دأب بعض الاشخاص علي جمع اجهزة الراديو القديمة والتي يعود تاريخ تصنيعها لثلاثين عام ماضية، حيث اهتمت الشركات المصنعة وضع كميات من الذهب ضمن مكونات الراديو خاصة الروسية منها، وذلك لقدرة المعدن النفيث علي تشغيل الاليكترونيات واستمر الوضع حتى العام 1998 ووقتها تم الاعتماد علي معدن النحاس كموصل بدلاً من الذهب، وهو ما دفع الاشخاص الباحثين عن المعدن النفيث “الذهب” يبحثون عنه داخل اجهزة الراديو القديمة انتاج السبعينات والستينات والثمانينات والتسعينات، وذلك ليتم اختراع اجهزة الهواتف المحمولة التي احتوت هي الاخري علي كمية من المعادن النفيسة وفقًا لدراسات علمية اثبتت قدرة طن الهواتف القديمة علي انتاج ما قيمته 16 طن من النحاس، و350 كغم من الفضة، و34 كغم من الذهب، و15 كغم من البالاديوم، وهو ما دفع الشركات المصنعة لمطالبة المستهلكين اعادة الاجهزة بعد انتهاء عمرها الافتراضي لإعادة تدوير المكونات الموجودة داخليها من ذهب وفضة ونحاس.
“محمد سلطان” شاب ثلاثيني، يهتم بجمع اجهزة الراديو القديمة من المواطنين ومن خلال مكبات النفايات وتجار الخردة، ويحصل عليها مقابل بضعة جنيهات قليلة، ليقوم باستخلاص الذهب من تلك الاجهزة وبحسب كلام “سلطان” فأن الاجهزة روسية المنشأ هي الافضل علي الاطلاق، حيث يمكن استخلاص 16 جرام من الجهاز الواحد، قائلاً : بعد جمع كمية من اجهزة الراديو القديمة ابدأ عملية استخلاص الذهب وهي علي النحو التالي :- تفكيك الجهاز بحيث تتم إزالة جميع الأجزاء التي لا تحتوي على الذهب بحيث لا تتداخل مع العملية، استخدم مكواة لحام لحرق الأجزاء للتخلص من جميع المواد العضوية، الأجزاء السفلية التي تحتوي على المعدن الثمين في وعاء به محلول “أكوا ريجيا” وتترك لمدة 5-6 ساعات على الأقل، بعد غرق القطع سيظهر الذهب على شكل رواسب في القاع ، افصله عن المحلول بإضافة 0.5٪ هيدروكينون، ثم امزج المحلول الناتج واتركه لمدة 3-4 ساعات أخرى، يجب سكب السائل بعناية ، ويجب تبخير وتجفيف المادة المترسبة وهي الذهب، ولن تستغرق اكثر من يوم لكي تحصل علي عدد من جرامات الذهب.
وتابع، هناك عائلات تعيش علي تلك الحرفة لكنها مرتبطة بوقت للأسف، وذلك لحين الانتهاء من كافة الاجهزة القديمة، خاصة وان ثقافة المواطنين في التعامل مع الاجهزة الحديثة تقوم علي القاؤها داخل صناديق القمامة ولاحقًا يتم فرمها دون الاستفادة منها واتمني ان يكون لدينا ثقافة العزل من المنبع وتخصيص عبوات للقمامة الاليكترونية.
فيما لجأت عائلة “نادر” والتي اشتهرت بجمع الخردة منذ سنوات، الي الاعتماد علي اجهزة الراديو القديمة في استخلاص الذهب منها ومن ثم بيعها لإصحاب الورش في منطقة الحسين بالصاغة، وبحسب “محمد نادر” يقول : ورثت المهنة عن جدي والذي اشتغل في جمع الخردة من الشوارع وبعد فترة قررنا تطوير العمل داخل المخزن عبر تجميع الاجهزة الاليكترونية والاستعانة بشباب وفتيات العائلة واخريين لاستخلاص اكبر كم ممكن من الذهب ويعود علينا بمكاسب كبيرة.