مع التطور المتلاحق للمجتمعات بدأت تظهر أنواع جديدة من المخاطر التي تحتاج إلى وجود تغطيات تأمينية لها، وانطلاقا من إيمان بعض شركات التأمين بأنه يجب الإستجابة لطلبات العميل وموافاته بالتغطية التي تلائم احتياجاته؛ فقد قامت بعض شركات التأمين في أنحاء مختلفة من العالم بإصدار وثائق لتأمين أخطار تتسم بالغرابة نوعاً ما.. وقد جاءت وثائق التأمين تلك ضمن قائمة أغرب التغطيات التأمينية على مستوى العالم ومنها على سبيل المثال:
تأمين الأصول غير الملموسة “المعنوية”
كشف التقرير الخاص بمؤسسة فوربس أن معظم الشركات والمؤسسات تتعرض لمخاطر مرتبطة بالأصول غير الملموسة، والتي في بعض الأحيان قد تشكل أكثر من 80 في المائة من متوسط قيمة النشاط التجاري الخاص بتلك الشركة أو المؤسسة.
والأصل الغير ملموس هو الذي يتمتع بخاصية غير مادية في مقابل الأصول الملموسة التي تشمل الأراضي والمركبات والمعدات والمخزونات والأسهم، وتعد الملكية الفكرية أحد الأشكال الرئيسية للأصول غير الملموسة، بما في ذلك براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق التأليف والنشر.
وتأمين الأصول غير الملموسة يساعد أصحاب الأعمال الصغيرة على حماية ملكيتهم الفكرية.. نظراً لأن حالات التقاضى الخاصة بحقوق الملكية الفكرية تعد باهظة التكاليف، كما أنها تستغرق وقتاً طويلاً للفصل فيها، مما قد يؤدى إلى إلحاق أضراراً مادية بالشركة أو المؤسسة صاحبة الدعوى القضائية.
وينبغي لأصحاب الأعمال التفكير فى الحصول على تأمين متخصص لأصولهم غير الملموسة؛ حيث يقوم التأمين بتحمل التكاليف القانونية المرتبطة بالدفاع أو متابعة الادعاءات المتعلقة بانتهاكات الملكية الفكرية وغيرها. كما يمكن للتأمين المتخصص لهذا النوع تغطية براءات الاختراع ضد الخسائر الناتجة عن انتهاك الطرف الثالث لها، كما يغطى أيضاً تكاليف إجراءات تخفيف الخسارة المختلفة مثل المطالبات المضادة، وتقديم المساعدة المالية التي يمكن أن تساعد في إصلاح الأضرار التي لحقت بسمعة الشركة أو العلامات التجارية.
ويمكن أن يكون هذا النوع من التأمين مفيداً بشكل خاص للفنادق وشركات الأدوية وشركات النقل الكبيرة، وتقوم شركات وهيئات إعادة التأمين المشهورة عالمياً بتقديم إعادة التأمين اللازمة لمثل هذه التغطية.
تأمين ضد إلغاء المناسبات
وهي وثيقة تأمين توفر الحماية للمؤمن له ضد الخسارة المالية المترتبة على إلغاء مناسبة معينة أو حدث معين (مثل المؤتمرات والمهرجانات والأحداث الرياضية الضخمة) بسبب أخطار معينة يتم الاتفاق عليها بين المؤمن والمؤمن له كأن يتم إلغاء حدث ما بسبب إعلان حالة الحداد العام في الدولة المقام بها الحدث أو أن توجد بالدولة أعمال إرهاب أو تخريب أو نظراً لوقوع أحد الأخطار الطبيعية التي حالت دون تنفيذ ذلك الحدث؛ فعلى سبيل المثال تم إبرام وثيقة تأمين لتغطية الخسارة المالية الناتجة عن إلغاء مباراة لعبة الكريكت والتي بالفعل تم إلغائها بسبب هطول الأمطار في اليوم المحدد لإجراء المباراة مما تسبب في غمر الملعب بالكامل بالمياه كما هو موضح بالصور .
وتعد هذه الوثيقة من الوثائق ذات الطبيعة الخاصة شأنها شأن وثيقة تغطية المتاحف والأعمال الفنية، ولهذا يتم الحصول على التغطية الخاصة بها وكذلك التسعير الخاص بها عن طريق معيد التأمين مثل هيئة اللويدز.
تأمين الأحداث الرياضية الكبيرة
وقبل انطلاق فعاليات نهائيات كأس العالم 2018 فى روسيا؛ قامت إحدى شركات التأمين وإعادة التأمين الكبرى بنشر مقال حول التغطية التأمينية لكأس العالم وجاءت الصورة الواردة أدناه مصاحبة للمقال تحت عنوان ” ما الأخطاء التى قد تحدث عند تنظيم حدث رياضي ضخم”.. واستخدمت الشركة كلمة “الأخطاء” حتى تشير إلى الأخطار التي قد تهدد أي حدث رياضي هام سواء كان حدثاً عالمياً مثل كأس العالم أو حدثاً إقليمياً مثل بطولة الأمم.
يتم تقسيم الأخطار التي قد تتعرض لها الأحداث الرياضية الكبيرة إلى نوعين:
1- أخطار متعلقة بالعنصر البشري (المتفرجين والمشجعين) وهي على سبيل المثال :–
الشغب، عدم قدرة الأمن على السيطرة على تدافع وتزاحم الجماهير، وجود إخفاقات صحية أو جروح أو إصابات.
2- أخطار أخرى مثل:– أخطار البناء الخاصة بالاستاد، الحريق.
التأمين ضد الاختطاف والفدية
ويعتبر الاختطاف من أجل الحصول على فدية تهديداً حقيقياً في كثير من أنحاء العالم، ولهذا تسعى الشركات العالمية على تقديم التغطية التأمينية المناسبة لموظفيها ممن يقومون بالسفر وخاصة للمناطق التي تعد من المناطق الغير آمنة. وتقوم الوثيقة الخاصة بالاختطاف والفدية بتغطية الخسائر الناجمة عن دفع الفدية وتوقف العمل والمخاطر التى قد تلحق بالسمعة. ويعد أكثر الأشخاص احتياجاً لتلك التغطية هم الموظفين رفيعي المستوى من العاملين في المجال الدبلوماسي أو كبار الموظفين بالكيانات التجارية الضخمة وكبار رجال الأعمال؛ حيث أن هؤلاء هم الأكثر عرضة لمثل هذا الخطر نظراً لأن عملهم يتطلب السفر لمختلف أنحاء العالم.
وقد قام عشرات الآلاف من الأشخاص حتى الآن بشراء تأمين ضد الاختطاف، وأوضحت “اللويدز” أنه باع أكثر من 40.000 من هذه الوثائق، إلا أنه يجب على حاملي الوثائق اجتياز اختبار الكشف عن الكذب، وتقديم لقطات فيديو أو شاهد من طرف ثالث يثبت حالة الاختطاف.