قبل عامين وبالتحديد مطلع العام 2019 خرج مقترح تفعيل ما عرف وقتها بـ “الروشتة الإليكترونية” والتي لجأ اليها عدد من الاطباء ومنهم اطباء العيون وتقوم فكرتها علي كتابة الدواء علي الكمبيوتر وطباعة الروشتة ليظهر اسم الدواء واضح أمام الصيدلي بدلاً من الاسلوب التقليدي الذي يعتمد علي كتابة الروشتة يدويًا بما يصعب المهمة علي بعض العاملين بالصيدليات خاصة ممن هم غير خريجي كليات الصيدلية ويترتب عليه صرف ادوية خاطئة غير التي وصفها الطبيب بما يؤدي الي نتائج سلبية تواجه المريض لاحقًا، وعلي ضوء ذلك ظهرت “الروشتة الإليكترونية” والتي لاقت ترحيب كبير من جانب الصيادلة والتي وصفوها بـ “الحل السحري البسيط” لكل مشاكل القراءة، فيما رفض اطباء التعامل بها لإسباب مختلفة، بينما يدفع المريض وحده ثمن رفض الطبيب التعامل بها وقراء الصيدلي الخاطئة احيانًا للروشتة.
وفي هذا السياق، كشف الدكتور وجيه منير “صيدلي” : الروشتة الإليكترونية وسيلة فعالة لحماية المريض من قراءة خاطئة، خاصة لو وضعنا في الاعتبار ان كثير من الصيادلة يقوم بتخمين اسم الدواء لعدم قدرته تفسير خط الطبيب الذي كتب الروشتة والتي تكون بالغالب غير مفهومة، والممارسة وحدها تجعلني كصيدلي افهم ما كتبه هذا الطبيب، لكن في العادي والمعمول به في كل دول العالم هو الاعتماد علي الروشتة الإليكترونية وهي لن تكلف الطبيب سوي جهاز كمبيوتر وطابعة الوان، وبرنامج مدرج به كل انواع الادوية لتخصص الطبيب المعالج.
واضاف، اطباء العيون اغلبهم يعتمد علي الروشتة الإليكترونية والغرض من ذلك وقوع كوارث في وقت مضي بسبب القراءة الخاطئة لبعض قطرات العيون والمراهم، فيما استمر اطباء الجهاز الهضمي والكبد والحميات وغيرهم من التخصصات في الاستمرار بالنظام القديم.
فيما طالب، الدكتور محمد القطان “صيدلي” الاجهزة المانحة لتراخيص العيادات بضرورة اقرار بند ضمن الشروط بخصوص الروشتة الاليكترونية وضرورة ان تتضمن العيادة جهاز طباعة الروشتة، وذلك لحماية المريض من اخطاء القراءات التي تتكرر يوميًا ونضطر احيانًا التواصل مع الطبيب تليفونيًا لمعرفة اسم الدواء.
واضاف، بعض الاطباء يطلبون من المريض العودة للعيادة بالدواء بعد صرفة من الصيدلية للتأكد من انه الدواء الصحيح ولماذا كل تلك المعاناة طالما تستطيع توفير طابعة وجهاز كمبيوتر، لكن كيف وغالبية الاطباء يعشقون المدرسة القديمة التي عفي عليها الزمن.
فيما اوضح الدكتورة علا السني “صيدلانية” : اعمل بالهيئة العامة للتأمين الصحي الي جانب عملي الخاص، ومستقبل الدواء في مصر وصرفة مقترن بالميكنه، وهذا هو النظام الجديد في منظومة التأمين الصحي الشامل والذي تم تطبيقه في بعض مدن القناة، وعلي ضوء ذلك لا يحتاج الطبيب سوي لجهاز كمبيوتر وطابعة والامر ليس معقد لهذا الحد الذي يدفع بعض الاطباء الي رفضة رفضًا مطلقًا.
علي الجانب الاخر، رفض عدد من الاطباء تفعيل منظومة “الروشتة الإليكترونية” مؤكدين ان دخلاء مهنة الصيدلة هم السبب وراء الازمة واذ كان الصيدلي غير قادر علي قراءة الروشتة ما عليه سوي اعادتها للطبيب المعالج لكتابتها من جديد، خاصة وان كتابة الروشتة اليكترونيًا يستنزف وقت الطبيب داخل العيادة وذلك وفقًا لما قاله بعض الاطباء ممن تحدثنا اليهم.
الدكتور حسن الشماع “استشاري طب الاطفال”، يقول : الامر ليس بالبساطة الذي يتخيلها البعض، هناك مئات الاصناف من الادوية لابد اولاً من ادخالها علي سيستم الكمبيوتر والبحث بين كل هذه الانواع لعمل روشتة واحدة تتضمن مثلاً ثلاثة الي اربعة اصناف دواء لعلاج نزلة شعبية سوف يستغرق ربع ساعة وربما اكثر ولا يمكن تعديل اسم الدواء بعد طباعة الروشتة ويتطلب الامر طباعتها مرة اخري فمن غير المعقول استخدام خط اليد في روشتة اليكترونية، والحل من وجهة نظري كتابة الروشتة بخط واضح للصيدلي وفي نفس الوقت حماية الصيدليات من الدخلاء.
بينما يصمم كل فريق علي رأيه، يدفع المواطن الثمن، هكذا عبر عدد من المواطنين عن رأيهم في المشكلة القائمة منذ سنوات بين الاطباء والصيادلة، حيث اوضح “محمد فوزي” انه سبق وكاد يدفع حياته ثمن صرف دواء عن طريق خطأ في القراءة تورط به الصيدلي لعدم قدرته تفسير نوع دواء وصفة لي الطبيب ولأن خط الطبيب غير واضح دفعت انا الثمن، بسبب صرف نوع دواء يؤدي لمضاعفات طبية مع حالتي.