أثار مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل، لطبيب ينتمي لمستشفيات جامعة عين شمس ويعمل بأحد المستشفيات الخاصة، يجبر ممرضا في أحد المستشفيات الخاصة بالسجود لكلب، استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما استدعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجامعة عين شمس، إلى إحالة الطبيب للتحقيق الفوري وإيقافه عن العمل، وذلك بعد أن فحصت وزارة التعليم العالي العالي والبحث العلمي الفيديو وتبينت صحة الواقعة.
وفي هذا السياق قال الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، إن واقعة إهانة رئيس قسم العظام بكلية الطب بالجامعة، لممرض ونشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، سلوك مرفوض ومستنكر تماما من جانب الجامعة رغم أنه وقع خارج أسوارها.
واضاف، لجامعة تحركت فورا وبأسرع ما يمكن وفقا لسلطتي كرئيس للجامعة، وتم تحويل هذا الطبيب للتحقيق، مشيرا إلى أن نتيجة التحقيق من المتوقع الانتهاء منها وإعلانها الأسبوع المقبل، لافتًا إلى أن العقوبة ستكون وفقًا لقانون تنظيم الجامعات وتبدأ بتوجيه اللوم وتتدرج تصاعديا وفقا لرؤية لجنة التحقيق.
وحرص رئيس جامعة عين شمس والذي يُعد من رواد زراعة الكبد في مصر، على توجيه الاحترام والتقدير والمحبة للتمريض ولجميع الأطقم الطبية، مشيرا الى أن كل من ينتمي لجيش مصر الأبيض، من أطباء وصيادلة وتمريض وفنيين وغيرهم، كلهم كيان واحد ولهم كل المحبة والتقدير.
وشدد الدكتور محمود المتيني، على أن السلوك المشين الذي ارتكبه الطبيب وفقًا للفيديو المتداول على السوشيال ميديا، لم يحدث إطلاقا داخل جدران جامعة عين شمس ولا مستشفياتها، ولكن حدث داخل مستشفى خاص في مصر الجديدة، ومع ذلك تم التحرك الفوري ضد الطبيب نظرًا لعمله بالجامعة ولأنه يمثل صورتها والمفترض أنه قدوة ولا يجب أن يصدر منه مثل هذا السلوك الشائن.
وحول المعلومات المتوفرة بخصوص الطبيب صاحب الواقعة، رصدنا 10 معلومات علي النحو التالي :-
الطبيب يدعى عمرو خيري محمود
** يعمل بمستشفى النزهة الخاص
** رئيس قسم العظام بجامعة عين شمس مستشفيات الدمرداش
** رئيس قسم العظام منذ عامين
** أستاذ جراحة عظام متخصص في الخلايا الجذعية للعظام، والعلاج الحراري، وكذلك عملية تبديل مفصل الورك.
** طبيب متخصص في عملية تغيير مفصل الركبة، وكذلك عملية مفصل الكوع، بجانب تخصصه في عمليات قطع عظمي في الركبة، التحفيز العميق للدماغ.
** الفيديو المتداول عن الطبيب يتعلق بإهانة أحد الممرضين الذين يعملون معه.
** الواقعة لم تحدث بمستشفيات جامعة عين شمس وفقا لبيان الجامعة.
** أحال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطبيب للتحقيق الفوري.
** شدد الوزير على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بصون كرامة أعضاء هيئة التمريض.
جرائم يواجهها الطبيب
الطبيب يواجه 7 جرائم تتمثل في ازدراء الأديان والتعذيب واستخدام سلطة في موضع مخالف للقانون، فضلاَ عن التصوير جبرا بغير رضا الطرف الأخر والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والاحتجاز دون وجه حق، وهدم القيم الأسرية – لأنه من الوارد للأطفال مشاهدة مثل هذا المقطع وتقليه – وكذا جرائم السب والقذف والتشهير.
في البداية – المقطع الذي يظهر فيه ذاك الطبيب يأمر ممرضه بالسجود لكلبه وتصوير وقائع ضربه والسخرية منه احتوي على العديد من الأفعال الاجرامية المعاقب عليها في قانون العقوبات المصري لتعدي أفعاله في هذا المقطع على الأديان وعلي الحرية الشخصية وعلى قيم المجتمع المصري ومخالفة قانون الاتصالات والانترنت، فمن المعروف أن مجرد السجود أو الأمر بالسجود لبشر بقصد التحية لا العبادة محرم وكبيرة في الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وبخلاف السجود للصنم فهو كفر مخرج من الملة، أجمع الفقهاء على أن السجود للصنم أو للشمس أو نحوهما من المخلوقات كفر يخرج الساجد به عن الملة إذا كان عاقلا بالغا مختارا، سواء كان عامدا أو هازلا، وقد صرح الشافعية بأنه إن لم يسجد للصنم أو للشمس على سبيل التعظيم واعتقاد الألوهية، بل سجد لها وقلبه مطمئن بالإيمان يجري عليه حكم الكفار في الظاهر، ولا يحكم بكفره فيما بينه وبين الله، وإن دلت قرينة قوية على عدم دلالة الفعل على الاستخفاف ومن يجبر شخص علي ذلك ويقوم بتصويره وبث فعله علي وسائل التواصل الاجتماعي يعد فعله هذا ازدراء للأديان والذي تصل عقوبته في القانون المصري للسجن 5 سنوات.
كما إن جريمة استعمال القسوة المنصوص عليها فى المادة 129 من قانون العقوبات تتوافر أركانها باستظهار وقوع التعدى من المتهم على المجنى عليه اعتمادا على سلطة وظيفته دون ما حاجة إلى ذكر الإصابات التى حدثت بالمجنى عليه نتيجة لهذا التعدى، فالمشرع المصرى عد الاعتداء على حرية الناس بالقبض أو الحبس أو الحجز من الجرائم التى تقع إطلاقاً من موظف أو غير موظف إن ركن القسوة فى الجريمة المنصوص عليها فى المادة 129 من قانون العقوبات يتحقق بكل فعل مادى من شأنه أن يحدث ألماً ببدن المجنى عليه مهما يكن الألم حقيقياً، و لو لم يترتب على الفعل حدوث إصابات ظاهرة، فيشمل إذن الضرب كما يشمل الإيذاء الخفيف، فلم يعرف القانون معنى التعذيبات البدنية، ولم يشترط لها درجة معينة من الجسامة، و الأمر فى ذلك متروك لتقدير محكمة الموضوع تستخلصه من ظروف الدعوى .بناء على ما تستخلصه من أقوال الشهود و الكشوف الطبية، أن المتهم كان يعذب المجنى عليه بالتعذيبات البدنية التىشوهدت، وكانت الأسباب التى أعتمد عليها من شأنها أن تؤدى إلى النتيجة التى أستخلصها منها، فلا معقب عليه فى ذلك لمحكمة النقض، لأن تقدير التعذيبات البدنية من المسائل الموضوعية
هذا بخلاف ما شكله فعله من جرائم السوشيال ميديا من بث المقطع والتشهير وهدم قيم المجتمع الأسرية، الأمر الذي يعد معه مشكلا لعدة جرائم يصل مجموع عقوبتها لأكثر من 10 سنوات هو وكل من اشترك معه وساهم في هذه الأفعال كشريك أساسي، ومساهم جنائي من ممرض معاون أو اداري، كما ينطوي السلوك الآثم السابق ذكره تحت نص المادة 25 من قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 التي نصت علي أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الاليكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات إلى نظام أو موقع اليكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو بالقيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات، لمعلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أم غير صحيحة.