قال الدكتور عباس شراكي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تراجع إثيوبيا عن الملء الثاني كاملًا كان متوقعًا بعد صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها خلال الأيام الماضية، والتي أوضحت أن هناك صعوبة في استكمال ما تبقى من إنشاءات في الوقت المتبقى على موسم الفيضان.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية، أن وزير الري الإثيوبي لم يصرح بكميات المياه التي سيتم تخزينها وأعلنها في صورة مناسيب لأنه يصعب تقديرها كميًا من غير المتخصصين، ذاكرًا أنه سيتم الاكتفاء بملء 4 مليارات متر مكعب بدلًا من 13 مليار متر مكعب والتي كان من المستهدف تخزينها خلال الملء الثاني.
وذكر أن الممر الأوسط في سد النهضة كان من المفترض أن يتم تعليته إلى 30 مترًا إلا أنه لم يحدث ذلك، وتم الوصول فقط إلى 4 أمتار، إضافة إلى أن وزير الري الإثيوبي إنه من المتوع تعليته 8 أمتار أخرين وهو أمر صعب تحقيقه، مشيرًا إلى أن منسوي المياه المتوقع تخزينه يصل على 573 مترًا بدلًا من 595مترًا أي بفارق يصل إلى 17 مترًا.
وأوضح أن تعلية الحائظ الأوسط ليس هو الأساس لأنه عبارة عن خرسانة مصمتة، وإنما الأهم هو بناء الـ 13 نفقًا التي سيتم وضع بها 13 تروبينًا وفتح 13 بوابة بها، مضيفًا أن الجانب الإثيوبي أعلن أمس أنه تم تركيب 5 تروبينات فقط.
وأشار إلى تأثر السودان بالتراجع في الموقف الإثيوبي في إتمام الملء الثاني، خاصة وأنها كانت قد استعدت أنه سيتم تخزين 13 مليار متر مكعب بسد النهضة، لهذا لم تفتح المجال للمياه المخزنة في بحيرة سد روسرس والتي تضم 5 مليارات متر مكعب، لافتًا على ضرورة تصريف السودان لنصف تلك الكمية لتستقبل المياه الجديدة بعد تراجع إثيوبيا في كمية الملء.
ولفت إلى احتمالية عدم تمكن إثيوبيا من ملء الـ 4 مليارات متر مكعب التي تعتزم تخزينها بسد النهضة، موضحًا أن مصر لن تتضرر بالتراجع الإثيوبي عن الكمية المفترض تخزينها في الملء الثاني، إلا أنه لابد من الحذر من هذا الأمر لأن السنوات المقبلة غير متوقع الوضع بها وحجم الضرر الذي سيلحق بمصر.
وأفاد بأن مصر كانت قد اتخذت احتياطها في حالة تم الملء الثاني بأن خفضت مساحة الأرز التي سيتم زراعتها، فضلًا عن أنها تتبنى مشروع تبطين الترع للحفاظ على كميات المياه، مؤكدًا أنه توقع تراجع إثيوبيا عن الملء الثاني واكتفائها بتخزين تلك الكمية التي صرحوا بها منذ الشهر الماضي.
وعن تلقيح السحب في إثيوبيا لغزارة المياه، أكد أن ذلك حديث غير علمي على الإطلاق خاصة وأن إثيوبيا من البلدان التي يسقط عليها كميات كبيرة من المياه تصل إلى 936 مليار متر مكعب خلال 3 أشهر فقط، معلقًا: «هل معقول في فصل الأمطار الغزيرة أعمل كدا ووقت الجفاف لا يوجد به سحب من الأساس، وتلقيح السحب لا يتم إلا في الدول التي بها سحب بسيطة”.
ونوه بأن التأكد من كمية المياه التي سيتم تخزينها أنها 4 مليارات متر مكعب سيكون من خلال متابعة صور الأقمار الصناعية التي يتم التقاطها كل 5 أيام.
وأعلنت إثيوبيا أنها ستبدأ تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة 22 يوليو المقبل رغم وجود اعتراضات من مصر والسودان.
وقال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي أمس الخميس، إن بلاده ستبدأ في تنفيذ الملء الثاني للسد 22 يوليو المقبل، وإنها في سباق مع الزمن للانتهاء من بعض الأعمال الهندسية في البوابات الـ13 قبل التخزين القادم، مضيفا أنه سيتم العمل على رفع الممر الأوسط إلى ارتفاع 573 مترا بدلا من 595 مترا.