تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي انطلقت صباح اليوم الأحد ،بالقاهرة ،فعاليات الدورة 48 لمؤتمر العمل العربي ،الذي تنظمه منظمة العمل العربية التابعة لجامعة الدول العربية،ويشارك فيها وزراء عمل ورؤساء وأعضاء وفود من منظمات أصحاب الأعمال واتحادات عمالية، من 21 دولة عربية، وممثلي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمنظمات العربية والدولية، وعدد من السفراء، والشخصيات العامة،ويرأس وزير القوى العاملة حسن شحاتة ،وفد مصر الثلاثي.
هذا وقد شارك النائب خالد عيش عضو مجلس الشيوخ النائب الاول لرئيس اتحاد عمال مصر ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية.
في كلمته قدم يونس سكورى ” رئيس المؤتمر ” وزير الإدماج الإقتصادى والمقاولة الصغرى والشغل بالمملكة المغربية ، الترحيب بوزير القوى العاملة المصري ، ومدير عام المنظمة ، ورئيس مجلس إداراتها، والوفود المشاركة من ممثلى اطراف الانتاج ، فى هذا اليوم الكبير فى تاريخ المنظمة ، على ارض الكنانة مصر ، مقدما الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى على رعايته للمؤتمر ، وحكومة وشعب مصر على حسن الاستضافة والرعاية .
واكد ” سكورى ” أن اليوم هو فرصة لنا جميعاً للتفكير فى الظروف الجديدة المعقدة ، والبالغة الدقة التى تتصادف مع اعمال هذا المؤتمر ، هذه الظروف التى لا تخفى على أحد والتي فرضت على كافة الدول انماطا جديدة للحياة والعمل ، واجراء العديد من الاصلاحات فى سياسياتها وخطط عملها لمواجهة تلك الظروف ، مشيراً إلى ان منظمة العمل العربية تتميز بطبيعتها الثلاثية من اطراف الانتاج الثلاث ترسم لنا سبل العمل المشترك وترسى الاهداف التى نعمل من اجل تحقيقها فلها دورها الهام فى مواجهة الظروف التى يمكن ان تطرأ على مجتماعتنا العربية .
كما اكد ” سكورى ” الدور الهام لوزراء العمل العرب فى دولهم ، فلهم الادوار المحورية والمركزية فى صياغة سياساتها فى العديد من المجالات لانتاج نماذج اقتصادية ، وسلاسل انتاجية خاصة بعد خلق الهشاشة فى مجتمعات العالم اجمع ، وذلك لخدمة الشعوب والشباب والحفاظ على التوازنات الاقتصادية واستمرار الاصلاحات .
ومن جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته التي ألقاها السفير حسين الهنداوي الامين العام المساعد بجامعة الدول العربية ، عن سعادة الأمانة العامة للمشاركة في أعمال الدورة 48 لمؤتمر العمل العربي على أرض مصر الكنانة مقدما الشكر والتقدير لأطراف الإنتاج الثلاثة ، ومتمنيا للمؤتمر الخروج بنتائج وتوصيات تسهم في إحداث تغيير في عالم العمل .
وأشار الى أن الدول العربية تمر بالعديد من التحديات مثل الفقر والبطالة والعجز الغذائي والمائي والذي له تأثير سلبي على سوق العمل ومع كل هذه التحديات جاءت جائحة كرونا وتداعيات الحرب الروسية –الأوكرانية، والتي كان لها أثار سلبية على دول العالم أجمع.
وقال أن ملف البطالة ودعم التشغيل لم يأخذ حقه الكافي من الإهتمام في أوطاننا العربية خاصة مع عدم اتساق مخرجات التعليم مع سوق العمل ، وفي ظل الزيادة السكانية وانتشار الفقر يلزم الدول العربية أن يتضافرجهودها وأن تعمل سويا لمواجهة هذه التحديات .
وفى كلمته للمؤتمر ، اشار جاى رايدر مدير منظمة العمل الدولية في كلمته عبر فيديو كونفرانس ، إلى ان العالم اجمع شهد فى الفترات الاخيرة العديد من التحديات بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد والحرب الأخيرة والذي اسفر عن العديد من التاثيرات السياسية والاقتصادية على العديد من الدول فلم ينج منها أحد ، سواء كان من الحكومات او اصحاب الاعمال ، او العمال وكان لزاماً العمل على مواجهة تداعياتها على اسواق العمل فى العديد من الدول ، كما ان الانتعاش الهش وغير المتكافئ لسوق العمل فى العام الماضى والذى لم يستمر كثيراً لما استجد من احداث وظروف صعبة بسبب الحروب وتغير المناخ وتاثيرها على الامن العالمى .
واكد رايدر ، ضرورة التضامن الدولى وتناول الاقتصاد الرقمي وقضايا التشغيل موضوع مؤتمركم الذى يعد على راس الموضوعات التى يجب تناولها فى الفترة الحالية ، فهو موضوع ملائم وحسن التوقيت ، لما يحدث فى العالم اجمع ، وقال : نحن لا نعلم ما ستؤدى اليه تلك التحولات الجديدة سواء للافضل او للأسوأ ، ودعا الى انتشار المنصات الرقمية والتى ستؤثر على حياة الشعوب بفرص جديدة للدخل ، وتعزيز استفادة الشركات منها وتحسين الكفاءة والانتاج والوصول لسوق أوسع .
كما اضاف مدير منظمة العمل الدولية ، ان الاستثمار فى البنى التحتية والاقتصاد الرقمي وتعزيز المنصات الرقمية من اهم الموضوعات التى يجب العمل عليها فى الفترة الحالية ، بما يحقق نتائج ايجابية فى موضوعات التشغيل والحماية الاجتماعية المتسقة مع معايير العمل اللائقة ومعايير العمل الدولية المعتمدة .
وفي نفس السياق قدم فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية الشكر في بداية كلمته للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة للمؤتمر وعلى جهوده في إيجاد مناخ ملائم يكرس الوحدة العربية ،ونرى جليا دوره في إعادة مصر للقيام بدورها العربي والدولي ، وانتقال مصر الى الجمهورية الجديدة لتحمل عراقة الماضي وحضارة المستقبل وتكون أيقونة للتآخي والسلام ، كما قدم التهنئة لوزير القوى العاملة حسن شحاتة على نيله ثقة القيادة السياسية ، متمنيا له دوام التوفيق والنجاح.
وأشار “المطيري” الى أن العالم تعرض الى العديد من التحديات الفترة السابقة أهمها جائحة كرونا وتداعيتها السلبية فضلا عن نتائج الحرب الروسية الأوكرانية والتي كان لها آثرا سلبيا على الاقتصاد في العالم أجمع ، مما يلزم الدول العربية الى العمل بشكل متسق لمواجهة هذه التحديات .
واستعرض “المطيري” ما يتضمنه تقرير المدير العام ، والذي يحمل عنوان بعنوان “الاقتصاد الرقمى وقضايا التشغيل”،ليرصد التأثير الذي أحدثه التحول الرقمي على العديد من الدول التي تبنَّتْه وجنت ثماره، ويقدم رؤية لما يمكن أن تحققه الدول العربية في المستقبل القريب، من جراء التوسع في استخدام أدوات ومنظومة “التحول الرقمي” في اقتصاداتها، ويضع بين يدي أطراف الإنتاج مقترحات وتوصيات عملية ملموسة، لكيفية تسخير هذه التقنيات، والاستفادة مما توفره من طاقات وإمكانيات تقنية هائلة،لدفع عجلة التنمية، ورفع معدلات النمو الاقتصادي، وتوسيع قاعدة فرص العمل المستقبلية، بما يساعد على القضاء على البطالة أو خفض معدلاتها.
وفى بداية كلمته قدم ناصر المير رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية الشكر والتقدير لوزير القوى العاملة المصري ممثل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي راعى المؤتمر ، والوفود المشاركة ممثلى اطراف الانتاج الثلاث بالوطن العربى ، مؤكدا ً ان هذه الدورة لمؤتمر العمل العربى 48 تاتى فى ظل ظروف راهنة صعبة بما تسفر عنه الحرب الروسية الاوكرانية من قضايا اثرت على العمل العربى المشترك واطراف الانتاج الثلاث اجتماعياً واقتصادياً وعراقيل امام موضوعات التشغيل وتوفير فرص العمل .
واضاف المير ، ان ما اسفرت عنه الازمات المتلاحقة من انتشار فيروس كورونا المستجد والحرب الروسية من ارتفاع تكاليف الواردات الغذائية وشحن المواد الخاصة بالطاقة مما ادى الى تزايد تكاليف المعيشة وارتفاع معدلات الفقر وقلة الاستثمار فى العالم أجمع ، وارتفاع مواد التشغيل الاولية ، مما أعطى اهمية اقامة الحوار الاجتماعى كسبيل لمواجهة تلك التحديات فى العالم العربى .
وفي كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير القوى العاملة حسن شحاتة ،اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في ختام الجلسة الافتتاحية أن التحديات،والمتغيرات المتلاحقة على المستوى الدولي ،تستدعي من “أمتنا العربية” التي تمر بتحديات سياسية وإقتصادية وإجتماعية ،إعطاء العمل العربي المشترك أولوية،لتكون نموذجاً مشرفاً لحضارة عريقة قادراً على الإستمرار في بناء المستقبل ،والحفاظ على التراث والماضي العريق،موضحاً أنه آن الأوان لإعلاء المصالح القومية ،ونبذ الخلافات ،والفتن التى يستهدف مُشعلوها طمس الهوية العربية والعبث بمقدرات شعوبنا، وأنه أصبح من الضرورى أن تستدعى منا تلك الأوضاع الجديدة وقفة حقيقية لمراجعة وتقييم حقيقى،وواقعى لكافة المتغيرات الحالية على المستوى الدولى ،والإسراع لتحقيق التكامل الإقتصادى العربى ،والتحرك نحو وحدة الصف فى سبيل النهوض والتطور والمعرفة والإبداع والابتكار، والأخذ بزمام المبادرة نحو قطع الطريق على الطامعين والعابثين بمُقدراتنا،وذلك من خلال تحديد أهداف واقعية قابلة للتنفيذ، وفقاً لبرامج زمنية مُحددة وواضحة .