يعتبر ميناء شرق بورسعيد جوهرة شرق البحر المتوسط الطريق البحري الدولي الذي يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بجنوب وشرق آسيا، والذي يمر من خلاله 20٪ من تجارة الحاويات الدولية وأكثر من مليار طن من البضائع سنويًا، لموقعه المتميز على المدخل الشمالي لقناة السويس.
يضم الميناء 10 أرصفة بحرية بطول 5 كيلومترات وعمق 18 متراً، ما بين الجهتين الشرقية والغربية للميناء ليكون أحد الموانئ المحورية التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وقد قامت المنطقة الاقتصادية بعدد من أعمال التطوير بمنطقة شرق بورسعيد لاستقطاب الاستثمارات المتنوعة، خاصة مع تكامل الميناء الملاصق للمنطقة الصناعية ومتاخمتها لمناطق لوجستية من شأنها جعل هذه المنطقة متكاملة لتوطين صناعات مستهدفة ترتكز عليها خطة الهيئة الاقتصادية خلال 2020/2025 وضمن رؤية مصر 2030 في توطين بعض الصناعات التي يتجه أنظار العالم إليها، وتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
وعن أعمال التطوير التي انتهت الهيئة الاقتصادية منها لاستقبال شرق بورسعيد المتكاملة للعديد من المشروعات، فقد تم تحسين التربة لساحات التداول للأرصفة الجديدة لـ 6 ساحات وصلت نسبة التنفيذ منها إلى 99% لـ 2 ساحة، وجار تنفيذ 4 ساحات تداول للأرصفة من المقرر الانتهاء منها خلال 2023/2024، بالإضافة إلى أعمال للبنية التحتية تضمنت الصرف الصحي والمياه وخط أنابيب ناقل المياه وخزانات التجميع ومضخة المياه العذبة، وقنوات الاتصال وشبكات التوزيع.
أما بالنسبة للمنطقة الصناعية، فقد تم تنفيذ أعمال الطرق من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة شريك نجاح وإنجازات هذه المنطقة المتكاملة المدعومة بمشاريع ومرافق بنية تحتية ضخمة، فقد تم تحسين التربة للمنطقة الصناعية لمساحة 20 مليون متر مربع كمرحلة أولى بنسبة 85% تنتهي إجمالي المساحات منها يونيو 2023، أما أعمال تطوير شبكة الطرق بنحو 65 كم وصلت نسب التنفيذ بها إلى 90%.
ما قامت المنطقة الاقتصادية بأعمال شبكات الكهرباء الرئيسية، حيث تم تنفيذ شبكة كابلات بإجمالي 400 كم وإنشاء محطة محولات بقدرة 3/175 ميجا، فضلاً عن رفع كفاءة الموزعات داخل المنطقة كما تم تنفيذ خط مواسير بطول 18 كم لشبكات المياه كمرحلة أولى لإمداد المنطقة بالمياه، بجانب الأعمال الخاصة بشبكات الصرف التي تنفذ حالياً مثل شبكات مواسير بإجمالي 100 كم، وإنشاء 4 محطة رفع لمياه صرف صحي بطاقة إجمالية 200 ألف متر مكعب يومياً ومحطة معالجة مياه الصرف بطاقة 25 ألف متر مكعب/يوم.
على جانب آخر، تم الانتهاء من إنشاء المعامل المركزية داخل الميناء لخدمة المتعاملين معها، حيث يقام المعمل الصناعي على مساحة 550 م2 بتكلفة تقدر بنحو 38 مليون جنيه، والذي يتضمن مدخلا خدميا، ومنطقة استقبال عينات، و12 معملاً بمساحات مختلفة، وذلك تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، بضرورة تيسير خدمات الفحص وإنشاء معامل مركزية بجميع الموانئ الرئيسية، حفاظاً على جودة أداء العمل، مع تقليص زمن الإفراج الجمركي، بينما يقام المعمل الغذائي/ الزراعي على مساحة 550 م2 لصالح هيئة سلامة الغذاء، لتيسير عمل الهيئة في الإشراف على أعمال الواردات من الصناعات الغذائية المختلفة والإنتاج الحيواني، ويحتوي على منطقة لاستقبال العينات، و10 معامل بمساحات مختلفة، بتكلفة تقدر بنحو 31 مليون جنيه.
هذه المعامل المتطورة تخدم المنطقة الاقتصادية من خلال موانئها التابعة، وتعمل على تيسير الإجراءات الخاصة بفحص عينات رسائل الغذاء، والتحاليل اللازم إجراؤها في المعامل، وتسهيل الإجراءات وتسريع زمن المعاملات، ومنع دخول البضائع مجهولة المصدر.
أما عن الصناعات التي تستهدفها المنطقة الصناعية فهي؛ صناعة السيارات ومستلزمات الجرارات والسكك الحديدية والصناعات المغذية لها، بجانب الأجهزة المنزلية والإلكترونيات والمعدات والآلات الهندسية وصناعة المسبوكات، وكذا إقامة مجمعات للصناعات الصغيرة والمتوسطة ومراكز للخدمات اللوجستية.
وأبرز مشروعات المنطقة الصناعية خلال الفترة المقبلة؛ مشروع الشركة المصرية الوطنية لصناعات السكك الحديدة “نيرك”، والتي تتم الأعمال بها حالياً في البنية التحتية، بجانب مشروع مجمع شرق بورسعيد لصناعة السيارات EPAZ الذي يقام على مساحة 1.5 مليون متر مربع، منها 400 ألف متر مربع مخصصة للصناعات المغذية للسيارات، وباقي المساحة لتصنيع السيارات لصالح بعض من مصنعي السيارات في العالم بطاقة إنتاجية مستهدفة تبلغ 75 ألف سيارة سنوياً للمجمع تصل إلى 240 ألف سيارة سنوياً.