فيما تتجه البلاد إلى الخروج من عنق الزجاجة، مع اكتمال الإلغاء التدريجي للدعم الحكومي لأسعار الطاقة الأحفورية في غضون 3 سنوات، وفق تصريحات رسمية، يرى الخبراء ضرورة تحديث استراتيجيات وخطط قطاع الطاقة والكهرباء بصفة دورية، لتعكس التطورات الحاصلة التي تحقق الطموح بأن تكون نصف الكهرباء المصرية من مصادر متجددة بحلول 2030، ويأتي علي رأسها الطاقة الشمسية، وهو ما دفع بعدد من الدول الي الاعتماد علي الطاقة النظيفة في انتاج مواد غذائية ومنها “منتجات الالبان واللحوم وعلف الحيوانات والحلوى” حيث توجهت مصانع في اوروبا والهند والمكسيك، للاعتماد علي الطاقة النظيفة بما يوفر لهم مزيد من النفقات.
وفقًا لخبراء ومهتمين بقضايا التغير المناخي، مثلت “الطاقة النظيفة” طوق نجاه لمصانع اعتمدت عليها بدلاً من الوقود الاحفوري “الغاز والفحم والنفط”، حيث يتم إنتاج ما يقرب من 90 في المائة من الحرارة الصناعية العالمية عن طريق الفحم والنفط والغاز، الأمر الذي يؤشر إلى إمكانية ضخمة لاستخدام الحرارة الشمسية لتوفير بديل مستدام للوقود التقليدي أو الي جانبه بما يعزز فرص تنفس الطبيعة وتقليص ظاهرة التغييرات المناخية التي يعاني منها العالم، حيث يرى مصنعو تكنولوجيا الحرارة الشمسية المركزة أن هناك إقبال على الحرارة الشمسية المركزة في صناعات تجهيز الأغذية في مناطق عدة، تشمل أوروبا والهند والمكسيك، وكان لهم السبق في تطبيق سياسة الطاقة النظيفة وتعد هذه التكنولوجيا مثالية بشكل خاص للمنشآت مثل مصانع معامل الألبان التي تقوم بتسخين كميات كبيرة من السوائل والتي يمكنها توفير تكاليف الوقود باستخدام الحرارة الشمسية المركزة لتكملة الغلايات التي تعمل بالغاز أو الديزل.
في المكسيك، كانت البداية حينما استطاعت شركة “إنفينتيف باور” المصنعة لتكنولوجيا الحرارة الشمسية المركزة، أن تجذب 60 عميلاً، من بينهم شركة نستله ويونيليفر، منذ أن قامت الشركة بتركيب أول نظام لها في عام 2013. وأفادت في تقرير بأن الشركات تحتاج في البداية إلى إقناعها بالاستثمار في أنظمة الحرارة الشمسية المركزة لعدم درايتها بهذه التكنولوجيا، ومجرد تجربة هؤلاء العملاء لأنظمة شركته، فقد تطلعوا إلى توسيع استخدامهم للحرارة الشمسية المركزة، وهناك عشرة مشاريع يتم تركيبها حالياً مع عملاء سابقين.
وتخدم شركة “إنفيتيف باور” في الغالب صناعة المواد الغذائية – بما في ذلك منتجات الألبان والأعلاف الحيوانية واللحوم وإنتاج الحلوى، حيث توفر في المتوسط 40 بالمائة من احتياجات الطاقة في المصنع، وتحقيق العائد من الاستثمار يعتمد على نوع الوقود الذي تكمله الحرارة الشمسية المركزة.
وحول طريقة التشغيل الذي اعتمدت عليه الشركات المانحة للألواح الشمسية، قدمت الشركات مجموعة من الصفقات لتناسب احتياجات عملائها، تشمل صفقات تمويل مختلفة، تستطيع الشركات سداد دفعة أولية صغيرة، ثم تقوم بالدفع شهرياً لمدة خمس سنوات بنظام التأجير قبل أن تملك المشروع، وهناك خيار آخر وهو ألا يتم سداد أي دفعات للمحصلين وشراء الطاقة الحرارية فقط، وإذا كان النظام لا يعمل، فليس هناك أي رسوم، مما يقلل من مخاطر تبني استخدام الحرارة الشمسية المركزة، وبعد 10 سنوات، تستطيع الشركة إما دفع مبلغ صغير لامتلاك نظام الحرارة الشمسية المركزة أو توقيع عقد جديد لمدة خمس سنوات أخرى، حيث تتكفل الشركة دفع تقريباً نفس تكلفة الغاز الطبيعي، وبما أن التكلفة تبقى على حالها لمدة 10 سنوات، فهي تعد طريقة لحماية الشركة من تقلب أسعار الغاز.
وفي مصر، تتأهب الدولة لإعلان اكبر محطة لانتاج الطاقة الشمسية علي مستوي العالم، وهي محطة “بنبان” في اسوان، حيث تمثل مجموعة من المحطات الشمسية تضم 32 محطة شمسية بقدرة تصل إلى 1465 ميجاوات دخلت منها حتى الآن 17 محطة الخدمة بإجمالي 830 ميجاوات، وتبلغ تكلفة المشروع 2 مليار دولار شارك في بناء المحطات 32 شركة وحصل المشروع على جائزة البنك الدولي كأكثر المشاريع تميزًا، ويقع المشروع في قرية بنبان على بعد 35 كيلو شمال أسوان، عند الانتهاء من المشروع ستصبح المحطة الأكبر في العالم.
وفي ضوء معلومات الخبراء، فأن تحويل مصانع انتاج المواد الغذائية للعمل بالطاقة النظيفة يجب ان يكون توجه دولة يرافقها حملات توعية بأهمية الاعتماد علي الطاقة الشمسية مع وجود شركات مؤهلة لتركيب الالواح الشمسية وعمل صيانة دورية لها للحفاظ علي كفاءتها.