سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم
بعد مضي ثلاثة ايام من زواجه رحل عبدالله ومعه زوجته عائدًا الي قومة في مكة وبعد وصولة بعدة ايام تجهزت القافلة لرحلة الصيف الي بلاد الشام واختاروا فيها عبدالله مع بعض إخوته للسفر مع هذه القافلة وودع عبدالله زوجته أمنة ولم يكن يعرف أن زوجته أمنة قد حملت وهي أيضًا لم تكن تعرف وبعد أشهر رجعت القافلة وليس فيها عبدالله فسأل عبدالمطلب أين ولدي عبدالله فقال اخوته تركناه عند اخواله في يثرب فأمر عبدالمطلب ابنه الحارث ان يذهب الي يثرب ويأتي بأخيه ولما وصل يثرب ورأي اخوال عبدالله يأخذون العزاء فيه فذهب الي قبرة وبكاه ثم رجع الي ابيه واعلمه الخبر فحزن وحزنت مكة كلها. بعد ذلك بأيام رأت أمنة في منامها رؤيا تقول عنها أمنة : هتف هاتف في أذني يا أمنة هل شعرت انك حملت فقالت لا ادري قال لقد حملت بسيد هذه الامة ونبيها فاذا ولدته فسميه محمدًا. فقالت فكان ذلك ما اكد لي الحمل ولما علم عبدالمطلب بحمل أمنة فرح فرحًا عظيمًا وقصت أمنة الرؤيا عليه تذكر عبدالمطلب ما كان يسمعه من مبشرات وأنه سيخرج من صلبة مولود له شأن عظيم وتذكر رؤياه التي رأها سابقًا وأنه رأي سلسلة من فضة خرجت من ظهره حتى صعدت الي السماء ثم رجعت الي شجرة خضراء بها غصون وظل. فجاء الخلق كلهم وتعلقوا بيها عند ذلك قال لأمنة اكتمي رؤياك ولا تحدثي بها احدًا فأن اهل الكتاب اخبروني وبشروني بنبي اخر الزمان ولعل الجنين الذي في بطنك يكون هو ومرت الأيام وأمنة تقول لم أجد في حملي ما تجد النساء من ثقل أو تعب أو وحم أو دوخة أو ألم حتى أني اذهب الي البئر لأشرب فيرتفع الماء الي فإذا انتهيت رجع الماء كما كان ببركة هذا الجنين – وقبل مولده بخمسين يومًا وقع حدث عظيم.