استقبلت أسواق السلع والبورصات العالمية الكشف عن المتحور الجديد لفيروس كورونا “أوميكرون” بحالة من الهلع والخوف الشديد، مع تراجعات حادة في بعض السلع وارتفاع أخرى.
وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهر متحور جديد من فيروس كورونا، في جنوب أفريقيا ودول مجاورة لها، أطلق عليه اسم “أوميكرون”، وتشير بعض التقارير إلى أنه بالغ الخطورة ويحمل عددًا من الطفرات قد تجعله أكثر فاعلية في تفادي اللقاحات الحالية.
ونتيجة للإعلان قررت دول كثيرة حول العالم إغلاق حدودها أمام دول منطقة جنوب أفريقيا وعلى رأسهم جنوب أفريقيا.
صعود وهبوط
شهدت أسواق السلع تذبذبًا كبيرًا مع الكشف عن المتحور الجديد، وهوى سعر البترول بنسبة 11.5% بالنسبة للعقود الآجلة ليخسر نحو 9.5 دولار للبرميل في نهاية تداولات الأسبوع الماضي.
وبلغ سعر مزيج برنت 72.7 دولار للبرميل، كما تراجع خام القياس الأمريكي بنسبة 13.06% ليسجل 68.1 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط ارتفعت خلال الفترة الماضية وتخطت حاجز 82 دولارًا، مما دفع الدول الكبرى المستهلكة مثل أمريكا لحث مجموعة “أوبك+” على زيادة إمدادات النفط للسيطرة على الأسعار.
وترى أمريتا سين، كبيرة محللي النفط في شركة الاستشارات “إنرجي أسبكتس ليمتد”، خلال حوار مع تليفزيون بلومبرج إن “رد فعل السوق كان مبالغًا فيه للغاية، ووصل سعر السوق لأسوأ السيناريوهات الممكنة“.
وهبطت أسعار المعادن هي الأخرى، وسجل سعر الألومنيوم تراجعًا بنسبة 3.68% ليسجل 2632.5 دولار لكل طن متري، وانخفض سعر النحاس بنسبة 4.02% ليسجل 429.1 سنت لكل رطل، بحسب بيانات وكالة بلومبرج.
وفي المقابل ارتفعت أسعار المعادن التي تعد ملاذًا أمانًا بالنسبة للمستثمرين مثل الذهب وسجل 13.7 دولار صعودًا في سعر الأوقية لتبلغ 1802.5 دولار.
وقفز سعر الغاز الطبيعي في العقود الآجلة بنسبة 7.1% ليسجل 6.48 دولار لكل وحدة حرارية بريطانية، خوفًا من الإغلاقات التي عمت العالم في أعقاب ظهور كورونا أول مرة.
البورصات تتهاوى
سجلت الأسواق العربية تراجعًا شديدًا مع بداية تعاملات اليوم الأحد وكذلك البورصة المصرية.
وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30، بنحو 1.6%، بمنتصف تعاملات جلسة اليوم الأحد، إلى مستوى 11240 نقطة.
وهبط مؤشر السوق السعودية “تداول بنسبة 3.2%، وتراجع مؤشر سوق دبي بنسبة 4.8% وسوق أبو ظبي المالي بنسبة 2.3% وبورصة الكويت بنسبة 2.7% في بداية التداولات.
كما أغلقت مؤشرات البورصة الأمريكية على تراجع في نهاية الأسبوع الماضي، وهبط مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.09% وداو جونز الصناعي بنسبة 2.63% وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.27%.
وتراجع مؤشر فوتسي 100 الأوروبي بنسبة 3.64% ومؤشر السوق الفرنسي كاك 40 بنسبة 4.74% ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 4.16%.
وذكرت بلومبرج أن المستثمرين في كافة الأسواق المالية يترقبون ما إذا كانت حالات التفشي الجديدة قد تعقد جهود البنوك المركزية لإيقاف سياسات التيسير النقدي القوية للغاية.
وقال أليكساندر زومبفيه، كبير المتداولين في شركة التكرير Heraeus Metals Germany في مذكرة بحثية إن عدم اليقين بشأن التداعيات المحتملة لسلالة أوميكرون تؤكد للأسواق أن الوباء لم ينته بعد.
وتوقع زومبفيه أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب في هذه البيئة، كما يجب أن يتراجع التفكير بشأن التناقص التدريجي لشراء السندات في الوقت الحالي.