المنيا، والمجمع الصناعي بمحافظة قنا، والمجمع الصناعي بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، كما يجري العمل بخمس مجمعات صناعية أخرى.
مشروعات تفوق نطاق العقل
كما افتتح الرئيس السيسي كذلك عددا من مشروعات محاور الطرق والنقل ولا سيما محاور النيل، وتضمنت: محور قـوص بمحافظة قنا بطول 19 كيلومترا ويربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الزراعي شمال مدينة سمالوط والطريق الصحراوي غربا عبر نهر النيل، ومحور عدلي منصور بمحافظة بني سويف بطول 7 كيلومترات ويربط بين البر الشرقي للنيل (طريق الصعيد الحر عن طريق وصلة بياض العرب) وبين البر الغربي للنيل (طريق الفيوم بني سويف).
كما تضمنت محاور الطرق والنقل، محور سمالوط بمحافظة المنيا النيل بطول 24 كيلومترا ويربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الزراعي شمال مدينة سمالوط والطريق الصحراوي غربًا عبر نهر النيل.
وتضمنت الافتتاحات أيضا محور كلابشة بمحافظة أسوان بطول 23 كيلومترا ويربط الطريق الزراعي شرقا بالطريق الزراعي الغربي والطـريق الصحراوي غربًا عابرًا نهر النيل جنوب كلابشة، محور ديروط الفرافرة المرحلة الأولى بطول 15 كيلومترا ويربط بين شرق وغرب النيل.
كما تضمنت الافتتاحات عددا من مشروعات تطوير الطرق الرئيسية ومنها: تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي (القاهرة/ المنيا) بطول 230 كيلومترا، ازدواج طريق (سفاجا- القصير- مرسى علم) بطول 200 كيلومتر، بالإضافة إلى عدد من الكباري والمزلقانات ومنها: كوبري میدان المديرية بمحافظة بني سويف، كوبري البلينا بمحافظة سوهاج، كوبري أعلى مفيض توشكي.
بجانب متابعة الرئيس السيسي مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتنمية الريف المصري وصعيد مصر لحظة بلحظة.
وفي توشكى، شهد الرئيس السيسي افتتاح مشروعات استصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية في منطقة توشكي بمحافظة أسوان، من بينها المشروع القومي “توشكى الخير”، وذلك في إطار جهود الدولة لتحقيق نهضة تنموية متكاملة.
ويعد “توشكى الخير” أكبر مشروع استصلاح زراعي في منطقة الشرق الأوسط، وأحد المشروعات القومية العملاقة التي نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في إعادة الحياة لها بعد فترة من التدهور أصابت المشروع الذي يقع جنوب أسوان.
السيسي وأزدهار صعيد مصر
وشهد الرئيس السيسي آخر ما تم إنجازه في المشروع من تطوير واستصلاح وزراعة أكثر من 2 مليون نخلة فضلا عن شق الترع وحفر الأبار لتوفير المياه اللازمة للزراعة لتأمين الأمن القومي الغذائي للمصريين باعتباره من أهم أولويات القيادة السياسية الحالية والمستقبلية، باستخدام أحدث أساليب الزراعة ووسائل الري في العالم في العديد من المشروعات القومية، وأبرزها مشروع المليوني فدان والذى يشمل مشروعات قومية عديدة منها توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة ومستقبل مصر ومشروع استصلاح وزراعة الأراضي بشمال ووسط سيناء.
ومن أسوان، شهد الرئيس افتتاح عدد من المشروعات القومية والاستراتيجية بقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بمحافظات صعيد مصر، وفى مقدمتها مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية أكبر مجمع محطات لتوليد الكهرباء النظيفة على مستوى العالم.
وافتتح الرئيس السيسي أيضا عددا من المشروعات في مجال الكهرباء في صعيد مصر، كما افتتح تحويل محطة غرب أسيوط من الدورة البسيطة إلى العمل بنظام الدورة المركبة، ومركز تحكم سمالوط الإقليمي، ومحطة محولات إسنا الجديدة.
وشهد الرئيس السيسي افتتاح أعمال التطوير والتوسعات الجديدة في مصنع اليوريا ونترات الأمونيا بمنطقة كيما بمحافظة أسوان، حيث يعد هذا المصنع من أهم الصروح العملاقة في صعيد مصر، وتبلغ طاقته الإنتاجية 1200 طن يوميا من الأمونيا واليوريا المحببة، وبلغت تكلفة التطوير أكثر من 11.6 مليار جنيه، حيث إن مصر أصبحت سادس أكبر منتج وخامس أكبر مصدر لليوريا على مستوى العالم.
كما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، محلج الفيوم المطور، والذي يخدم الصناعات القائمة على زراعة القطن في إطار حرص الدولة على تعظيم القيمة الماضة وزيادة العائد.
وعقب ذلك، افتتح الرئيس السيسي، عددا من مشروعات الإسكان في صعيد مصر، شملت المشروعات: مدينة أسوان الجديدة، والمرحلة الأولي بمدينة غرب قنا، والمرحلة الأولى من مدينة ناصر غرب أسيوط، والإسكان الاجتماعي بقنا الجديدة، وإسكان جنة بالمنيا الجديدة، والإسكان الاجتماعي بأسيوط الجديدة، والإسكان الاجتماعي بالمنيا الجديدة.
إنفاق أكثر من تريليون جنيه
وفي هذا الصدد، قال اللواء شريف صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، إن اهتمام الرئيس السيسي بصعيد مصر تبعث برسائل الدعم والحب لأهلنا في الصعيد، وأن القيادة السياسية مع المواطن الصعيدي جنبا إلى جنب لتحقيق التنمية.
وأوضح صالح ـ في تصريحات لـ”صدى البلد”، إن الرئيس السيسي، افتتح 20 مشروعا لخدمة أهالينا في الصعيد لتشغيل أكبر عدد من شبابنا وتحقيق التنمية والحياة الكريمة وإقامة مستقبل واعد لهم، وبالفعل كانت محافظات الصعيد، تعاني من عدم توافر مشتقات البترول والبنزين، حيث كان يتم دعمها بهذه المنتجات من معامل التكرير في الإسكندرية والسويس، وكان النقل وتكلفته وزمنه يتسبب في مشاكل نقص إمداد الصعيد بمشتقات البترول، ولكن الرئيس السيسي افتتاح مجمع تكرير البترول والبنزين في أسيوط، سيساعد في القضاء على هذه المشكلات.
وتابع: ما فعلة الرئيس السيسي بصعيد مصر هو عيدا للصعيد، وتعويضه عن الإهمال لسنوات، فمنذ تولي الرئيس السيسي الحكم في مصر “يونيو 2014″، أنفقت الدولة تريليون جنيه وأكثر على مشروعات التنمية، أي أننا أنفقنا ما تم إنفاقه على مدار 30 عاما في 8 سنوات فقط.
وأضاف أن “كل هذا بجانب تنفيذ مشروعات تنموية بالاشتراك مع جميع أجهزة الدولة وبتوجيهات الرئيس السيسي، قاربت الـ 4000 مشروع، ما بين بنية أساسية، وطرق ومحاور على النيل، ومحطات تنقية المياه، ومحطات الصرف الصحي، والكهرباء والغاز والاتصالات ومصانع إنتاج السلع الاستراتيجية“.
وأكد أننا “نتحرك في إطار رؤية مصر 2030، وجميع المشروعات التنموية، تعمل وفق الرؤية، لبناء الجمهورية الجديدة، وإقامة نقلة حضارية للشعب المصري، في جميع محافظاته وخاصة الصعيد، والذي يعتبر القوة الدافعة للاقتصاد المصري ودخلها القومي“.
واختتم قائلا: مصر هي بوابة أفريقيا الشمالية، والصعيد هو الأقرب للتنمية والتصدير للدول الأفريقية، ومن ضمن أوجه التنمية هو إقامة محور لوجيستي، عبر إنشاء الموانئ الجافة في محافظات الصعيد، والتي تجمع منتجات الصناعات من جميع محافظات الجمهورية، ثم تصديرها إلى الدول الإفريقية، ليصبح الصعيد هو بوابة الاتصال بين مصر وأفريقيا.