هاني الجمل – باحث في شئون جماعات الاسلام السياسي
العمال هم وقود القوة لأى دولة فى العالم وهم أساس بناء حضارتها ومستقبلها فالعمال هم الحراك الايجابى فى تاريخ الشعوب وهم عصب الاقتصاد الذى تبنى عليها خطط واستراتيجيات الدول ولهذا فأى مستهدف تبنى عليه الجماعات الارهابية خططها يكون العمال، فهم الركن الركين فيها فإن جميع المجتمعات الإنسانية بمرور التاريخ تأثرت من الإرهاب وشملت أثاره الدول والمجتمع الدولي بأفراده ومؤسساته وكيانه الاقتصادي السياسي والقانوني وامتداد أثاره بتنوع أهدافه ودوافعه وأسبابه الكثيرة والمتداخلة والتي تسهم في إنتاجه بنسب متفاوتة وأثاره بإيجاد حالة من التوتر لمنظومة بيئة العمل وخصوصًا العمال والذين يعدون الهدف الاكبر من التنظيمات الارهابية سواء من خلال السعى لتجنيدهم ليكونوا أفراد وقوة لهذه التنظيمات أو من خلال استمالة هؤلاء العمال فى نشر الافكار الهدامة بين اقرانهم فى بيئة العمل وبالتى يكون هناك تأثير مباشر على توقف حركة الانتاج إو تعطيل مسيرتها أو تصدير السخط العمالى تجاه صاحب العمل أو الحكومة التى تباشر الرقابة على العمال بشكل او بأخر
ولمعرفة وجودية الدوافع والأسباب وتشخيصها وأنواعها ومدي تأثيرها في شخصيات الإفراد وجدنا إن هنالك العديد من العوامل الدافعة المباشرة في نشوء الإرهاب و أهمها العوامل المتعلقة بشخصية الفرد أى العوامل الشخصية والذاتية (النفسية) وتعد العوامل الخارجية المتعلقة بشخصية الفرد هي الأخرى التي تترك بصماتها بلا شك على تلك السلوكيات المنتشرة فى بيئة العمل سواء كان فى الداخل المصرى أو فى حالات السفر إلى خارج البلاد للبحث عن لقمة العيش
نستطيع القول بإن الفقر يعد حالة مثالية تسهل على الجماعات المتطرفة استقطاب أفراد جدد إلى صفوفها ولكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع الحالات التي اتخذت من العنف منهجا لها فقد تم استقطاب أعداد غير قليلة من الشباب الذين ينتمون للطبقات المتوسطة في المجتمعات المختلفة شباب مستقرون اجتماعيا ويشغلون وظائف مرموقة ويحصلون على رواتب جيدة ومع ذلك انضموا للجماعات المتطرفة بالفعل هذا ماحدث ولكن الجماعات الارهابية قد استغلت حالة ” الاستياء” لدى هذه الفئة وعدم تحقيق الطموح واستطاعت تجنيدهم أيضا فضلا عن الطبيعة النفسية للعامل والتى قد تكون فى بعض الاحيان نوعية عدوانية او اهوائية ليس لها رؤية خاصة لمايحدث حلوها بالتى تكون عرضة للاستقطاب نحو الجماعات الارهابية أو على الاقل موافقة مايحدث منهم أو إيجاد تبرير لما يحدث وللاسف يساهمون بشكل غير مباشر فى تهيئة بيئة العمل والعمال على الانضمام لهذه الجماعات او استغلالهم فى الاحداث التى قد تضر بأمن المجتمع وهذا كا حدث فى فى تجمع ” رابعة العدوية” فقد خلصت العديد من الدراسات الاجتماعية والنفسية والتحقيقات القضائية إلى وجود نسبة ليست بالقليلة ضمن هذه التجماعات من العمال الذى حدث لهم نوع من عمليات ” غسيل المخ” ليس فقط للانضمام ولكن على الاقل تهيئة المجتمع لما يحدث
وهنا نقول لكل عامل شريف يحمل على عاتقه بناء مستقبله ومستقبل بلده كن على وعى كبير بالمخاطر التى تحدق بالدولة المصرية من قبل الجماعات المتطرفة وأن تعى دائما ان كون حائط صد أمام الشائعات المغرضة ولا تروج لها فاجعلها تقفدائما عندك ولاتمر من خلالك إلى غيرك والاجدى ان تكذبها وتعرفها حقيقتها من الاجهزة المعنية والتى تتخذ من الإعلام قناة تواصل جيدة للرد على هذه الشائعات وتكذيبها بالادلة الدامغة..