يوم التروية 2021 يعد من أعظم أيام الحج، حيث إنه يعتبر أول أيام الحج، كما أنه يحتوي على أحكام أساسية تتعلق بركن الاسلام، أولها قصد منى اقتداءً بسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم-، ويعد يوم التروية الثامن من شهر ذي الحجة؛ فهو من أيام العشر الفضيلة، والتي أقسم الله -سبحانه وتعالى- بها في القرآن الكريم، فقال – سبحانه وتعالى-: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وهو من الأيام التي يكثر فيها ذِكر الله -تعالى-، ويشمل ذِكر الله -تعالى- التكبيرَ، والتهليلَ، والتحميدَ، والتسبيحَ.
فضل يوم التروية
العمل الصالح في يوم التروية وباقي أيام العشر من ذي الحجة أفضل أجرًا من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ».
فالعمل في هذا اليوم أفضل من العمل في غيره، كما ويستعد فيه الحجاج ليوم عرفة الذي فيه مغفرة للذنوب والمعاصي، وتطهير لقلب المؤمن، وعتق من النار.
سبب تسمية يوم التروية
جاءت لفظة تروية لغة من (رَوِيَ)؛ والتي تأتي بمعنى الشُّرب التام إلى حين ذهاب العطش، والشرب حتى الشبع، واستسقاء الماء، والتزود بالماء، أما اصطلاحًا، فيوم التروية هو: اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة، وهو من أيام الحج، وله اسمٌ آخر؛ وهو يوم النقلة، وسُمي بيوم التروية؛ لأن الحُجّاج كانوا يتزودون فيه من الماء؛ ليأخذوه معهم من مكة إلى عرفات، أما تسميته بيوم النقلة؛ فذلك لأن الحُجاج يرتحلون؛ أي ينتقلون فيه من مكة إلى مِنى، وقد ذَكَر الإمام الحافظ ابن حجر أنّ يوم التروية سُمي بذلك؛ لأن الناس كانوا يَروون فيه أنفسهم من الماء، ويَروون فيه إِبِلهم؛ حيث إنّ الأماكن التي سينتقلون إليها خالية من الماء؛ إذ ليس فيها آبار، ولا عيون ماء.
وذكر بعض العلماء أن سبب تسمية يوم التروية بذلك أن إبراهيم -عليه السلام- رأى ليلة الثامن من ذي الحجة (ليلة يوم التروية) في المنام أنّه ذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام- فأصبح يروي في نفسه ويُخاطبها بحقيقة ما رأى هل هو حلم، أم هو رسالة من الله ينبغي عليه الامتثال لها، فسُمي بيوم التروية لأجل ذلك.
أعمال يوم التروية
–يبيت الحاج بمنى في هذا اليوم، ويكون ذلك من وقت غروب الشمس يوم الثامن من ذي الحجة حتى طلوع فجر يوم عرفة.
–يحرم الحاج بالحج ظهرًا أو ضحى، إذا كان متمتعًا، ويستحب له أيضًا الطيب والغسل، وارتداء ملابس الإحرام البيضاء، ثم ينوي الحج ويقول: (لبيك حجًا)، ثم “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك“.
–يتوجه الحاج إلى منى ويصلي فيها الظهر والمغرب والعصر والعشاء، حيث تجعل الصلاة الرباعية ركعتين، والصلاة تكون في وقتها من غير جمع.
– ثم يؤدي الحاج فيها صلاة الفجر لليوم التاسع من ذي الحجة.
– يسير الحاج إلى عرفة، وذلك عند طلوع الشمس في يوم التاسع من ذي الحجة.
– يجب على الحاج أن يحافظ فيه على الصلاة الجماعية وراء الإمام، وألا يفوّت تكبيرة الإحرام.
– يجب على الحاج ألا يفوت صلاة الوتر سواء قبل النوم، أو بعد العشاء، أو آخر الليل.
أخطاء يوم التروية
يقع بعض الحُجاج في عدد من الأخطاء في يوم التروية، ومنها ما يأتي:
- الاعتقاد أن الإحرام يلزم أن يكون من المسجد الحرام؛ في حين أن الحاج يُمكنه أن يُحرمَ من موضعه في مِنى دون العودة.
- الاعتقاد أن ثياب إحرام الحج يجب أن تختلف عن ثياب إحرام العمرة التي أحرم فيها سابقًا، وهو اعتقادٌ خاطئ؛ إذ يمكن الإحرام للحَج بثياب إحرام العمرة نفسها.
3.اضطباع الحاج من يوم التروية وحتى نهاية الحج، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فالمشروع في الاضطباع أن يكون فقط عند أداء طواف القدوم، أو طواف العمرة.
- الجمع بين الصلوات في مِنى دون عُذر، وهذا أمرٌ خاطئ، إذ إنّ الحاجّ يَقصُرُ الصلاة فقط، وقد يترك بعض الحُجّاج قَصْر الصلاة في مِنى، وهذا خطأ أيضًا.
أدعية يوم التروية
«اللهم إني أسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك ممّا تعلم، إنك أنت علام الغيوب، اللهم زدنا ولا تَنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضِنا وارض عنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
«اللهم إن شكرك نعمة، تستحق الشكر، فعلمني كيف أشكرك، يا من لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، الحمد لله يُجيب من ناداه نجيا، ويزيدُ من كان منه حيِيا، ويكرم من كان له وفيا، ويهدي من كان صادق الوعد رضيا».
« ربي اجعلني لك شكارًا، لك ذكارًا، لك رهابًا، لك مطاوعًا، لك مخبتًا، إليك أواهًا منبيًا، الحمد لله رب العالمين حمدًا لشُكرهِ أداءً، ولحقهِ قضاءً، ولِحُبهِ رجاءً ولفضلهِ نماءً ولثوابهِ عطاءً».
«اللهم ارضنا بقضائك و بما قسمته لنا، واجعلنا من الحامدين لك في السراء والضراء، اللهم يا من لطفه بخلقه شامل، وخيره لعبده واصل، لا تخرجني وذريتي وأهلي وأحبابي من دائرة الألطاف، وآمنا من كل ما نخاف، وكن لنا بلطفك الخفى الظاهر».
« اللهم بك ملاذي، اللهم أتوسل إليك باسمك الواحد، والفرد الصمد، وباسمك العظيم فرج عني ما أمسيت فيه، وأصبحت فيه، أجرني، أجرني، أجرني، يا الله، اللهم يا كاشف الغم والهموم، ومفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئًا يقول له: كُن فيكون، رباه رباه أحاطت بي الذنوب والمعاصي، فلا أجد الرحمة والعناية من غيرك، فأمدني بها».
« اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يُسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع».
« اللهم فوضتك أمري كله، فجمّله خيرا بما شئت، واجعلني يا رب ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته ».
« اللهم عافني في روحي، وفي جسدي، وفي قلبي، وفي بدني، وفي صحتي، وفي قوتي، وعافني في دنياي وآخرتي ».
« اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي، وسهّل علي ما استثقلته نفسي ».
« اللهم إني أسألك حسن الخاتمة، اللهم ارزقني توبة نصوحا قبل الموت، اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك ».