استطاعت الدولة المصرية الخروج من نفق الظلام إلى تحقيق النور والعبور بجميع القطاع إلى بر الأمان، وجاء القطاع الزراعي، الأمن القومي الغذائي على أهم أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسي فشهدت الثروة الحيوانية والثروة السمكية طفرة كبيرة، حيث كان المشروع القومي للاستزراع السمكي ببركة غليون، من أهم المشروعات التى أطلقها الرئيس، حيث كانت تحتل مصر المركز السابع عالميا فى الاستزراع السمكى طبقا لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، كما تحتل المركز الأول إفريقيا في إنتاج الأسماك.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة المُنفذة لمشروع المزارع السمكية في بركة غليون بكفر الشيخ، الدكتور عادل المسلماني، إن المشروع يُعد نموذجيا لأنه يضم كل شيء مساعد له في الإنتاج بما في ذلك مركز “البحث والتطوير” المسئول عن مراجعة كافة الأبحاث الخاصة بالأسماك، موضحًا أن المشروع ساهم في تغيير ديموغرافيا “غليون” وتحويلها من منفذ للهجرة غير الشرعية إلى مدينة صناعية متكاملة.
ويبلغ إنتاج مصر من الأسماك حاليًا 2.2 مليون طن منها 80% من الاستزراع السمكي، و20% من المصايد الطبيعية بزيادة 100 ألف طن عن العام الماضي، بحسب تقرير صادر عن هيئة الثروة السمكية في يوليو الماضي.
وأكدت هيئة الثروة السمكية، أن السبب في زيادة الإنتاج هو نشر ثقافة الاستزراع السمكي المكثف في أحواض أسمنتية، وكذلك الاستزراع السمكي نصف المكثف للاستغلال الأمثل لمواردنا المائية ولزيادة إنتاجية الأسماك، موضحةً أنه من ضمن الأسباب أيضا الانتهاء من عمل خريطة زيادة الإنتاج والمخزون السمكي، والرفع المساحي لمناطق سواحل البحر الأحمر للاستزراع، وتنمية البحيرات والمسطحات والمفرخات وموانئ الصيد، والتوسع بأسماك المائدة والاستفادة من استاكوزا المياه العذبة وإطلاق أكبر مشروع لإنتاج الجمبري “الفانمى” و”فواكه البحر” و”الإستاكوزا” لزيادة التصدير والمعروض المحلي.
وتابع المسلماني أن المشروع وفقا لدراسات الجدوى الصينية كان يحتاج ثلاث سنوات كي يبدأ، والدراسات الإيطالية قالت إنه يحتاج خمس سنوات، إلا أن المشروع تم إنجازه خلال 18 شهرا فقط، مؤكدًا أن المزرعة واحدة من أفضل 5 مزارع على مستوى العالم، ولا يوجد في إفريقيا مزرعة مماثلة.
ويقع المشروع في منطقة بركة غليون، بمركز مطوبس، شمال محافظة كفر الشيخ، وتقام المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 4000 فدان، بتكلفة مليار و700 مليون جنيه، والمرحلة الثانية ستقام على مساحة 9000 فدان، ويضم المشروع مفرخ اسماك وجمبرى على مساحة 17 فدانا بطاقة 20 مليون إصبعية أسماك بحرية و2 مليار يرقة جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالي 453 حوض تربية، و155 حوض تحضين ومزرعة إنتاج الجمبري باجمالي 655 حوض تربية، ومزرعة إنتاج أسماك المياه العذبة بها 83 حوضا، ومركز أبحاث وتطوير وتدريب على مساحة 700 متر مربع، ومصنع أعلاف للأسماك البحرية على مساحة 1518 مترا مربعا بطاقة إنتاجية 120 ألف طن سنويًا.
كما يضم مصنع أعلاف للجمبري على مساحة 567 مترا مربعا بطاقة إنتاجية 60 ألف طن سنويًا، ومصنع لعبوات الفوم على مساحة 1200 متر مربع بطاقة إنتاجية 900 /1500 كيلو جرام يوميًا، ومصنع للثلج على مساحة 448 مترا مربعا بطاقة إنتاجية 40 طن ثلج مجروش يوميا، و20 طن ثلج بلوكات يوميا، ومصنع تجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط، على مساحة 19695 مترا مربعا.
ويوفر المشروع 8 آلاف فرصة عمل، بينها 3 آلاف فرصة عمل مباشرة و5 آلاف فرصة غير مباشرة، فضلا عن انخفاض أسعار الأسماك بمتوسط 20 أو 30%، وهناك أنواع يمكن أن يتم تصديرها لإدخال العملة الصعبة لخزانة الدولة.
وأكد جميع العاملين بقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بقناعتهم التامة بأنهم جنود فى الجيش الأخضر، مسئولون أمام الله وأمام ضمائرهم عن توفير الكميات اللازمة من الغذاء الآمن للمواطنين، مهما كانت الظروف، راجين المولى عز وجل أن يحفظ مصر.
وقال الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة إن السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أصدر توجيهاته لكافة العاملين بالقطاع، باستمرار عجلة الإنتاح لتلبية احتياجات المواطنين من البروتين.
وأكد سليمان توافر جميع المواد الغذائية البروتينية بكميات تغطى الاحتياجات، مضيفًا أننا نعمل على قدم وساق فى سيمفونية عمل وتنسيق متكامله، بين كافة القطاعات المسئولة عن توفير البروتين الحيوانى بشكل أمن وصحى، وأن هناك دعما كبيرا للقطاع من المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة.
مشروع البتلو
وجاء المشروع القومي لإحياء البتلو ضمن عدد من المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ أن تولى مقاليد البلاد ليكون من ضمن المشروعات القومية التى تعمل على تقليل الفجوة بين حجم الاستيراد والاستهلاك من اللحوم الحمراء، حيث خصصت الدولة 100 مليون جنيه للمشروع القومي لإحياء البتلو في 2017، وزادت المخصصات المالية للمشروع لـ 3.6 مليار خلال 2020، وزادت لأكثر من 7 مليارات جنيه حتى الآن.
وكان قد صرح السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن القطاع الزراعي شهد طفرة وإنجازات غير مسبوقة فى عهد الرئيس السيسي خلال الـ7 سنوات الماضية والتى ساهمت فى حجم زيادة الإنتاج المحلي ورفع صادرات مصر الزراعية على جميع مستويات القطاع الزراعي الأمر الذي بات واضحا فى ارتفاع الأرقام التى تسجل فى هيئة الصادرات الزراعية كل عام.
وأضاف القصير، أن مشروعات الثروة الحيوانية كانت محل اهتمام الرئيس السيسي منذ تولية الحكم فى مصر، حيث وجه بإحياء مشروع البتلو للعمل على تقليل الفجوة بين الاستيراد والانتاج فى اللحوم والعمل على الوصول إلى الاكتفاء الذاتى منها خلال السنوات المقبلة.
وأوضح وزير الزراعة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع أنشطة القطاع الحيواني بشكل يومي حيث إنه وجه بمضاعفة التمويل المتاح لمشروع البتلو بمقدار 2 مليار جنيه إضافية، ليصل لأكثر من 7 مليارات جنيه حتى الآن، استفاد منه حوالي 40 ألف مستفيد لشراء أكثر من 460 ألف رأس ماشية، لتوفير اللحوم والذي أدي إلى ثبات أسعار اللحوم على مدار العامين.
وتابع القصير أن هذا المشروع شهد طفرة كبيرة منذ السنوات الماضية حيث زاد حجم الإقبال عليه من قبل المربين وبالتالى تواجدت اللحوم الحمراء فى السوق المصري وهذا شاهدناه أثناء أزمة فيروس كورونا المستجد لم يحدث ارتفاع فى الأسعار هذا العام ويأتى هذا بسبب نجاح المشروع والمنظومة التى أرساها الرئيس السيسي فى العمل عليه.
وأشار وزير الزراعة إلى أن المشروع القومى للبتلو بشقيه المحلى والمستورد، يعمل على توفير لحوم حمراء بالسوق، مؤكدًا أن استلام وزارة التموين نسبة من الرؤوس بعد تسمينها من المستفيدين بسعر عادل وطرح لحومها فى منافذها بسعر مناسب يساهم فى توازن وثبات الأسعار بالأسواق سواء كانت الرؤوس الحية للمواشى – أو أسعار اللحوم الحمراء.
وأكد المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، أن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة شهد طفرة وانجازات غير مسبوقة فى عهد الرئيس السيسي حيث تم إطلاق عدد غير مسبوق من المشروعات القومية فى هذا القطاع ومنها المشروع القومي لإحياء البتلو.
وأضاف الصياد أن توجيه الرئيس السيسي بمضاعفة التمويل المتاح لمشروع البتلو بمقدار 2 مليار جنيه إضافية، ليصل لأكثر من 7 مليارات جنيه حتى الآن، لتوفير اللحوم والذي يعكس حجم اهتمام الرئيس بهذا القطاع والذي أخذ على عاتقه النهوض به وتحقيق الاكتفاء الذاتى من هذه القطاع فى السنوات المقبلة.
وأوضح نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، أنه تم تمويل وإقراض ما يقرب من 2 مليار و624 مليون جنيه لعدد 15 ألف مستفيد، بإجمالي عدد رءوس ماشية حوالي 183 ألف رأس ماشية، مشيرًا إلى أن هذه الرءوس في حالة ذبحها كبلتو بأوزان صغيرة، كانت ستعطي 5 آلاف طن لحوم، ولكن بتسمينها لحوالي 400 كيلو جرام على الأقل ودخولها في المشروع القومي للبتلو يتضاعف الناتج.
قال علاء فاروق، رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، إن البنك يولي أهمية كبيرة للمشاركة في تنمية الثروة الحيوانية ورفع كفاءتها الإنتاجية وتمويل مشاريعها، خاصة المشروع القومي للبتلو تماشياً مع توجيهات رئيس الجمهورية.
وأضاف فاروق، أن البنك ضاعف البنك التمويل المتاح للمشروع بعد موافقة البنك المركزي المصري بالتنسيق مع وزارة الزراعة، حيث وصل إجمالي التمويل الذي منحه البنك الزراعي في إطار المشروع القومي للبتلو حتى سبتمبر الماضي إلى أكثر من 2 مليار و600 مليون جنيه، تم منحه لتربية نحو 181 ألف رأس ماشية لأكثر من 15 ألف مستفيد.
وأوضح أنه تم ضخ القيمة التى وجه الرئيس السيسي بتمويلها فى المشروع القومي للبتلو وذلك اهتمامًا من الرئيس بصغار المربيين والفلاح المصري الذي جاء على أولويات الرئيس فى جميع قراراته.
ويهدف المشروع إلى عدة محاور أهمها:
1- الحفاظ على المواليد الذكور الناتجة من الأبقار والجاموس، حتى بلوغلها سن الذبح القانونى “400 كيلو كحد أدنى” وكذلك حماية المواليد الإناث حتى دخولها فى مرحلة البلوغ الجنسي، ودخولها مرحلة “التعشير” ثم الإنتاج.
2- رفع الإنتاجية من اللحوم الحمراء للوحدة الإنتاجية الواحدة “عجل – بقري عجل جاموس” من 100 كيلو إلى 400 كيلو.
3- فتح فرص تشغيلية لمشاريع ذات مردود اقتصادي جيد لشباب الخريجين لتعميق الفكر الإنتاجي.
4- تعميق الشراكة المجتمعية، وعلى نطاق واسع بتشجيع صغار المربين فى الدخول فى منظومة تسمين البتلو، حيث إنها تشكل 90% من حائزي الثروة الحيوانية.
5- مساهمة الجمعيات والشركات مع الحكومة فى حل مشكلة العجز فى اللحوم الحمراء.
6- المساهمة في توفير اللحوم الحمراء، بسعر في متناول الأغلبية، من خلال ضمان الاستمرارية الناجحة للمشروع بتخفيض مستلزمات الإنتاج “الرعاية البيطرية – الحصة الشهرية من الردة المدعمة – توفير علف ذي جودة عالية”، وكذلك تطبيق منظومة التعداد “ترقيم وتسجيل” والتأمين.
مشروع المليون رأس ماشية
انطلق مشروع المليون رأس ماشية من منطقة غرب النوبارية بمحافظة البحيرة، وعلى مساحة 350 فدانا تتبع مركز البحوث الزراعية بطريق مصر إسكندرية.
وتستهلك مصر سنويا 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء منها 60% من لحوم مستوردة من الخارج، و30% من استهلاك اللحوم مجمد، و30% يذبح فى الداخل، و40% من الكمية يتم إنتاجها من الذبح المحلى، كما أن متوسط نصيب المواطن المصرى من استهلاك اللحوم يصل إلى 8 كجم، يرتفع هذا المتوسط ليصل إلى 30 كجم فى الولايات المتحدة و28 كجم فى أوروبا و40 كجم فى البرازيل.
وكان آخر تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة ب وزارة الزراعة أوضح، أن تعداد قطعان الثروة الحيوانية بمصر يبلغ 18 مليونا و250 رأسًا منها 3.8 مليون رأس من الجاموس، و4.7 مليون رأس من الأبقار، و5.4 مليون رأس من الأغنام و4.2 مليون رأس من الماعز، وحسب التقرير تبلغ درجات الاكتفاء الذاتى من اللحوم البيضاء حوالى 90%، ولحوم حمراء 60% وبيض المائدة 100% ومن الألبان 80%.
يبدأ مشروع المليون رأس ماشية، بـ200 ألف رأس من الأبقار، منها 180 ألف رأس عجول تسمين، و20 ألف رأس أبقار حلابة يتم استيرادها من الخارج، كما تم تخصيص محطتين للإنتاج الحيوانى فى منطقة “اليشع” بالنوبارية للمشروع إلى جانب محطة أخرى تابعة لصندوق التأمين على الماشية بهيئة الخدمات.