لا حديث يعلوا في الوقت الحالي علي صوت الماكينات داخل المصانع، فلا بديل عن زيادة الإنتاج في وقت يعاني فيه اقتصاد العالم من نقص في سلة الغذاء، وبينما تصارع الدول من أجل زيادة الإنتاج لتقليص الواردات وزيادة الصادرات، حيث تسعي مصر الي زيادة صادراتها الي 100 مليار دولار، حيث بلغ إجمالي قيمة صادرات الصناعات الغذائية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022 حوالي 3.490 مليار دولار محققة نسبة نمو قدرها 0.5% أي بزيادة 17 مليون دولار مقارنة بصادرات نفس الفترة من عام 2021 والتي كانت قد بلغت حوالي 3.473 مليار دولار.
وعلي ضوء ذلك، يأتي التثقيف العمالي ضمن بنود زيادة الإنتاج من خلال تعريف العمال بالقوانين ذات الصلة بعملهم واليات زيادة الإنتاج عن طريق التنسيق الدائم والمستمر بين النقابات العامة ولجانها النقابية، لتذليل كافة العقبات بما ينعكس ايجابًا علي عملية الإنتاج.
وفي هذا الصدد، أهتمت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية بعملية التثقيف النقابي وتدريب العمال عبر سلسلة من الدورات التدريبية، بدأتها أواخر العام 2023 وركزت علي قوانين العمل الجديد والمزايا التي يمنحها القانون للعامل والمرأة العاملة، وكيف يستفيد العامل من تطبيق المواد الجديدة داخل بيئة العمل؟ وكذلك تنظيم العلاقة بين اطراف العملية الانتاجية، حيث استهدفت النقابة تثقيف وتدريب 70% من اللجان النقابية ومستمرة في عملية التثقيف.
هذا الي جانب قانون التأمينات والمعاشات الجديد، والرد علي تساؤلات الكوادر العمالية الحاضرة بالدورات التدريبية، وعلي ضوء ذلك وحتي تكون الدورات التدريبية فعالة، شكلت النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية وحدة خاصة بالتدريب العمالي ودعمها بالعناصر البشرية.
دور التثقيف العمالي في زيادة الإنتاج
بحسب الارقام المعلنة، يبلغ عدد الاعضاء المنتمين الي النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية 120 الف عامل وعاملة موزعين علي اكثر من 100 شركة، حيث تهتم النقابة بكل ما يشرب ويأكل ويدخن، ومن ثم فهي مسئولة عن أهم قطاع حيوي داخل الدولة في الوقت الحالي وفي اوقات قادمة، فالغذاء في مقدمة اولويات الامن القومي للبلدان.
وعن دور التثقيف العمالي في زيادة الإنتاج، يقول الدكتور وائل سلامة “خبير اقتصادي” : المعرفة واحدة من سبل زيادة الإنتاج وبفضلها يمكن زيادة افق العامل بالمعلومات التي تحميه من الانسياق وراء الشائعات، ولعل الاخيرة هي الوسيلة التي لجأت اليها جماعات الظلام لهدم الامن والاستقرار داخل الدول، وتثقيف العمال والدورات التدريبية التي قامت بها النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية في وقت سابق، بمثابة سلاح ثقافي جديد في معركة بناء الوعي لدي جمهور العمال، وهي نفس الاستراتيجية التي لجأت اليها المنظمات النقابية في الاتحاد الاوروبي وفرنسا وبريطانيا في زمن الثورة الصناعية، والغرض كان الحصول علي معدلات انتاج اعلي بفضل التثقيف العمالي.
واضاف الخبير الاقتصادي: التواصل المستمر بين النقابات العامة وقواعدها العمالية يثقل خبرات العمال ويزيل اي ازمات محتملة بين اطراف عملية الانتاج.
وعن تعظيم النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية عملية التثقيف العمالي وشمولها الكوادر العمالية لنقل وتبادل الخبرات، يقول الدكتور محمد زكي “خبير اقتصادي” : عمال مصر هم سواعدها في معركة التنمية والبناء بشكل عام، وبشكل خاص عمال الصناعات الغذائية لهم دور بالغ الحيوية بالوقت الحالي، ولا يمكن تجاهل هذه الحقيقة خاصة مع مساعي الشركات التابعة للدولة تحقيق اكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي للسلع الاستراتيجية ومنها قطاع السكر علي سبيل المثال.
وتابع، التثقيف العمالي بالوقت الحالي مهم للعمال، وانعكاسه علي زيادة الإنتاج يظهر علي المدي القريب فهي عملية تستهدف بالأساس تلبية احتياجات العامل الفكرية والثقافية وتنمي علاقته ببيئة العمل وتزيل كل المعوقات، وكم اتمني ان تسير النقابات العامة الاخرى علي نفس نهج النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية.