شهدت الأيام الماضية عدد من محاولات الانتحار لفتيات وشباب علي تطبيق “تيك توك”، حيث أقدمت فتاة تدعي “منة عبدالعزيز” على الانتحار من خلال قطع شرايين يدها موثقة الوقعة من خلال بث مباشر عبر حسابها بالمنصة الشهيرة، وقالت خلاله: «أنا بنت عندي 18 سنة وبيحصل فيا كده ليه، سامحوني أنا كرهت حياتي والله، أنا مش بعمل حاجة حرام ولا عمري أذيت نفسي»، ولكن تم إنقاذها وإخطار الشرطة بالواقعة.
بعد مرور أيام تكررت الواقعة مع فتاة أخرى تدعى جنات السيسي، بتفاصيل مشابهة حيث قامت بتوثيق لحظة انتحارها ولكن تم إنقاذها أيضًا من قبل السائق الخاص بها ونقلها إلى المستشفى.
ظاهرة انتحار مشاهير «تيك توك» بدأت في الانتشار خلال الشهور الماضية ليس على المستوى المحلي فقط، حيث تم رصد حالات فردية في دول متفرقة من العالم، إذ تم الإعلان عن انتحار فتاة هندية من مشاهير المنصة بسبب الإعلان عن حظر التطبيق بالتزامن مع مرورها بحالة اكتئاب، منتصف العام الماضي، وفقًا لموقع «timesofindia».
«أعلم أنني مزعجة، هذه آخر مشاركة لي»، هكذا كانت الرسالة الأخيرة لفتاة أمريكية شهيرة على «تيك توك» تدعى «Dee» قبل إقدامها على الانتحار شنقًا، الأسبوع الماضي، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، كما تم رصد حالة انتحار لفتاة هندية أخرى من نجمات التطبيق تدعى «SIya Kakkar»، تبلغ من العمر 16 عاما دون سبب واضح للانتحار خلال يونيو الماضي، وفقًا لموقع «indiatvnews».
محاولات الانتحار محليًا، لم ترتقي لمستوي الظاهرة لكن ما يذاع من أخبار تدفعنا الي ضرورة متابعة اولادنا ومراقبة تصرفاتهم طوال الوقت خاصة وان بعض الحالات التي اقدمت علي الانتحار كانت بغرض الحصول علي الشهرة، وفي هذا الاطار يقول الدكتور وليد عز الدين “استشاري الطب النفسي” : محاولة البحث عن شهرة له عدد من الطرق أما عن طريق التفوق العلمي أو عن طريق البحث عن وسيلة اكثر سهولة من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي و”تيك توك” واجراء بعض التحديات مثل القفز من الشرفات العالية وافعال اخري تصل حد الجنون ومثل تلك التصرفات ما هي إلا محاولات بائسة للحصول علي شهرة زائفة.
وتابع، المراهقين علي تلك التطبيقات يبحثون عن الشهرة بين اقرانهم علي نفس التطبيقات بسبب العائد المادي الذي تجلبه كثرة المشاهدات التي تتحقق نتيجة تقديم محتوى معين قد يكون مبتذل مثل التعري أو الحديث بأسلوب غير لائق، غافلين أن الشهرة المتحققة من وراء ذلك تقلل من شأنهم في المجتمع، خاصة وان اقرانهم في نفس المرحلة العمرية حققوا مكاسب مادية من وراء تلك التطبيقات وعليه يجب علي كل ولي أمر ان يراقب ابنه جيدًا ولا يجعله فريسة لتلك التطبيقات.
فيما أكد الدكتور عادل غنيم “استشاري الطب النفسي” : المراهق شخص غير مكتمل النضج ولم تكتمل ملامح شخصيته بعد، فهذه المرحلة العمرية لم تكتمل خبراتها أو آرائها في الحياة بشكل كافي نظرًا لتقلباتها المزاجية الناتجة عن اضطراب الهرمونات التي تعد أمر طبيعي في هذه المرحلة، وضغوط الشهرة قد تسبب عدد من الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الشخصية الحدية والتي تتمثل أعراضها في تقلب المزاج والاندفاعية والشعور بأنهم ضحايا لشيء ما والميول الانتحارية، كما يمكن أن يُصابوا بالإدمان وتعاطي المخدرات كنوع من التخفيف عن النفس أو الهروب من الضغوط النفسية، فضلًا عن إصابتهم بالاكتئاب التفاعلي وليس البيولوجي، والذي يرتبط بمدى تعرضهم للهجوم والتنمر فقط.
وحول الحلول المناسبة لحماية الشباب والفتيات من تلك التطبيقات التي تدفعهم الي الانتحار لكسب الشهرة، يؤكد استشاري الطب النفسي : مراقبة الابناء اولاً ومحاولة تعزيز رغبتهم في القراءة مرة اخري وخلق علاقة مباشرة بينهم وبين نماذج داخل المجتمع بمثابة مُثل عليا مثل لاعب كرة مشهور او طبيب او مهندس، ولحين ابتعادهم عن تلك التطبيقات يمكن لهم متابعة اصحاب المحتويات الذين يقدموا محتوي صحيح ومناسب وفيه فكرة ويخدم المجتمع.