احتلت مصر مكانة كبيرة في مشروعات الاستزراع السمكي في اطار خطة حماية الامن الغذائي للمصريين، بما جعلها الاولي داخل قارة افريقيا والسادسة علي مستوي العالم وذلك في ضوء تحديات تغييرات المناخ وتلوث البحار والمحيطات الذي بات يهدد الثروة السمكية، وعلي ضوء ذلك نرصد أهمية تلك المشروعات وتأثيرها علي المواطن.
بداية اهتمت الدولة بتطوير البحيرات وإزالة التعديات عليها وتطهير وحماية المسطحات المائية بشكل عام، لتتغلب على الفجوة بين حجم الإنتاج والاستهلاك للأسماك، بما يؤثر إيجابيا على دعم الاقتصاد المصري من خلال توفير العديد من فرص العمل للشباب، والحد من الهجرة غير الشرعية، فضلا عن زيادة المعروض من الأسماك الذي يساهم في خفض الأسعار وصولا إلى تصدير الفائض، وفقا لأحدث التكنولوجيات والمعايير العالمية.
“الاستزراع السمكي” هو عبارة عن تربية الأسماك تحت ظروف وشروط معينه بشكل يتيح لها النمو والتكاثر ثم حصادها بعد فتره زمنية بطريقه علميه ومنظمه تحقق أقصى عائد وبأقل التكاليف من الوحدة المساحية وتحافظ على استدامة واستمرارية الإنتاج موسم بعد آخر.
استراتيجية تنمية الثروة السمكية
تستهدف استراتيجية تنمية الثروة السمكية في مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك خلال العشر سنوات القادمة، والوصول بالإنتاجية إلى مليوني طن، بنهاية عام 2022، فضلًا عن تحقيق التوازن بين إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء لتكون الأسماك هي البديل لها كبروتين حيواني رخيص الثمن مقارنة بالأنواع الأخرى.
تساهم الاستراتيجية في تنمية الثروة السمكية في تطبيق المعايير البيئة والحفاظ عليها مع نظام صارم لمراقبة الجودة لإنتاج منتج سمكي صحي آمن نظيف ومطابق لكافة المعايير البيئية بهدف الوصول إلى تنمية سمكية متكاملة ومتوازنة، والحرص على حسن استغلال كافة الموارد والامكانيات المتوافرة لتعظيم الاستفادة منها.
لجأت الدولة المصرية لتحقيق استراتيجية تنمية الثورة السمكية من خلال التوسع في مشروعات “الاستزراع السمكي”، وذلك بإنشاء مزارع كبرى، كخطوة جادة في سد الفجوة بين العرض والطلب في السوق المحلى، خاصة بعد وصول العجز بين حجم إنتاج مصر من الأسماك وحجم الاستهلاك لنحو 300 ألف طن، وهو ما كانت تضطر الدولة لمواجهته بالاستيراد.
توجهت مصر لاستغلال ما تملكه من البحيرات العملاقة التي تصل إلى أكثر من 10 بحيرات، لذا بدأت في تنفيذ مشروعات “الاستزراع السمكي” من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، إذ تتبنى استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة لعام 2030، والعمل على مضاعفة الإنتاج ليصل إلى حوالي مليوني طن، وبالتالي زيادة متوسط استهلاك الفرد، من 13 كجم إلى 18.5 كجم/ عام.
ويصل إجمالي إنتاج الأسماك من المصادر المختلفة في مصر إلى ما يزيد عن 1.8 مليون طن، ويساهم الاستزراع السمكي بنسبة 80% منها، ويساهم إنتاج المصايد الطبيعية، بنسبة 20% من إجمالي الإنتاج في مصر. وكان أول مشروع “للاستزراع السمكي” بمحور قناة السويس، عقب افتتاح قناة السويس الجديدة، وعلى مدار السنوات المتتالية واصلت في تنفيذ سلسلة مشاريعها القومية بمناطق ومحافظات مختلفة بالجمهورية.
ومن بين أبرز البحيرات “بركة غليون” بمحافظة كفر الشيخ، والمشروع القومي للاستزراع السمكي بمنطقة قناة السويس، والمزرعة النموذجية بقرية “الرزيقات” بمدينة أرمنت بالأقصر، وبحيرة “عرب العليقات” بالخانكة بالقليوبية، ومزارع سمكية بدمياط، وغيرها الكثير؛ إذ نتداول بالتفصيل تلك المشاريع.
الاستزراع السمكي بـ “منطقة القناة”
في نفس فترة انشاء قناة السويس الجديدة بدأ المشروع هيئة قناة السويس، فنجح المشروع في توفير أنواع متعددة من الأسماك المختلفة، كذلك في تحقيق وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة، كما نجح المشروع في توفير 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، في حين تشير دراسات الجدوى إلى وصول عدد الفرص التي يخلقها المشروع بعد اكتمال تنفيذه، إلى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كل المهن والتخصصات.
يتكون المشروع من ثلاث مراحل رئيسية.
المرحلة الأولى: افتتحت من المشروع بطاقة 1034 حوضًا كخطوة استرشاديه نحو استكمال المشروع الكبير بطاقة 4440 حوضا، موزعة على 5 أحواض ترسيب رئيسية، تضم أسماكًا بحرية عالية الجودة.
المرحلة الثانية: استمر العمل بها لمدة عام عقب الانتهاء من المرحلة الأولى في نهاية 2016، أحواض ترسيب (22- 23 وجزء من 18) شرق القناة، بمساحة إجمالية 2900 فدان والمستهدف منها 1600 حوض استزراع سمكي وخدماتها من ترع ومصارف.
المرحلة الثالثة: افتتحت تلك المرحلة من المشروع بمساحة 2700 فدان، وتتم في أحواض ترسيب شرق البحيرات حوض 17، وجزء من حوض 18.
الاستزراع السمكي في بورسعيد
تشمل مشروعات الاستزراع السمكي بمنطقة شرق بورسعيد 5906 أحواض موزعة كالآتي المزرعة ” أ ” 3521 حوض استزراع سمكي على مساحة 9500 فدان، والمزرعة “ب “1810 أحواض على مساحة 4898 فدان، والمزرعة “ج” 575 حوض على مساحة 1592 فدان.
ويشمل المشروع على “الترعة الرئيسية والفرعية”، حيث تستخدم الترعة الرئيسية لتغذية 331 حوض استزراع سمكي بالمياه العذبة، كما يبلغ إجمالي الأطوال للترعة الرئيسية 39.7 كيلومتر، وإجمالي أطوال الترعة الفرعية 200 كيلومتر؛ فستخدم المصارف الرئيسية والفرعية في تصريف المياه التي يتم تجديدها يوميًا لأحواض الاستزراع السمكي.
كما يشمل الموقف التنفيذي للمرحلة الأولى على مساحة 14 ألفا 398 مترا مربعا، بإجمالي 5331 حوضا، كما تم البدء في تنفيذ مشروع المزارع السمكية في منطقة الديبة غرب بورسعيد على مساحة 203 أفدنة من خلال مرحلتين المرحلة الأولي 107 فدان بإجمالي 60 حوضا وتم تنفيذها بنسبة 100%، ويتم حاليًا تنفيذ المرحلة الثانية على مساحة 96 فدانًا بإجمالي 12 حوضًا، ووصلت نسبة التنفيذ بها 70%.
المزرعة النموذجية بالأقصر
في مطلع 2014، بدأ إنشاء المرحلة الأولى من مشروع “المزرعة النموذجية” للاستزراع السمكي بقرية “الرزيقات” بمدينة أرمنت جنوب غرب الأقصر، على مساحة ٤٥٠٠ متر، من خلال إنشاء 4 أحواض سمكية بتكلفة إجمالية للمشروع حوالي ٧ ملايين جنيه، وتوفر المزرعة السمكية من ١٢٠ إلى ١٥٠ فرصة عمل، وتخدم عشرات القرى بأرمنت.
1300 مزرعة سمكية بدمياط
توجد أكثر من ١٣٠٠ مزرعة سمكية بالمحافظة دمياط، ما بين قرى شطا والسيالة وغيرهما من القرى والمراكز بالمحافظة، حيث يوجد مناطق لا تصلح للزراعة تسمى “الملق” بها المئات من المزارع السمكية بالمحافظة، خاصة المناطق المطلة على بحيرة المنزلة بدمياط.
الاستزراع السمكي بالدقهلية
تحتوي محافظة الدقهلية على عدد من المزارع السمكية، والتي تنتشر معظمها في منطقة “قلابشو” ببلقاس، ومنطقة المنزلة والمطرية والجمالية وغيرها.
بحيرة “عرب العليقات” بالقليوبية
تقع على مساحة ٨٥ فدانًا، وجرى إطلاق 5 دفعات بحوالي 390 آلاف زريعة سمكية، حيث تم إقامة أقفاص سمكية لإنتاج 160 طن سنويا في العام، والعمل على استغلال البحيرة كمربى سمكي، وذلك عن طريق تنميتها بعدد ٥٠٠ ألف أصبعية من أسماك العائلة البورية والبلطي النيلي والبلطي الأحمر.
وقامت وزارة الزراعة بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية بعمل رفع مساحي وتحديد لأعماق البركة بالكامل، كما تم إنشاء عدد 40 قفصًا سمكيًا بقطر 8أمتار للقفص الواحد، ويتم استزراع القفص الواحد بعدد 8000 أصبعية بلطي للوصول بالإنتاجية إلى 2 طن للقفص الواحد بإجمالي ٨٠ طنًا للدورة الواحدة.