منتصف الثمانينات اخترع القيادي بجماعة الاخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الجماعة والقابع في السجن علي خلفية اتهامات متعلقة بالإرهاب، ما عُرف وقتها بلجان الدعم المعنوي للجماعة، وكانت غرضها التواصل مع الصحفيين الذين هاجموا الجماعة ووجودها علي الساحة وخلط الدين بالدعوة، وكانت تلك اللجان مسئولة عن أرسال رسائل عبر البريد للصحفيين علي عناوين الجرائد التي عملوا بها يهاجمون الصحفي عما صدر عنه من كتابات تجاه جماعة الاخوان ليشعر في نفسة بأن ما كتبه لم يكن موفق فيه ومع الوقت وكثرة الرسائل سوف ينتبه الي ضرورة الابتعاد عن مهاجمة الجماعة وظل الأمر هكذا حتى طور “الشاطر” الأسلوب واصبح لتلك اللجان موارد مالية فتحولوا الي خلايا بشرية لنشر الشائعات من خلال ترديد معلومات كاذبة حول نظام “مبارك” ورجال الحكم الذين في خصومه مع الجماعة عن طريق “عربات الفول” حيث يتهافت عليها الموظفين صباح كل يوم قبل الذهاب للعمل وكانت وسيلة مثالية لبث الشائعات.
مع مرور الوقت ووصول التنظيم الي حكم مصر، تم تأسيس ما عُرف وقتها باللجان الاليكترونية للجماعة وهي المسئولة عن بث الشائعات والمعلومات التي ترغب الجماعة في ايصالها للمصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي كانت ارض خصبة للتنظيم خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 وتوجه المصريين نحو موقع “فيس بوك” ومحاولة اكتشاف ما يدور داخل هذا العالم الافتراضي الذي كان أحد الاسباب الرئيسية للأطاحة بالرئيس الراحل محمد حسني مبارك، فكان ذلك الملعب هو الساحة المناسبة لاصطياد فرائس الجماعة ومحاولة اجراء عملية غسيل مخ لهم وقد نجح التنظيم في ذلك الملف عن جدارة فكانت اللجان الاليكترونية سلاح التنظيم لتصفية خلافاته مع القوي الثورية المختلفة عبر بث الشائعات والاكاذيب واختلاق القصص الوهمية حول بعض الشخصيات وتحت مسميات بعيدة عن الجماعة حتى لا توصم الجماعة بأنها كيف تكون جماعة ربانية وتخوض في أعراض الفتيات والنساء؟.
اللجان الاليكترونية “هنا تبدأ الشائعات”
طريقة عمل اللجان الإليكترونية لجماعة الاخوان الإرهابية لاتزال مستمرة في عملها حتى الان وتعمل علي تمويل ومساندة وخلق الشائعات التي تظهر بالوقت الراهن وطورت من اداؤها بما يتناسب مع المرحلة ونعرض نظرة سريعة حول اداؤها قديمًا وحديثًا.
قديمًا، مع ظهور فكرة اللجان الاليكترونية لجماعة الاخوان كانت تقتصر علي نشر المعلومات الكاذبة والترويج لفكر الاخوان وانجازات وهمية ويديرها مجموعة من شباب الجماعة وكانت يتولى الانفاق عليها المهندس خيرت الشاطر المحبوس حاليًا بتهم تتعلق بالأرهاب، وقد نفت الجماعة وقتها علاقتها بتلك اللجان والتي كانت مسئولة عن بث الفتن بين المواطنين والمجلس العسكري من جانب وبين الحكومة والقوي الثورية من جانب أخر قبل وصولهم الي الحكم، وقد لعبت تلك اللجان دورًا محوريًا في حرب الجماعة مع المواطنين.
حديثًا، عقب ثورة 30 يونيو وفرار الاخوان الي الخارج، هرب مجموعة من شباب التنظيم وبالأتفاق مع الامين العام للجماعة محمود حسين والمقيم في تركيا تم تفعيل عدد من الصفحات وتدشين قنوات علي اليوتيوب وتويتر لشن حرب معلومات كاذبة عبر ثلاث محاور، المحور الاول مهاجمة النظام والمشروعات القومية، المحور الثاني خلق فتنه بين المواطنين وتصنيفهم بين مؤيد للنظام ومعارض والتحريض بينهم بالدرجة التي تجعل الاشقاء يختلفون في الرأي حد الشجار، المحور الثالث طرح فكرة التصالح مع الجماعة وخلق رأي عام مزيف حول هذا الملف.
كما اعتمدت تلك اللجان حديثًا علي وسيلة شيطانية تمثلت في وضع اخبار مزيفة مزيلة بشعار واحدة من المواقع الشهيرة مثل “اليوم السابع والوطن والمصري اليوم” بما يدفع المواطن لعمل تعليق ونشر دون دراية منه بأن تلك المعلومات مزيفة بما اضطر بالمواقع المصرية الي نشر بيانات تكذيب حول علاقتها بتلك النشرات المزيفة.
طريقة عمل اللجان
وتعمل اللجان الاليكترونية بأكثر من طريقة بحسب متخصصين في هذا الشأن، فالطريقة الاولي تكون عبر تأسيس صفحات ودعوة المشتركين علي مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر” للاشتراك عليها، والطريقة الاخري وهي الاكثر شيوعًا عمل أكثر من حساب مزيف بأسماء مستعارة وبث الشائعات عبرها، وتلك الصفحات هي المستخدمة في عمل التعليقات الايجابية حول ما تبثه قناة الجزيرة وقنوات الاخوان الممولة في تركيا.
فرز المعلومات
“التعليقات المكررة المتشابه” تلك هي واحدة من وسائل فرز المعلومات التي تبثها صفحات الاخوان المتخفية في اسماء ليبرالية وعلمانية علي غير العادة، فطريقة عمل اللجان تقوم علي تأسيس الشخص الواحد اكثر من 100 حساب وهمي علي مواقع التواصل ويتولي تنشيط الحسابات في وقت واحد حتى يستطيع كتابة التعليقات ونشر المعلومات ولضمان وصول الرسالة للجمهور يتم تأكيد المعلومة بنفس الشكل ونفس الطريقة وتكون المعلومة مصحوبة بعبارة “انا مش اخوان في البداية” وذلك ليعطي المتلقي ايحاء بأن صاحب هذا التعليق ليس بشخص سيء انما هو يريد ايضاح الامور فقط.
كمواطن تريد التأكد من صحة المعلومة هناك أكثر من وسيلة للتأكد، عبر مقارنة المعلومة من مصادر معلومات مختلفة ويمكن لك السؤال شخصيًا من خلال الخطوط الساخنة التي تعلن عنها الوزارات والهيئات، كما وفرت الدولة ارقام للابلاغ عن قضايا الفساد وذلك لمنح مزيد من الشفافية تضمن سرية المُبلغ.